هل الحصول على جرعة من لقاحين لكورونا يزيد من الأجسام المضادة للفيروس؟
اقتربنا من دخول الموجة الرابعة لفيروس "كورونا" المستجد، والتي من المتوقع حدوثها إلى حد كبير، وبحسب أطباء يمكن تجنب تلك الموجة والانتصار على الفيروس إذا تم تلقيح ما يزيد عن 70% من سكان العالم.
الحديث عن اللقاحات المضادة لفيروس "كورونا" المستجد مر بعدد من التجارب حتى تمكن العلماء من الوصول إلى الأمصال السليمة التي تضعف من تأثيره على الإنسان، إذا هاجمه الفيروس فلن تكون مخاطره قوية مثلما يحدث للشخص غير المتلقح، أما عن الأعراض الناتجة عن اللقاح فهي تختلف من شخص لآخر.
استشاري باطنة: تأثير اللقاحات تختلف من شخص لآخر
أكدت الدكتورة عزة أبو النور، استشاري الباطنة والكلى بمستشفى إمبابة العام، أن هناك أعراض طبيعية تظهر بعد عملية التلقيح تختلف من شخص لآخر، فهناك أشخاص لا تظهر عليهم أعراض حتى بعد مرور أيام من تلقي اللقاح، وآخرون يشعرون بارتفاع فى درجة الحرارة أو رعشة أو أعراض أخرى تشبه الإنفلونزا العادية، موضحة أن ذلك ناتج عن تفاعل اللقاح مع الجسم لتكوين الأجسام المضادة.
وبحسب الخبراء في تصريحات سابقة يجب أن يأخذ الشخص جرعتين من اللقاح، تكون كلتاهما من نفس النوع لتحقيق التأثير المطلوب وتكوين الأجسام المضادة من أجل التصدي للفيروس، لكن الدكتورعادل خطاب، أستاذ الأمراض الصدرية وعضو اللجنة العليا للفيروسات، فجّر مفاجأة، بأن هناك طرحًا بالحصول على جرعتين من لقاحين مُختلفين، مشددًا على أن هناك بعض البلدان لم تعترف بالتطعيم الصيني.
"الدستور" تحدثت مع عدد من الخبراء حول إمكانية تلقي الشخص جرعتين من لقاحين مختلفين، وهل يعني عدم اعتراف بعض الدول باللقاح الصيني أن الجرعات التي تلقتها مصر وسارعت في الحصول عليها أصبحت بلا فائدة.
أستاذ مناعة: لا مشكلة من تلقي جرعتين من لقاحين مختلفين
يرى الدكتور كمال أحمد، أستاذ طب المناعة، أن هذا الطرح مقبولًا، مشترطًا أن تكون الجرعة الثانية من لقاح تركيبته من نفس تركيبة لقاح الجرعة الأولى، ضاربًا المثل بلقاحي "استرازينيكا" و"جونسون اند جونسون".
ونصح في حديثه مع "الدستور"، بالحصول على اللقاحات لمكافحة فيروس "كورونا" المستجد، بحيث يصبح لدينا ما يزيد عن 70% من الملقحين حول العالم، بالتالي تصبح خطورة الفيروس ليست كبيرة، وتبدأ مناعة القطيع إلى أن ينتهي العالم من الفيروس نهائيًا.
في تصريحات لها، أعلنت منظمة الصحة العالمية عدم توصيتها باستخدام جرعتين من لقاحين مختلفين لاكتمال التحصين من المرض، وذلك على لسان مارجريت هاريس، المتحدثة باسم المنظمة، موضحة أنه ليس هناك أي معلومات حول خطورة هذه الخطوة، وحتى ثبوت العكس يجب تطعيم الأشخاص بجرعتين من نوع واحد من اللقاحات، حتى يتم إجراء مزيد من الأبحاث للتحقق من استخدام خليط من اللقاحات.
أستاذ فيروسات: ليس لدينا تجارب كافية
ويرى الدكتور خالد عبدالستار، أستاذ الفيروسات، أنه ليس هناك تجارب كافية حتى الآن تثبت نظرية تلقي الشخص جرعتين من لقاحين مختلفين، فربما يكون لها أضرار، مشيرًا إلى أن هناك دراسة بريطانية أجريت على أشخاص فوق الخمسين عامًا حول تلقي جرعتين من لقاحين مختلفين، خلصت إلى ظهور بعض الأعراض البسيطة عليهم بعد التلقيح، لكن لم تستمر لفترة طويلة، موضحًا أن هذا لا يعني التأمين على تلك التجربة وأن نحذو حذوها، لأن تلك التجربة إذا تمت على الشباب أو الأطفال قد يكون لها تأثير مختلف وضار.
وتعتبر فرنسا هي الدولة الأولى التي قامت بتطبيق هذا الطرح بشكل عملي، ففي إبريل الماضي أعلنت عن عزمها على تغيير الجرعة الثانية إلى لقاح آخر وهو إما فايزر أو موديرنا، حيث كانت الجرعة الأولى لهم هي من لقاح "استرازينيكا"، وذلك بحسب إعلان الهيئة العليا للصحة في فرنسا، أن الذين تقل أعمارهم عن 55 عامًا وأخذوا جرعة أولى من لقاح أسترازينيكا سيحصلون على جرعة ثانية من لقاح فايزر أو موديرنا، ويشمل ذلك 533 ألف شخص في فرنسا، مرجعة هذا القرار إلى وجود حالات نادرة من تجلط الدم في أوروبا بسبب "استرازينيكا".
استشاري باطنة: ليس لدينا دراسات
وفي تصريحات تلفزيونية، أكد الدكتور أحمد سعد، استشاري أمراض الباطنة العامة بموسكو، أمان تلقي جرعتين من لقاحين مختلفين، موضحًا اللقاحات الموجودة حاليًا آمنة وتم إجراء تجارب عديدة عليها، لكن ما يحتاج الدراسة هو تأثير تلك الخطوة على المدى البعيد لأن كل لقاح يعمل بطريقة مختلفة.
وأضح "سعد"، في حديثه، أن لقاحات "استرازينيكا" و"جونسون آند جونسون" و"سبوتنيك" أجروا بنفس الطريقة، وهي الحامل الفيروسي، بينما اللقاحات الصينية واللقاح الروسي الثالث الجديد "إيبي فاك" أجروا بطريقة الفيروس الضعيف أو المقتول كيميائيًا، مؤكدًا أن السلالات الجديدة تقلل نسبيًا من فاعلية اللقاح، إلا أن أي نوع من اللقاحات الموجودة يمنع المريض الدخول للمستشفى وخضوع المريض للتنفس الصناعي، وهي نقطة مهمة نسعى للوصول إليها.
بحسب تجربة أسبانية شارك فيها 663 شخص في معهد كارلوس الثالث الصحي في العاصمة مدريد، حيث تلقى ثلثا المشاركين جرعة من لقاح فايزر عقب الجرعة الأولى من لقاح أسترازينيكا، وأسفرت النتائج عن أن الأشخاص الذين حصلوا على مزيج من لقاحين مختلفين ومتطابقين بدأوا في إنتاج مستويات عالية للغاية من الأجسام المضادة بعد الجرعة الثانية، ونجحت هذه الأجسام المضادة في التعرف على فيروس "كوفيد 19" وإبطال مفعوله خلال التجارب السريرية.
بحسب أحدث الإحصائيات، في مصر حتى الأمس تلقى 2.9% من السكان الجرعة الأولى من لقاحات كورونا بما يعادل 2 مليون و931 ألف و715 نسمة، بينما تلقى 0.6% الجرعتين بما يعادل 575 ألف و45 نسمة.