ونرفض القرارات الأحادية..
رسائل العرب لـ إثيوبيا: مستعدون للدفاع عن حق مصر والسودان
توالت ردود الأفعال العربية والدولية الداعمة لموقف مصر والسودان في قضية «سد النهضة»، في أعقاب اجتماع الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، الذي اختتم أعماله أمس، بالعاصمة القطرية الدوحة.
وأعربت العديد من الدول العربية عن استعدادها للدفاع عن الحق المصرى والسودانى فى مياه النيل، محذرة من اتخاذ أي إجراء أحادي من الجانب الأثيوبي قد يلحق ضرارًا بدولتي المصب.
قطر
أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، أن هناك موقفًا عربيًا موحدًا حيال أزمة سد النهضة، مشيرًا إلى أن الموقف العربي داعم للوساطة الإفريقية، حث الأطراف كافة على التجاوب مع هذه الوساطة، وبأن تكون هناك جدية في التعاطي مع هذا الملف مع ضرورة عدم اتخاذ أي إجراءات تصعيدية أحادية الجانب تسبب ضررًا على دول مصب نهر النيل وعلى وجه الخصوص مصر والسودان.
وأشار وزير خارجية قطر، في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، عقب اجتماعات وزراء الخارجية العرب المنعقدة في الدوحة أمس الأول، إلى القرار الصادر عن الاجتماع الوزاري في الدورة غير العادية، لافتًا إلى أن هناك خطوات يتم اتخاذها بشكل تدريجي مذكورة في القرار، مجددًا الدعوة إلى الحل عبر الطرق الدبلوماسية وفق القواعد المستقرة للعلاقات الدولية والقانون الدولي.
وأعرب وزير الخارجية القطري عن أمله في انخراط الطرف الآخر وفق نفس القواعد وصولًا إلى حل يرضي جميع الأطراف، مشددًا على أهمية الأمن المائي لبقاء واستقرار الشعبين المصري والسوداني الأمر الذي نتج عنه توافق عربي حول هذا الهدف، مؤكدًا دعم دولة قطر لهذا الاتجاه.
وتطرق الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته غير العادية بشأن تطورات ملف سد النهضة الإثيوبي، معربًا عن التقدير للجهود التي بذلتها جمهورية جنوب إفريقيا خلال رئاستها للاتحاد الإفريقي في تسيير مفاوضات سد النهضة والجهود الحثيثة لرئيس الكونغو الديمقراطية الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي من أجل الوصول لتسوية عادلة لهذه القضية.
وأكد أن كافة الدول أكدت على ضرورة انخراط كافة الأطراف في التفاوض بحسن نية من أجل التوصل بشكل عاجل لاتفاق عادل ومتوازن وملزم حول سد النهضة بما يحقق المصالح المشتركة لمصر والسودان ودول حوض النيل كافة.
وتابع قائلًا: «كما أعربنا عن قلقنا من تعثر المفاوضات التي تمت برعاية الاتحاد الافريقي والتطورات الأخيرة آملين أن يكون هناك حل شامل وعادل، كما نطالب الأطراف بالامتناع عن اتخاذ أي إجراءات أحادية توقع الضرر بالمصالح المائية بالدول الأخرى دون التوصل لاتفاق شامل حول قواعد الملء وتشغيل السد».
وعن الدور الذي يمكن أن تقوم به دولة قطر في ملف سد النهضة، أشار وزير الخارجية القطري، إلى أن هناك عملية جارية في هذا الصدد، مؤكدًا أن دولة قطر ستقدم أي دعم تحتاجه الدول الشقيقة والصديقة، داعيا كافة الأطراف إلى اللجوء للدبلوماسية وحل المسائل عبر الحوار، مشددًا في الوقت نفسه على رفض القرارات الأحادية التي من شأنها أن توقع ضررًا على أي دولة أو أي شعب في المنطقة.
وأضاف أن قطر سوف تدفع نحو هذا المسار، وصرح قائلًا: «نحن نظن أن جميع الأطراف ستلجأ للدبلوماسية و سننقل نفس الرسالة إلى إثيوبيا ونأمل أن نرى اختراقًا في الوساطة الحالية التي يقودها الاتحاد الإفريقي».
الجامعة العربية
من جانبه، أشاد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، خلال المؤتمر الصحفي، بالتوافق الذي نتج عن الاجتماع الطارئ الذي عقد بطلب من مصر والسودان لبحث قضية سد النهضة، مشيرًا إلى القرار الذي صدر عن المجلس الوزاري في هذا الصدد.
وأشاد بالقرار الصادر عن الاجتماع وبالموقف العربي الذي وصفه بالموقف القوي للغاية والذي يقف إلى جانب دولتي مصب نهر النيل مصر والسودان، مؤكدًا أن الاجتماع شدد على أن الأمن المائي للبلدين هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي ورفض أي عمل أو إجراء يمس حقوقهما في مياه النيل.
ولفت الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى أن هذا القرار يحمل بين طياته بُعدًا آخر يتعلق بدور مجلس الأمن في ملف سد النهضة، موضحًا أن القرار لا يحيل فقط الأمر إلى المجلس، بل إنه يطالب مجلس الأمن أيضا بعقد جلسة وبشكل عاجل لمناقشة هذا الملف، معتبرًا هذه الخطوة تطورًا في الموقف العربي والذي بُني على القرارات السابقة الصادرة عن المجلس الوزاري، كما أكد أن الرسالة المصرية والرسالة السودانية كانتا واضحتين بتحميل مجلس الأمن مسؤولياته.
وحول الخطوات العملية التي ستتخذها الجامعة ما بعد اجتماعات الدوحة للحد من تأثير السد على مصر والسودان، أشار أبو الغيط، إلى أن القرار ينص على تكليف المجموعة العربية المشكلة من الأردن والسعودية والمغرب والعراق والأمانة العامة بالإضافة إلى العضو العربي في مجلس الأمن، لمتابعة العمل في الأمم المتحدة مع دولتي المصب، بالإضافة لبقية أعضاء الجامعة العربية، حيث إنه تمت إحاطة الأمين العام للأمم المتحدة بكل ما جرى وما يجري، فضلاً عن العمل مع كافة أعضاء مجلس الأمن وعلى وجه الخصوص مع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن.
تونس
أكد وزير الشؤون الخارجية و الهجرة والتونسيين بالخارج عثمان الجرندى، استعداد بلاده الكامل للدفاع عن الحق المصرى والسودانى فى مياه النيل، مذكرًا بالموقف الذي أعرب عنه الرئيس التونسى قيس سعيد الداعم لمصر والسودان في حماية مصالحهما المائية واعتباره بمثابة الأمن المائى القومى العربى.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها الجرندي فى الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب، والدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية المخصصة لقضية سد النهضة.
الولايات المتحدة
أكدت وزارة الخارجية الأمريكية، مساء الثلاثاء، أنها تتفهم أهمية نهر النيل لدول أزمة سد النهضة (مصر والسودان وإثيوبيا).
وأشارت الخارجية الأمريكية، في بيانها إلى أنها تواصل دعم الجهود التي تبذلها إثيوبيا ومصر والسودان للتوصل إلى اتفاق بشأن سد النهضة، وستواصل تشجيعها على استئناف الحوار المثمر.