في مصر
بعد جدل «ليه لأ 2».. حكايات خاصة عن «السينجل مازر»
تزوجت هدى، ثلاثينية الآن، بعد تخرجها مباشرة في كلية الآداب جامعة القاهرة، عقب قصة حب مع أحد زملائها دامت أربع سنوات، وكانت تتخيل أنه سيكون الزوج الوفي لاسيما عقب إنجابها طفل منه تسعى بمفردها الآن لتربيته.
لم يمر سوى 4 أشهر على الزواج حتى اكتشفت هدى خيانة زوجها لها، وبضغط من الأهل ومنه سامحته، إلا أنه كرر نفس الفعل مرة ثانية، وتلك المرة صممت على الطلاق نهائيًا فوافق الزوج بشرط ألا يدفع النفقة أو يقوم بالصرف على أبناؤه.
تقول: "أصبحت مطلقة وأحمل طفل بعد شهور من زيجة احتسبت عليّ، ولكنها ليس زواج بالمعنى فلم يستمر سوى شهور قليلة، حتى عدت من جديد سينجل ولكن تلك المرة وأنا أم لطفل أي سينجل مازر".
هدى ليست الفتاة الوحيدة التي أصبحت «سينجل مازر» فذلك المصطلح أصبح له أكثر من معنى، يشير أوقات إلى الأمهات اللاتي تزوجن عرفيًا وانفصلن بعدما أصبح لديهن أطفال لم يستطعن تسجيلهم رسميًا، وأيضًا الأمهات المطلقات من زواج رسميًا في سن صغير، أو اللاتي يتبنين أطفال بعد رفضهن فكرة الزواج برمتها.
عاد الحديث مؤخرًا عن ذلك المصطلح بعد عرض الحلقات الأولى من مسلسل "لية لأ" الجزء الثاني، والذي تقوم ببطولته الفنانة منة شلبي، لراغبة في تبني طفل لأنها لا ترغب في الزواج، فتقرر تبني طفل، ولكن أهلها وأصدقائها ينتقدوا تصرفها ويبدأ الصراع من هنا.
تقول هدى: "أنا سينجل مازر من 10 سنين، اتجوزت زي كل البنات بعد التخرج على طول، ومشتغلتش وكانت بتجيلي فكرة الانفصال من أول مرة خاني فيها جوزي لكن مكنش عندي الجرأة إني أعملها".
أضافت: "لحد ما انفصلت عنه وبدأت أربي بنتي وأصرف عليها بنفسي، لأن كان شرطه الوحيد للانفصال هو التنازل عن كل حقوقي، وأنا وافقت ووقتها مكنتش عارفة هصرف على نفسي وبنتي إزاي وأنا سني صغير".
اختتمت: "لحد ما اعتمدت على هوايتي في التطريز، واشتغلت في أتيليه ومن هنا حبيت أطور نفسي واتعلم الخياطة وخدت كورسات عشان كمان أزود دخلي لأن شغل التطريز مش كفاية، وبقيت سينجل مازر وبصرف على بنتي".
كان بداية ظهور مصطلح "سينجل مازر" في يناير العام 2017، حين قررت فتاة تُدعى "هدير" قلب الصورة النمطية المعروفة والمُقننة عن الزواج والإنجاب، ونشر صورة لها بالمستشفى بصحبة طفلها عقب ولادته على الفور.
وأكدت هدير وقتها أنها لا تملك له إثباتا أو نسبًا عقب هروب زوجها منها بورقة الزواج العُرفي وتخليه عن المسؤولية، موضحة أنها قررت إعطاء فرصة لطفلها للحياة وإنجابه، وأعطته أسم وقررت إعطاءه فرصة للحياة.
وحكت هدير على صفحتها القصة من البداية، بأنها ارتبطت بأحد الأشخاص إلا أن أهلها رفضوا الزواج، حتى قررا الزواج عرفيًا، وتابعت أنه بمواجهة والد الطفل بالحمل طلب منها التخلي عنه، وعند رفضها قرر تركها دون الاعتراف بالأمر.
وسرعان ما تم تدشين العديد من الهاشتاجات بعنوان "single mother"، "سنجل مازر"، "أدعم" لتتصدر حينها محركات البحث على مواقع التواصل الاجتماعي، لتوجيه الدعم الكامل لها ولابنها وحقهما في الحياة.
ولم يمر الكثير من الوقت، لتعود "مكاوي" تؤكد أنها قررت السير في القضايا القانونية للاحتفاظ بطفلها، حيث دونت قائلة: "أحب أوضح ليكم كلكم إني رافعة قضية جواز وإثبات نسب، ابني من علاقة شرعية بورق جواز ومعرفة المقربين مننا، وبعض من الأهل ليا وليه".
تختلف حكاية بسنت. م، عشرينية، والتي قررت وهي في منتصف العشرينات رفض فكرة الزواج بشكل مطلق، والحياة بمفردها، بعد عدد من التجارب العاطفية التي تصفها بأنها كانت غير جيدة وأثرت عليها بشدة.
تقول: "قررت أعيش لوحدي، ومكنش قرار سهل خالص، بسبب ضغوط المجتمع والأهل، وأن ماما عايزة تفرح بيا وتشيل عيالي وهكذا من المصطلحات، لكني صممت على القرار وخدت قرار كمان بالتبني".
تبنت بسنت طفل رضيع من أحد دور الأيتام المسجلين لآباء توفوا، وقامت بجميع الإجراءات القانونية الخاصة به: "ابني عنده دلوقتي سنتين وأنا لسه سينجل، الموضوع كان في الأول فيه ضغط من المجتمع والأهل لكن في النهاية تقبلوا الأمر".