«لم تكن تعرف اسمها الحقيقي».. حكايات من طفولة جيهان السادات
"لم أعرف أن اسمي جيهان حتى بلغت الحادية عشرة من عمري، وجيهان اسم فارسي اختاره والدي، وهو يعني العالم، وكانت أمي وهي إنجليزية، تطلق على اسم جين، وهذا هو الاسم الذي ناداني به والدي، وكان موظفا في وزارة الصحة، وكذلك المدرسون في المدرسة الابتدائية التي كنت أدرس فيها، وأيضا جميع زميلاتي".
تحدث جيهان السادات عن اسمها في مذكراتها بعنوان "سيدة من مصر"، وقالت أنه لم يكن بالغريب أن يطلق عليها اسم أوربي، فقد كان المصريون يعجبون بطريقة الحياة الأوروبية منذ أن فتح الوالي محمد علي مصر للتأثير الأجنبي معتقدا أن الأوربيون أكثر تقدما.
لكن الغريب أن جيهان السادات لم تكن تعرف اسمها الحقيقي إلا عندما تسلمت الشهادة الابتدائية قبل أن تنتقل إلى المدرسة الثانوية، قالت "حين رأيته مكتوبا على شهادتي يتلوه عنواني، سألت المدرسة، من هي جيهان؟، فقالت: أنت، وعدت إلى البيت مسرعة وسألت أمي: ما اسمي؟، فقالت: في المدرسة الآن اسمك جيهان، أما في العائلة فأنت جين، وحتى الآن هذا هو الاسم الذي تناديني به أخوتي وأخواي".
ولدت جيهان السادات في جزيرة الروضة وهي إحدى جزيرتين في النيل تصل بينهما جسور إلى القاهرة في الشرق والجيزة في الغرب. وكانت الثالثة بين أربعة أطفال في الأسرة، وكانت الابنة الأولى، قالت: "هناك فارق كبير في السن بين أخوي وبيني، فمجدي يكبرني بعشر سنوات وعلى بسبع، وقيل لي إن أمي كانت مشتاقة إلى أن يكون لها ابنة، لكي تمشط شعرها وتطرز لها ملابسها، وكان يوم ولادتي حفلا في بيتنا، زادته بهجة في العلاوة التي حصل عليها والدي في نفس اليوم من الحكومة، ومنذ البداية نظر إلى اليوم من الحكومة، ومنذ البداية نظر إلى والدي على أنني أجلب الحظ، وولدت أختى داليا بعد واحد وعشرين شهرا وبذلك تمت أسرتنا".
كانت "جيهان" وإخوتها يميلون إلى الشقرة، نسبة إلى أمها الإنجليزية، ووالدها صعيدي الأصل، تقول:"برغم ذلك فقد كان ناصع البشرة أزرق العينين، وكان أولاده، وهم والدي وعمي وعمتان، أيضا بنفس اللون، ومقل جميع الأسر المصرية كنا مترابطين تماما".