رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الدستور» تتابع ترخيص سيارات «مينى فان» بديلًا عن «عفاريت الأسفلت»

شوارع بلا «توك توك»
شوارع بلا «توك توك»

تبذل الدولة المصرية جهودًا كبيرة لتطوير جميع القطاعات للارتقاء بمستوى معيشة المواطنين، وبالتزامن تحرص على تغيير شكل الشارع المصرى للأفضل، وفى هذا الإطار تعمل الحكومة على تشجيع أصحاب «التوك توك» لإحلاله عبر ترخيص سيارات «مينى فان» كوسيلة نقل جماعى آمنة وحضارية، ضمن مبادرة رئيس الجمهورية لإحلال السيارات للعمل بالغاز الطبيعى، بجانب العمل على سرعة تقنين أوضاع المركبات وتشجيع أصحابها على الترخيص. «الدستور» تابعت التحركات التى أعقبت اجتماع الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، لبحث تقنين أوضاع مركبات «التوك توك»، الأحد الماضى، بحضور عدد من الوزراء المختصين.

 

المتحدث باسم المبادرة: بدء التطبيق بعد انتهاء الحصر.. وحوافز هائلة لأصحابها

قال المهندس أحمد عبدالرازق، المتحدث باسم مبادرة إحلال السيارات للعمل بالغاز الطبيعى، إن الإحلال سيكون آخر مرحلة من المبادرة، حيث سيسبقها حصر أعداد مركبات «التوك توك»، على أن تضطلع وزارة التنمية المحلية بهذه المسئولية بالتعاون مع وزارة الداخلية.

وأضاف «عبدالرازق»، لـ«الدستور»: «بعد انتهاء الحصر، سيجرى تقنين أوضاع تلك المركبات وترخيصها، وبعد ذلك سيجرى تطبيق الإحلال بسيارات (مينى فان) التى تعمل بالغاز الطبيعى»، مشيرًا إلى أن «التوك توك» وسيلة نقل ليس لها وضع قانونى أو تراخيص، لكن عملية الإحلال ستوفر لأصحاب المركبات دخلًا ثابتًا ووضعًا قانونيًا طبيعيًا.

ولفت إلى أن الحكومة اتخذت خطوات عدة لدعم هذه المبادرة، أهمها وقف استيراد قطع غيار التوك توك والمركبة نفسها، وتدرس حاليًا توفير الأعداد المطلوبة من سيارات «فان»، مشددًا على أن تنفيذ المبادرة لن يستغرق سنوات، بل أشهرًا قليلة، وسيستفيد أصحاب مركبات «التوك توك» بحوافز المبادرة الرئاسية، التى تضمن تسهيلات فى الدفع على سنوات طويلة.

وذكر أنه سيجرى الإعلان عن مراحل تطبيق المبادرة وفقًا لإحصائيات وزارتى التنمية المحلية والداخلية بالأعداد الحقيقية للمركبات فى مصر، ومدى قدرة الدولة على توفير سيارات «فان» للسوق.

أستاذة علم نفس: الإحلال يقلل الجريمة والعشوائية

قالت الدكتورة رحاب العوضى، أستاذ علم النفس السلوكى، إن مبادرة إحلال «التكاتك» تسهم فى تقليل نسبة الجريمة المنتشرة باستخدامه، وكذلك استخدام السيارات «فان» يتطلب أن يطور الإنسان من نفسه تعليميًا وثقافيًا ليسهل عليه قيادة السيارة بالأسلوب الحديث. وأضافت أن إحلال «التوك توك» يسهم بشكل كبير فى القضاء على عمالة الأطفال، خاصة أن كثيرًا من الأسر تعتمد على سياسة الاستسهال وتجبر أبناءها على ترك التعليم أو تعلم حرفة، مشيرة إلى أن تلك المبادرة تشجع أيضًا على ممارسة رياضة المشى، لأن بعض المواطنين- حتى وإن كانوا شبابًا وقادرين على السير- يستسهلون الأمر ويستقلون «التوك توك». وتابعت: «الوطن عاش سنوات من الفوضى بسبب التوك توك، وسيارات الفان بجانب مظهرها الحضارى تسهم فى تقليل الازدحام والقضاء على العشوائية».

خبير اقتصادى: «التكاتك» تُضيع على خزانة الدولة نحو 2.8 مليار جنيه سنويًا

رأى الدكتور محمد البهواشى، الخبير الاقتصادى، أن إنهاء ظاهرة «التوك توك» فى الشوارع المصرية سيقلل من حجم الاقتصاد الموازى، موضحًا أن عدم ترخيص «التوك توك» تسبب فى خسارة الدولة نحو مليار و١٥٠ مليون جنيه سنويًا، فى صورة إيرادات لخزانة الدولة من خلال التراخيص السنوية، فضلًا عن أن هذه المركبات غير قانونية، ولا تطبق عليها مخالفات، ما يعنى خسارة الدولة مليارًا و٦٥٠ مليون جنيه تقريبًا.

