طالب من الغربية يقهر المرض بحصوله على 99.6%.. ووالده يناشد المسؤولين لمساعدته
لم يتعلم فنون القتال ولكنه محارب من نوع خاص، محب للحياة مقاوم للمرض تصدى له ووقف له بالمرصاد بالأمل وحب الحياة، حاربه منذ الصغر، وأقسم أن ينتصر عليه ولا يستسلم أبدًا، مسلحًا بتوسله الذي لا ينقطع لله مستعينًا به، ثم بدعم أهله الذي لا ينقطع.
أحمد البدوى فرج الله أبو الوفا، 15 سنة، ابن قرية كفر شبرا قلوج مركز زفتي بمحافظة الغربية، الطالب بمدرسة الشهيد ادريس حسن ادريس حسن الإعدادية، إدارة نخل التعليمية، بمحافظة شمال سيناء، المجتهد المتفوق الذي حصل على 279 من 280 بالشهادة الإعدادية، ليثبت أنه لا يأس مع الحياة، وأن الإنسان يستطيع أن يقهر المرض بعزيمته وقوته وإرادته.
ويقول الطالب المتفوق: رحلة الامتحانات كانت صعبة لكنها مفيدة، فكنت أقوم بأداء الامتحانات يوميا بالمدرسة، ثم أعود للمزل في نخل، لأجد أطباء مركز الكلي بزفتي يتصلون بي ويطمأنون علي أدائي وصحتي ويعطونني بعض التعليمات، مضيفًا أن المدرسة خصصت له لجنة مُجهزة على أعلى مستوى من النظافة والتعقيم، ودعمه وشجعه الجميع لإصراره ورغبته في أداء الامتحانات رغم مرضه، ففي فجر أول يوم في امتحان الشهادة الإعدادية، سافر من زفتي لنخل لأداء الإمتحان ليؤكد أن المحارب ليس في الميدان فقط، يضرب مثالًا رائعًا في التحدي والثبات، وأجبر الجميع على دعمها والوقوف إلى جوراه، وتمهيد طريق المجد حتى يخطو عليه بخطوات ثابتة.
موجهًا الشكر لوالده الذي يعمل رئيس قسم بإدارة نخل، التعليمية بمحافظة شمال سيناء، ولأمه التي تعمل ممرضة بإدارة نخل الصحية شمال سيناء، ولأشقائه الثلاث، مضيفًا أن ما قام به أطباء قسم الكلي والغسيل الكلوي في مستشفي زفتي العام عقب ظهور النتيجة وتفوقه، كان أكبر مكافأة له حين أقاموا احتفالُا به بحضور جميع العاملين بالقسم وعلي رأسهم الدكتور أحمد خير الدين رئيس القسم، وكذلك المرضي، في احتفال وصفه الطالب المتفوق بشيء أدخل السرور والفرح لقلبه.
فيما أكد أحمد خير الدين، رئيس قسم الكلي بمستشفي زفتي العام، أن ما قام به وزملائه من أطباء وتمريض هو أقل هدية لهذا الرجل في جسد طفل والذي ضرب مثلُا لأعظم أنواع الإرادة والتحدي، مؤكدًا أنه أحد الحالات التي سيتوقف عليها الجميع في رحلة حياته، مضيفًا أن المرض لم يمنعه أبدًا من أن يكون مثقف عنده حضور متفوقًا في كل شيء، موضحًا أن علاجه الوحيد هو زراعة الكلي عن طريق متبرع وأنه بالفعل في طريقه لإجراء الجراحة ولكن تأخره بسبب قوائم الإنتظار، متمنينًا أن يتم علاجه بأسرع وقت ممكن.
ويقول والده في حديثه الخاص لـ"الدستور"، إن بداية ظهور المرض كانت سبتمبر من العام الماضي، وكانت الاسرة وقتها تُقيم فى العريش وجاءت نتائج التحاليل والأشعات لتؤكد إصابته بفشل كلوى مزمن، وضمور فى الكليتين، موجهًا شكره للاطباء والتمريض بمستشفى العريش، فى حسن تعاملهم، مضيفًا أنه توجه للعلاج والمتابعة في مستشفيات المنصورة، بعدها استقر بنا المطاف في القرية بكفر شبرا قلوج، والعلاج بمستشفي زفتي العام بمركز الغسيل الكلوي.
ويكمل والد الطالب المتفوق، ونظرًا لبعد المسافة بين زفتي وسيناء ومرض أحمد، كان إبني يذاكر عبر موقع اليوتيوب ويحضر فقط للامتحانات، حيث يذاكر هنا في القرية ويذهب إلى مركز الغسيل الكلوي بمستشفى زفتي العام، ثم يسافر لأداء الامتحانات في مدرسته بسيناء، موجهًا الشكر لصبرى عبدالغنى محمد مدير عام ادارة نخل التعليمية، الذي وفر كل المقومات لأداء الامتحانات.
ويناشد الأب كل المسئولين والجهات المعنية، بسرعة التدخل لإجراء عملية زراعة كلي لنجله مؤكدًا أنه جاهز للتبرع لإبنه لإنقاذ حياته متمنيًا أن يُصبح أحمد أحد العلماء الذي يفيد مصر وطنه في أي مجال من العلوم كما يتنبأ له درسيه.