«مأزق التيار العوني».. محلل سياسي يكشف أسباب الأزمة في لبنان
اعتبر الكاتب والمحلل السياسي محمد الرز، أن ما يجرى من خلافات بين الرؤساء على الساحة اللبنانية يدخل في إطار التحضير للانتخابات النيابية والرئاسية المقبلة، ولا علاقة لها بمعاناة المواطن ولا بالمخاطر التي يتعرض لها لبنان.
وأضاف "الرز" في تصريحات خاصة لـ"الدستور":"الحكومة المقبلة في لبنان، ستشرف على إجراء هذه الانتخابات بعد أقل من عام كما أنه من المعلوم أيضا أن انتفاضة 17 تشرين – أكتوبر، وانفجار مرفأ بيروت، وغياب الطبقة الحاكمة في لبنان عن مطالب الانتفاضة، وكذلك عن معالجة الآثار التدميرية للانفجار، ولد تحولا في المعادلة السياسية اللبنانية، واوجد شرخا بين المواطن والسلطة الحالية بل داخل الأحزاب والتيارات الحاكمة نفسها".
وأشار إلى أن تلك الأمور تسببت في قلق لدى أطراف هذه الطبقة حول انحسار دورها الشعبي، مضيفًا:"وهو ما نلاحظه في مختلف التجمعات من مسيحية وإسلامية".
مأزق التيار العوني
وأوضح السياسي اللبناني أن التيار العوني (تياررئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون)، يعاني من مأزق حقيقي بعد استقالة 5 نواب من كتلته البرلمانية، وعجزه عن تقديم برنامج فعلي للإصلاح وبقي شعاره الدولة القوية حبرا على ورق، على حسب قوله.
و أردف "كما أن الرئيس المكلف سعد الحريري، غير قادر على تقديم تنازلات الآن، وهو طالما قدمها سابقا ولولاه لما أصبح ميشال عون رئيسا، حيث إن أي تنازل عن الحقوق الدستورية لتشكيل الحكومة سوف يزيد من ضعفه في الساحة الإسلامية السنية، أما الثنائي الشيعي (نبيه بري وحزب الله) فهو يعاني بدوره من خلافات سياسية داخلية ومن جوع حقيقي أصاب بيئته الشعبية مثل سائر اللبنانيين".
ارتباك التحالفات السياسية في لبنان
وأوضح:أن "الساحة اللبنانية تشهد تطورًا في التحالفات السياسية وارباك غير معتاد، ولذلك نرى خليطا عجيبا وارتباكا كبيرا في التحالفات، فالتيار العوني برئاسة جبران باسيل متحالف مع حزب الله، ومتصادم مع نبيه بري رئيس مجلس النواب وزعيم حركة أمل، فيما يتكئ الحريري على دعم الثنائي الشيعي له في مواجهة التيار العوني، وهو على خلاف مع حليف الأمس سمير جعجع ويفترق لمسافة عن وليد جنبلاط الذي يعمق تحالفه مع جعجع".
وأضاف أن "هذه الصورة الفسيفسائية لواقع التحالفات والخلافات بين أطراف الطبقة الحاكمة في لبنا، تعني شيئا واحدا وهو ان كل أطراف الأزمة يبحثون عن مصالحهم أولا سياسيا وانتخابيا، حيث نجد التيار العوني يرفض اي حل لازمة تشكيل الحكومة، بل اي مساعدات انسانية واغاثية للبنانيين، كي يستغل جوع الناس وحالة الفراغ الحكومي، ليحاول فرض أمر واقع جديد يضمن استمراره في الحكم".
وأوضح أن “ما يسعى إليه التيار العوني، أنه عندما يأتي موعد الانتخابات والبلاد بغير حكومة، فإن التمديد للمجلس النيابي ولرئاسة الجمهورية، يصبح هو الامر الواقع من دون أي اعتبار لمعاناة الشعب ولا الدستور”.
وقال:"عندما يمعن أطراف السلطة في رفض المساعدات والعروض العربية والدولية لإصلاح الكهرباء والمرافق العامة لبنان، والتي قدمتها مصر والعراق والصين وألمانيا وروسيا، ندرك مدى إمعان الطبقة الحاكمة في تجويع الناس وانهيار العملة الوطنية والوضع الاقتصادي عامة".
لفت إلى أنه “إذا كانت الخلافات الحالية سوف تستمر إلى آخر عهد ميشال عون، فإن الحل الوحيد يبقى في تعويم حكومة حسان دياب التي تصرف الأعمال بعد تغيير عدد من وزرائها لتتولى على الأقل إيقاف الانهيار العام والاشراف على الانتخابات النيابية وفق قانون جديد ملتزم بنص الدستور”.