بعد محاولة تجنيده
سعدي يوسف.. حكايات نزيل العوامة 81 الهارب من المخابرات الفرنسية
فقد الشعر العربي، مساء أمس، الشاعر العراقي البارز سعدي يوسف (1934_2021) ، إثر وفاته في العاصمة البريطانية عن 87 عامًا عقب رحلة طويلة من الصراع مع المرض.
تعرض صاحب الأخضر بن يوسف ومشاغله إلى العديد من المواقف الحياتية التي لم تنفصل فى صعوبتها عن مواقفه السياسية التي اضطرته إلى الهجرة من بلده ليعيش في بلاد الغربة؛ نرويها فى السطور التالية:
فى أول زيارة له الى القاهرة أقام فى العوامة “81” على النيل
على سبيل المثال زيارته الأولى إلى القاهرة 1958 فى عطلته الصيفية من عمله بالكويت حيث أول ما أقام فى عوامة 81 على النيل لصاحبتها زينب كابش التي كانت تسكن فى الطابق العلوي من العوامة وأجرت له الطابق السفلي، وهو ما صرح به فى حوار أجرته معه جريدة "اخبار الأدب" فى 29 سبتمبر 2009؛ والذى روى فيه حكاياته فى المنفي.
يوسف أجاب فى سؤال للكاتب الصجفى محمد شعير، الذى أجرى معه الحوار، عن الذى تغير خلال 50 عاما بين القاهرة 1957 والقاهرة 2007، فجاء رده :" ان المعالم الأساسية في العوصام القديمة تظل كما هي ، إن لم تهدم فى الحروب والكوارث، وأن معالم القاهرة ظلت كما هي، وان كل ما تغير هو عدد العمارات الشاهقة التى زادت والتلوث والبنوك والسيارات، وأن بقيت السيارات الأجرة على حالها".
هرب من المخابرات الفرنسية بعد محاولة تجنيده ليتجسس على العرب
صاحب "الشيوعي الأخير"؛ كشف عن واقعة أخرى كان لها بالغ الأثر علي حياته في المنفي ؛ وذلك عندما حاولت المخابرات الفرنسية تجنيده؛ وعن تلك الواقعة يقول "سعدي":" قضيت فى باريس ثلاث سنوات ثم تركتها بعد ان حاولت المخابرات الفرنسية تجنيدي لأتجسس على العرب المقيمين هناك؛ حيث اتصل بى شخص هام من وزارة الداخلية وطلب مني ذلك بشكل مباشر، ولكننى رفضت وكان علّى ان اترك المدينة".
جوائز الشعر فى حوزة سعدي يوسف
ولد سعدي يوسف في العام 1934، في ابي الخصيب، بالبصرة العراق، وأكمل دراسته الثانوية في البصرة، ومن ثم حصل على ليسانس شرف في آداب العربية، وعمل في التدريس والصحافة الثقافية، وتنقّل بين بلدان شتّى، عربية وغربية، وفقاً لموقعه الرسمي على شبكة الإنترنت، شهد حروباً، وحروباً أهلية، وعرف واقع الخطر، والسجن، والمنفى.
نال صاحب ديوان «حفيد امرئ القيس» جوائز في الشعر ومنها جائزة سلطان العويس، والجائزة الإيطالية العالمية، وجائزة (كافافي) من الجمعية الهلّينية، وفي العام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلفٍ أجنبيّ، ومن ثم أصبح عضو هيئة تحرير «الثقافة الجديدة».
تعرض صاحب «الأخضر بن يوسف ومشاغله» مثل كثير من الكتاب والشعراء العراقيين للسجن بسبب مواقفه السياسية واضطر إلى الهجرة من بلده ليعيش في بلاب الغربة. صار يساريا على طريقته الخاصة، وبات يصف نفسه «الشيوعي الأخير» بحسب عنوان آخر دواوينه، وبشكل خاص بعد اختلافه مع حزبه في الموقف من غزو العراق والتحولات السياسية التي أعقبته.