عبد المنعم سعيد يكشف كواليس أول لقاء جمعه بصلاح عيسى
قال الدكتور عبد المنعم سعيد، إنه قرأ للكاتب صلاح عيسى بنهم، مشيرا إلى أنه كان من المفترض تنفيذ رسالته عن عبد الله النديم، وذلك مرتبط بجيل الهزيمة الذي انكسر بالفعل، إذ كان يبحث عن القوة في التاريخ، لكن شاءت الظروف أنه لم يحدث لكن في تلك الفترة قرأ كتاب "الثورة العرابية" لصلاح عيسى ثم قرأ ما استطاع من كتبه بعد ذلك.
وتابع سعيد، خلال إلقاء كلمته بندوة مناقشة كتاب "حكايات من دفتر صلاح عيسى" لمحمد الشماع وهاجر صلاح، والصادر مؤخرا من مؤسسة شمس للنشر والإعلام، بمركز قنصلية الثقافي بوسط البلد: كنت أقرأ جريدة القاهرة بنهم فترة وجود صلاح عيسى، ولا يهم أن تكون يسار أم يمين، المهم أن تكون الكتابة ممتعة، فالكتاب الممتع هو ما تنهي قراءته وتطالعه من الجلدة للجلدة وهو ما تحقق مع كتاب الشماع وهاجر صلاح عيسى قبل أن نتحدث عن الكاتب والمفكر فهو سياسي.
وكشف سعيد عن أول لقاء جمعه بالدكتور عبد المنعم سعيد قائلا: اتذكر أول اختبار وضعنا فيه القانون سنة ٩٣ لسنة ١٩٩٥ عندما فوجئنا بقانون يحاسب الصحفي عن كل ما يقوله ويكتبه وكان ذلك كارثة للصحافة.. سألت كيف يصدر قانون دون وجود الصحفيين واتضح أن ذلك كان نتيجة صراعات قوى داخلية.. هنا هاتفت إبراهيم نافع بخصوص تمرير القانون "على جثتي" كان لدينا هدف أول وقت التحرك ضد تلك المسألة وهو عدم الصدام مع الدولة، ثانيا عدم تمرير القانون وفكرها كيف تقنع الدولة بعدم تمرير القانون وتمارس ضغط من خلال النقابة، وكان أول لقاء مع صلاح عيسى وحدث عرض الموضوع ببساطة، وتجاوب عيسى والأستاذ حسين عبد الرازق.
وأضاف: في اليوم الثاني حضر صلاح عيسى يحمل بيانا ساخنا جدا، وأجرينا عليه بالاتفاق بعض التعديلات.. وبالفعل على مدار سنة من التواصل دون حدوث صدام وفي النهاية تم إلغاء القانون ككاتب له كتابات متنوعة جدا .. تجمعها المتعة ومتنوعة جدا، وشاهدت فيه التأصيل دون أن يكون الأكاديمي صاحب المناهج الجامعية، ورغم ذلك كان لديه قدرة غير عادية في تشريح الواقع الاجتماعي، فهو سياسي وكاتب متنوع وكان دائما مفكر.. سعيد أن الطابع الأيديولوجي غير صارخ ويخف تدريجيا.. لأن أهم مسألة في الكاتب هى محاولة البحث عن الحقيقة سواء نجح أو فشل، لأن الرحلة هنا أهم من الهدف.
جدير بالذكر أن "حكايات من دفتر صلاح عيسى" يقع في 200 صفحة من القطع الكبير، ويقدِّم سيرة فكرية وثقافية وتاريخية للكاتب الراحل صلاح عيسى، أحد كبار الصحفيين الذين لهم إنجازات وإسهامات عديدة في عالم الصحافة والسياسية والتأريخ.
ويضم بين دفتيه فصلا حول علاقة مؤلفي الكتاب بصلاح عيسى (رئيس التحرير)، حيث أعطى لهما الراحل فرصة الالتحاق بجريدة "القاهرة"، ليس كصحفيين مبتدئين في مقتبل حياتهما المهنية، بل كأحد أفراد مطبخ صناعة الجريدة (والصحافة عمومًا)، إضافة إلى فصل آخر عن صلاح عيسى في المنزل، وذلك من خلال باب كبير فتحته لهما الزوجة الكاتبة الصحفية أمينة النقاش، إذ سردت فيه حكايات عديدة عن طبيعة الرجل (كزوج)، وعلاقاته الأخرى مع الأهل والأقارب.