«بلا مقابل».. قصة إهداء يوسف السباعي أحد كتبه لـ«توفيق الحكيم»
عندما أصدر يوسف السباعي كتابه السادس "إثنا عشر رجلا" أهداه إلى الكاتب الكبير توفيق الحكيم، قائلا له بشيء من المرح:"إلى نابغة الشرق وعبقري الجيل توفيق الحكيم أهدي کتابي هذا... الإهداء بلا مقابل ليطمئن قلب الكاتب الكبير... ويقبل الإهداء".
وكتب توفيق الحكيم في عام 1948 حين ظهرت الطبعة الأولى من كتاب "يا أمة ضحكت" وقد صدرت بكلمة للمؤلف الأستاذ يوسف السباعي يقول: "إنه فكر في أن يطلب إلى تقديم كتابه إلى القراء، فنصحه الناصحون أن ينبذ الفكرة من رأسه، مؤكدين له أن "توفيق الحكيم" لايتحرك إلا بالنقود، وأنه إذا أعطاه مائة جنيه فإنه يكتب المقدمة. فطرح المؤلف الفكرة في الحال وهو يقول ضاحكا لأصدقائه لو كان لدى مائة جنيه لوفرت على نفسي مشكلة الكتابة".
وأضاف:"ومر على ذلك نحو ست سنوات نشر فيها الأستاذ يوسف السباعي عدد كبير من مؤلفاته وذاع اسمه وامتلا جيبه، فعاد إلى أخيرا راسخ القدم ثابت الجنان بطلب المقدمة للطبعة الثالثة من كتابه في وثوق واطمئنان، ولست أدري لماذا يجيئني اليوم، وقد عرف قراؤه ملامحه واتجاهاته، فأحبوه وتبعوه حيثما كتب ونشر".
يذكر أن يوسف محمد محمد عبد الوهاب السباعي من مواليد 17 يونيو 1917 ورحل عن عالمنا في 18 فبراير 1978، وهو أديب وعسكري ووزير مصري سابق، تولى السباعي العديد من المناصب والتي تدرج بها حتى وصل لأعلاها ونذكر من هذه المناصب: عمل كمدرس في الكلية الحربية، وفي عام 1952م عمل مديراً للمتحف الحربي، وتدرج في المناصب حتى وصل لرتبة عميد، وبعد تقاعده من الخدمة العسكرية تقلد عدد من المناصب منها: سكرتير عام المحكمة العليا للفنون والسكرتير العام لمؤتمر الوحدة الأفروأسيوية وذلك في عام 1959م، ثم عمل كرئيس تحرير مجلة "أخر ساعة" في عام 1965م، وعضوا في نادي القصة، ورئيساً لتحرير مجلة "الرسالة الجديدة"، وفي عام 1966م انتخب سكرتيراً عاماً لمؤتمر شعوب أسيا وأفريقيا اللاتينية، وعين عضواً متفرغاً بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بدرجة وزير، ورئيساً لمجلس إدارة دار الهلال في عام 1971م، ثم اختير للعمل كوزير للثقافة في مارس 1973م في عهد الرئيس السادات، وأصبح عضواً في مجلس إدارة مؤسسة الأهرام عام 1976م، وفي عام 1977 تم انتخاب السباعي نقيب الصحافيين المصريين.
صدر للسباعي العديد من الأعمال الرائعة والتي زخرت بها المكتبات الأدبية، كما زخرت المكتبات السينمائية بقصصه المميزة التي ترجمت إلى أعمال فنية متميزة شارك فيها أشهر النجوم وألمعهم.
من الروايات نذكر نائب عزرائيل، أرض النفاق، إني راحلة، فديتك يا ليل، البحث عن جسد، بين الأطلال، رد قلبي، طريق العودة، نادية، جفت الدموع، ليل له أخر، نحن لا نزرع الشوك، لست وحدك، ابتسامة على شفتيه، العمر لحظة، أطياف، أثنتا عشرة امرأة، خبايا الصدور، أثنتا عشر رجلاً، في موكب الهوى، من العالم المجهول، مبكى العشاق، شارع الحب، اذكريني، ومن المسرحيات قدم أقوى من الزمن، أم رتيبة، ومن القصص نذكر بين أبو الريش وجنينة ناميش، يا أمة ضحكت، الشيخ زعرب وآخرون.