يحيى صفوت ينتظر «بر الضيف.. الميراث» فى معرض القاهرة للكتاب
يشارك الكاتب يحيى صفوت٬ في فعاليات الدورة الثانية والخمسين٬ لمعرض القاهرة الدولي للكتاب٬ والمقرر انطلاقه نهاية الشهر الجاري٬ وذلك من خلال الجزء الثالث والأخير من ثلاثية رواية بر الضيف٬ ويحمل الجزء الثالث من السلسلة عنوان "بر الضيف.. الميراث"٬ والتي تصدرها دار العين للنشر والتوزيع خلال أيام.
وكان يحيى صفوت قد سبق ونشر الجزء الأول من الرواية بعنوان "بر الضيف.. القسم"٬ وتبعها بالجزء الثاني تحات عنوان "بر الضيف.. العودة"٬ والجزآن كانا قد صدرا عن دار اكتب للنشر والتوزيع. كما صدر للكاتب المهندس يحيى صفوت رواية أخرى بعنوان "جنينة المحروقي" عن دار العين للنشر والتوزيع٬ وحققت أعلي المبيعات في الدورة الثانية والخمسين من معرض القاهرة الدولي للكتاب.
تنتمي رواية جنينة المحروقي٬ لروايات أدب الرعب٬ صاغها الكاتب بشكل محكم حتى إنها تحبس أنفاسك خلال قراءتها٬ رغم حجمها الكبير 333 صفحة من القطع المتوسط٬ ربما للتشويق والغموض والإثارة التي تزخر بها الرواية٬ فلا يشعر متلقيها بلحظة ملل واحدة، بل يتشوق لمعرفة ما ستسفر عنه نهاية الأحداث التي وجد٬ بطل الرواية "كريم السيوفي" نفسه في وسطها.
تبدأ أحداث رواية "جنينة المحروقي" بعودة كريم السيوفي من الخليج حيث يعمل٬ في زيارة سريعة للقاهرة إثر وفاة والدته التي لم يزرها لمدة 15 عامًا. ومنذ اللحظات الأولى للرواية يدخلك المؤلف في جو من الغموض٬ حول المربع السكني الذي يقع فيه بيت عائلة السيوفي٬ وحيث عاشت والدته وتوفيت وحيدة٬ وغرابة سكانه٬ سواء إصرارهم على أن يترك المنزل ليلة السبت٬ بحجج مختلفة وصلت لأن يقدم له جاره الطيار "سامي" عرضًا خياليًا لقضاء تلك الليلة في إحدى القرى السياحية مجانًا. أو تلك الأكياس البلاستيكية السوداء٬ التي يحملها جميع سكان المربع٬ ويدورون بها حول "جنينة المحروقي"، فما علاقة هذه الأكياس بالجنينة؟ وباختفاء ابنة العائلة الماليزية الصغيرة٬ ولماذا يصر والدها على إبعاد الشرطة ورفضه تدخلها للبحث عنها؟.
ومما جاء في الجزء الثالث من رواية "بر الضيف.. الميراث" نقرأ: استكان يوسف في صمت، لا يعبأ بالعاصفة ولا الأمطار ولا السحب الغاضبة، بل بذلك الطفل ذي الأعوام الستة الذي يغط في نوم عميق على ساقي أمه.
أي إرث سأتركه لك من بعدي يا حسن؟ هكذا حدث ابنه دون أن ينطق بها، لو سألتني عن أصولك، بماذا أُجيبك؟ كيف سيكون شعورك لو علمت أن كل هذا، هذا الكابوس الذي جثم فوق الدنيا، نحن من جئنا به؟ نعم نحن، منذ اللحظة التي ألقى فيها جدك بالتقاليد والقواعد عرض الحائط وتحدى الضيف جعله يعثر علينا. لقد أخفقنا يا حسن. وبعد أن كان دورنا حراسة بر الضيف والبشرية كلها ممن يسكن البر الآخر، كنا نحن من دعاه. بعد أن كان تائهًا في عالمه المظلم لعصور لا يمكن حصرها، أرشده جدك إلينا.
هل سيكون شعورك، لو علمت كل هذا، مثل ما أشعر؟
فقد أصبح التائه هو أنا. الموصوم هو أنا. المبتور جذوره هو أنا. وهذا هو كل ما سترثه مني. أصبحت لا أثق بأحد، لا أثق حتى بنفسي، فنحن ضعاف وهو يعلم هذا. لا أدري إن كان هناك مخرج من هذه المحنة أم أن هذه هي النهاية، وأن اللحظة التي سينتصر فيها الضيف قد باتت قريبة للغاية. قريبة لدرجة أننا نتجه الآن إلى المكان الوحيد الذي مُنِعنا من حتى ذكر اسمه. وكما ترى، من حيث بدأ الكابوس، من "بر الضيف"، يعود.