مفتي الجمهورية السابق يتحدث عن محور حضارة الإسلام
علي جمعة: القرآن والسنة محور حضارة الإسلام
قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية: إن “لكل حضارة محور تدور حوله، ومحور حضارة الإسلام هو النص بشقيه -القرآن الكريم والسنة الشريفة- ومن ثم فقضيتنا وهدفنا في بناء حضارتنا هو كيفية فهم هذا النص وكيفية خدمته على أي نحو كانت الخدمة، فهذا النص وهو يحتل هذه المرتبة الفريدة في فكرنا وهويتنا، هو مصدر المنهج الذي سنبني عليه علومنا ومعارفنا التي ستكون فيما بعد معالم حضارتنا ونهضتنا”.
وأضاف "جمعة" عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك”:"وقد اتفق علماء المسلمين على أن النص هو المصدر الأول والرئيس للتشريع الإسلامي، والتشريع هو سن القوانين التي تُسْتَمَدُّ منها الأحكامُ لأعمال المكلَّفين، والأحكامُ لما يقع بينهم من الأقضية والحوادث، أي أنه هو القانون التي ستقوم عليه الحضارة".
وتابع:"وهو إما أن يكون إلهيًّا أو وضعيًّا، والإلهي إما أن يكون إلهيا محضا، وهو الذي سنه الله سبحانه وتعالى بآيات قرآنية وأحاديث ألهمها رسوله أو أقره عليها، أو يكون تشريعا إلهيا باعتبار المرجع والمصدر وهو ما سنه مجتهدو المسلمين، من الصحابة والتابعين وتابعيهم والأئمة المجتهدين عبر العصور، استنباطا من نصوص الوحي الإلهي وروحه ومعقوله، فهو تشريع إلهي باعتبار المرجع والمصدر، وهو نفسه ما يطلق عليه أنه تشريع وضعي باعتبار جهود المجتهدين في استنباط الأحكام والتشريعات، وهو يمكن أن يتغير بتغير الزمان والمكان والأشخاص والأحوال، وكذلك المصلحة والمآلات".
وأوضح:"النص الذي هو محور حضارة الإسلام له شقان: القرآن الكريم والسنة النبوية، والقرآن هو كلام الله تعالى المنزل على سيدنا محمد، ﷺ بلسان عربي مبين تبيانا لما به صلاح الناس في دنياهم وأخراهم، وهو معجزة سيدنا محمد رسول الله ﷺ الكبرى، تعبدنا الله تعالى بتلاوته، وألهمنا حفظه وكتابته، ويسر أمر نقله بين الأجيال بالتواتر، تحقيقا لوعده حيث قال: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) ولا تُعَد ترجمة القرآن إلى غير العربية ولا تفسيره بها قرآنا، فلا يصح الاستنباط من الترجمة، لأن فهم المراد من الآيات يحتمل الخطأ، والتعبير عنه باللغة الأخرى يحتمل الخطأ أيضاً".
وواصل:"ويرجع إعجاز القرآن إلى فصاحة ألفاظه، وبلاغة أساليبه، وخفته على اللسان، وحسن وقعه في السمع، وأخذه بمجامع القلوب، وإخباره بأمور مغيبة، ماضية أو مستقبلة، واشتماله على أخلاق سامية فاضلة، وشريعة عادلة كاملة، صالحة لكل الناس في جميع البقاع والأجيال، ثم سلامته -مع كل هذا- من التعارض والتناقض".
وانته:"وهذا مصداقاً لقوله تعالى: (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافاً كَثِيراً) وقوله ﷺ: «كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ نَبَأُ مَا كَانَ قَبْلَكُمْ وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ، هُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ، مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ وَمَنِ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ، وَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ، وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ، وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ، هُوَ الَّذِي لاَ تَزِيغُ بِهِ الأَهْوَاءُ وَلاَ تَلْتَبِسُ بِهِ الأَلْسِنَةُ وَلاَ يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ وَلاَ يَخْلَقُ عَلَى كَثْرَةِ الرَّدِّ وَلاَ تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، وَهُوَ الَّذِي لَمْ يَنْتَهِ الْجِنُّ إِذْ سَمِعُوهُ أَنْ قَالُوا (إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً) هُوَ الَّذِي مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ، وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هُدِىَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ» (رواه الترمذي)".