وقال «البهواشى» إن سعر «التوك توك» وصل لـ٥٠ ألف جنيه، ويجرى تجميعه فى ورش فى بعض المحافظات بالمخالفة للقانون، رغم أن الدولة أوقفت استيراده، متابعًا: «وهذا يعنى وجود صناعة كاملة مخالفة للقانون، بخلاف الجرائم التى تحدث بسبب سائقيه».

وأضاف: «طبقًا لآخر الإحصائيات، يصل عدد سائقى التوك توك فى مصر إلى نحو ٣ ملايين شخص، بإجمالى أرباح ١٠ مليارات و٨٠٠ مليون جنيه شهريًا، كما يوفر ٢٥٠ ألف فرصة عمل». ووفقًا لجهاز التعبئة العامة والإحصاء، بلغ عدد المركبات المرخصة ٢٢٦.٧ ألف توك توك فقط، بينما يبلغ عدد المركبات غير المرخصة نحو مليونين و٧٨٠ ألف مركبة.

خبير مرورى: سبب رئيسى فى حدوث التكدس 

شدد اللواء أحمد هشام، الخبير المرورى، على أن «التوك توك» من الأسباب الرئيسية للتكدس المرورى فى الشوارع، وعنصر مهم يُستخدم فى ارتكاب بعض جرائم السرقة وهروب الجناة.

وقال «هشام» إن «التوك توك» سبب من أسباب التسرب من التعليم، فجميع العاملين عليه من الأطفال، مشيرًا إلى أنه يسهم أيضًا فى توقف الحرف اليدوية بسبب الاستسهال فى الحصول على المال وتحسين الدخل الشهرى. وأضاف أن قرار مجلس الوزراء يعتمد على مرحلتين، الأولى حصر المركبات وإنشاء قاعدة بيانات رئيسية بأعداد المركبات والعاملين عليها، ومن ثم إصدار تراخيص قانونية لها تمهيدًا لدخولها مرحلة الإحلال من خلال الموقع التابع لوزارة التجارة والصناعة الخاص بمبادرة إحلال السيارات، مؤكدًا أن غير الملتزمين سيعاقبون بمصادرة «التوك توك».

سائقون: «اليومية» تزيد على 100 جنيه والمشروع الجديد يوفر حياة آدمية

قال محمد عبدالعزيز، سائق «توك توك» يبلغ من العمر ١٤ عامًا، إنه لا يعرف الكثير عن مبادرة إحلال التوك توك بسيارات «فان»، لكنه يرى أن التوك توك أفضل بالنسبة له، إذ يكسب يوميًا حوالى ١٠٠ جنيه، فهو يساعد والده فى الإنفاق على أسرته.

وأضاف «عبدالعزيز» أنه يعمل سائقًا على التوك توك منذ ٣ سنوات، بعد تركه التعليم ليساعد والده فى المصاريف اليومية وتعليم أخته.

ورأى إسماعيل أحمد، سائق توك توك، أن هذا المشروع الحكومى بالرغم من أنه يوفر حياة آدمية للسائق والمواطن ويحافظ على حياتهما، لكنه قد يواجه صعوبات، لأن «التوك توك» بات وسيلة مواصلات سهلة يعتمد عليها المواطنون فى التنقل بين الشوارع الضيقة غير المؤهلة لسير السيارات. وقال الشاب الأربعينى، الذى يعمل فى وظيفة حكومية، إن للتوك توك مزايا كثيرة، فهو يعد إحدى وسائل تحسين الدخل لأى أسرة مصرية، فهو يوفر له مثلًا أكثر من ١٢٠ جنيهًا يوميًا.

من جهته، قال سيد مختار، سائق توك توك بمنطقة أرض اللواء، إن إحلال التوك توك بسيارات «فان» فكرة جيدة إذا تمت مراعاة ظروف السائقين وتقديم تسهيلات جيدة، مثل تقليل مقدم الإحلال والأقساط الشهرية وتقليل سعر الفائدة على سنوات أطول، لافتًا إلى أنه يعمل كسائق توك توك منذ ٧ سنوات، وهو مصدر رزق مع عمله الأساسى فى أحد المصانع. وأضاف «مختار» أن عمله يتضمن بعض الخطورة، كما أن الناس لديها فكرة سيئة عن سائقى التوك توك، موضحًا: «وهذه المبادرة ستفرض نوعًا من الاحترام والتقدير بينهم وبين باقى المواطنين، لا سيما لو تم تخصيص خطوط سير لهم، ما يوفر الأمان».