موسى حوامدة: إيهاب خليفة طائر مشدود إلى قفصه يتوق للهروب للحرية
علاقة صداقة جمعت بين الشاعر الفلسطيني موسى حوامدة، والشاعر الراحل إيهاب خليفة الذي وافته المنية منذ 3 أيام بعد صراع طويل مع المرض.
وقال الشاعر موسى حوامدة عبر صفحته الشخصية على فيسبوك: "منذ أكثر من عشرين عامًا دون أن اتذكر كيف بدأت العلاقة كان إيهاب خليفة أقرب الشعراء الأصدقاء لي كنا نتواصل دائمًا وكنت أشعر أن إيهابًا ينطوي على سر غامض لا يريد إزعاج أصدقائه به، وصلت القاهرة عام 2007 كان كريمًا لا يقبل أن تُرد دعوته وأصر أكثر من مرة على ذهابي معه إلى القناطر ولكن الظروف للأسف لم تتح لي تلك الزيارة المأمولة".
وأضاف: "اصطحبني أكثر من مرة إلى زيارة القاهرة القديمة التي كان يعشقها، دائمًا ما كنت أشعر أنه طائر مشدود إلى قفصه يتوق للهروب للحرية لكن مريم التي كانت كل حياته جاءت الى الدنيا تعاني، وكان يسعى لعلاجها أكثر من حرصه على علاج نفسه، كان إيهاب يحب أصدقاءه حبًا حقيقًا لا يشعر بغيرة ولا منافسة بل يريد أن يوزع كتبهم وقصائدهم ولذا اقترح بتفكيره العفوي نشر أيقونات شعرية على صفحته في فيسبوك كانت اختياره تنم عن حب حقيقي للشعر وللصداقة وللنقاء الذي يتخلل شخصيته وقصيدته وحركته السريعة الخفيفة".
وتابع: "حين ذهب للحج كان مغتبطًا وظل يرسل لي صوره من هناك وكم تمنيت رفقته وقال لي دعوت لك مرارًا يا موسى".
ورثاه حوامدة بقصيدة قال فيها:
كم كنت أحبك أيها الطائر الحر والنشيد الذي يمشي على قدمين
كم كنت أحب طهارتك ونبلك وكرمك وعفويتك وإنسانيتك
منذ سمعت خبر رحيلك صعقت
لم أصدق لم يكن الوقت يتيح لي تصديق الأكاذيب بعد الخروج من حرب غزة الأخيرة والحديث عن إصرار إثيوبيا على قطع الأكسجين عن مصر.
لم يئن أوان الرحيل بعد وهل لرحيل الشعراء أوان
حين رأيتك آخر مرة في أمسية أدب ونقد قبل كورونا كنتَ مستعجلًا كرف قطا يطير سريعًا
لم نكن ندري أنك تخفي بين ضلوعك ذلك الوجع الذي كان يسكنك وانت تحاول أن تخفي التوتر عن محبيك..
ذهبت يا صديقي منفردًا دون وداع
كم كنت أتمنى أن تتوقف لأقول لك كم أحبك وأحب شعرك وبياض قلبك
كم كنت أتمنى أن أقول لك اطمئن على النيل واطمئن على فلسطين فهنا أمة لا تقبل الهزيمة مهما كبرت الخسائر والتضحيات
يا حبيبي الذي أحبسه في الصدر كما تحبس الدموع في المحاجر
ما كان ينبغي أن تستعجل فما زال في دفتر الشعر لك صفحات لم تكتبها
لكنك كنت خفيفًا على الصحبة
خفيفًا على الكتابة
غير مستعجل غير معاد، غير كاره، وكأنك (تطأ الثرى مترفقًا) من محبتك للشعر وللشعراء وللآخرين
كم كنتَ جديرًا بالصفاء كم كنت نقيًا يا إيهاب
كم أنا حزين بهذا النعي المفجع والرحيل المبكر