«رد الجميل».. متعافون من الإدمان: «الموت هو النهاية الطبيعية.. والصندوق أنقذنا»
«رد الجميل».. هكذا عبر متعافي مركز العزيمة بالمنيا لعلاج الإدمان، عن امتنانهم لمجهود الصندوق في توفير كافة الإمكانيات لعلاجهم من الإدمان في سرية تامة.
بدأ صندوق مكافحة وعلاج الإدمان في مكافحة هذه الظاهرة من خلال العديد من البرامج التابعة للصندوق وإطلاق العديد من المبادرات مثل مبادرة «مصلحتك» وينفذها الصندوق بمحافظات مصر المختلفة للتوعية بمخاطر الإدمان وكذلك مبادرة «أنت أقوى من المخدرات»؛ كما أطلق حملات الكشف المبكر لموظفي الدولة وكذلك السائقين، حيث قدم الصندوق خدمات علاجية لـ132 ألف مريض فى سرية تامة.
ومن مركز العزيمة بالمنيا، حاورت «الدستور» عدد من المتعافيين، حيث يقول مؤمن محمد خريج كلية تجارة: «مشواري مع الإدمان بدء مع دخولي الجامعة والتعرف على بعض أصدقاء السوء فدخلت مجال التعاطي من باب التجربة؛ لكني لم أستطع الإقلاع عنه وبدأت في إهمال دراستي وعندما لاحظ والدي ووالدتي بعض التغييرات علي قاموا بالاتصال بالخط الساخن لصندوق مكافحة الإدمان وتم التوجه لأقرب مركز علاج في سرية تامة؛ ويحكي مؤمن أن طريق الإدمان صعب الرجوع منه لكن الإرادة قد تغيير المستحيل».
ويستطرد «مؤمن»: «توجهت بعد أيام قليلة لمركز علاج الإدمان وخضعت للعلاج لمدة ٦ أشهر وكانت من أصعب الفترات التي تمر على المتعافي ينهي فترة الانسحاب لصعوبة الأعراض التي يمر بها المتعافي؛ لذلك كانت مبادرة أيادينا نابعة من المتعافيين بالمنيا؛ كنوع من رد الجميل لماقام به الأطباء والمشرفين معنا من مجهود جبار»؛ موضحاً أن للمبادرة عبارة عن تجهيز المركز العلاجي الجديد بالأثاث اللازم لاستيعاب مزيدمن المدمنين؛ لافتاً إلى أن الأثاث هو نتاج المشروعات الصغيرة التي يوفرها الصندوق للمتعافيين من خلال مبادرات التمكين الأقتصادي لعدمالعودة مرة أخرى للإدمان.
يلتقط حسن عبد العزيز أطراف الحديث أحد متعافي الأدمان بالمنيا، قائلا إن الموت هو النهاية الطبيعية للإدمان، لكن هناك أشخاص يكتب الله لهم النجاة والعودة من هذا الطريق الصعب.
ويوضح لـ«الدستور» أن البداية كانت منذ خمس سنوات بسيجارة حشيش في جلسة مع الأصدقاء على سبيل التجربة؛ وتعددت هذه السهرات وأدمنت مخدر الحشيش حتى لم يعد له تأثير فيبدأ الأصدقاء في جلب أنواع من المخدرات مثل الهيروين ثم الحقن وبدأت في إهمال عملي وزوجتي وأولادي».
ويستكمل الشاب الثلاثيني حديثه أنه شرع في بيع عفش الشقة دون علم زوجته وهذه كانت البداية لاكتشاف أهلي الإدمان وتم الاتصال بالصندوق دون علمي؛ وخلال أيام كان متخصصين من الصندوق في منزلي للذهاب معهم لمركز العلاج وبداية رحلة إنقاذ إنسان وأسرته من الضياع؛ وشرح حسن أن الصندوق يوفر الحصول على قروض ميسرة للبدء في مشروعات صغيرة أو متوسطة بتوفير دخل شهري ثابت لتوفير حياة كريمة للمتعافين.
من جانبه يقول عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة الإدمان؛ إن الصندوق بدء منذ سنوات عدة في التوسع في الخدمات العلاجية المقدمة مثل زيادة عدد مراكز علاج الإدمان لتصل إلى 26 مركزا علاجيا فى (17) محافظة حاليا؛ بخلاف حملات التوعية للشباب والأسر في المدن السكنية الجديدة مثل حي الأسمرات وأهمية مراقبة التغييرات التي قد تطأ على أبنائهم؛ وأهمية ممارسة الرياضية؛ حيث وصلت نسبة مرضى الإدمان فى الفئة العمرية أقل من 15 سنة إلى نسبة 1% بعد ما كانت هذه النسبة وصلت فى عام 2019 إلى 5%.
ولفت عثمان إلى أن مركز العزيمة بالمنيا يعد أول مركز نموذجي لتأهيل مرضى الإدمان بمحافظات الصعيد، وتصل طاقته الاستيعابية إلى 126 سريرًا ويخدم الكثير من المرضى من أبناء المحافظة والمحافظات المجاورة، وبه كافة الخدمات الترفيهية والأساسية ويتضمن صالات ألعاب رياضية وملعب كرة قدم «خماسي» وتأهيل بدنى وتنس طاولة وبلياردو، كما يتضمن مجمع ورش تدريب مهني، ورش نجارة وخياطة ورشة حدادة.
وأكد أن 22.4 % ممن استفادوا بالخدمات داخل المركز حاصلين على مؤهل جامعي و8.2% مؤهل فوق المتوسط و35.9% ثانوى فنىو5.7% حاصلين على ثانوية عامة و8.2% حاصلين على الإعدادية و11% حاصلين على الابتدائية و8.6 % أميين.
وفيما يتعلق بأعمار المستفيدين من الخدمات العلاجية بمركز العزيمة بالمنيا، وفق تصريحات مدير صندوق مكافحة الإدمان إلى أن 8.7% كانت أعمارهم أقل من 20 عاما و46% كانت أعمارهم من 20 إلى 30 عاما و38% تراوحت أعمارهم من 31 إلى 40 عام و6.9% أكثر من 40 عاما، كما أن أكثر مواد التعاطى وفقا لبيانات المستفيدين من الخدمات بالمركز كان الهيروين بنسبة 61% والحشيش 59.2% والترامادول 46.3% والكحوليات 10.6% وأفيون 6.9% والاستروكس والفودو 1.4 %، بجانب التعاطي المتعدد "تعاطى أكثر من مادة مخدرة".