«النيل من أجل السلام»: النهر للجميع ومنطق الأنانية يقوّض الإنجازات
قال ناجي لحسن، المدير التنفيذي لشبكة الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في شمال إفريقيا من المغرب، إن العالم يشهد من حولنا اضطرابات متكررة على عدة مستويات، اقتصادية وسياسية وجيوستراتيجية، مضيفا أنه هناك خيار وحيد لنا كأفارقة وهو البحث عن سبل الاتحاد والسلام والتنمية بطريقة تحترم حقوق الإنسان وكرامة المواطن الإفريقي.
وأضاف لحسن، خلال كلمته في المؤتمر الصحفي الخاص بعرض أنشطة مبادرة "النيل من أجل السلام" في القاهرة، أن إفريقيا تعاني من أزمات اقتصادية نتيجة الظروف الدولية الصعبة ونتيجة عدم الاستقرار الناتج عن قلة الإصغاء للشعوب وآمالها في الازدهار والسلام، مؤكدا أن من الأولويات اليوم الدفع نحو خلق مناخ إفريقي إيجابي يساعد على تحقيق أهداف التنمية الراسخة التي نسعى إلى تحقيقها بشكل جماعي وكأفراد.
وشدد على ضرورة الاستماع إلى صوت العقل والمنطق لأن إفريقيا لا تحتاج إلى صوت البنادق والتهديدات في الواقع فهي تعرفها جيداً، بل تحتاج إلى سلام دائم وأنظمة ديمقراطية تقوم على احترام حقوق الإنسان والسلام والرفاه لشعوب إفريقيا مجتمعة.
وأوضح أنه فيما يتعلق بسد النهضة، فإن منطق الأنانية والفردية لن يساهم بأي شكل من الأشكال في تحقيق التقدم والتنمية للبلدان الإفريقية بل على العكس من ذلك، فإن ذلك يقوض الإنجازات ويضيع الوقت للدول المتصارعة وللمنطقة بأسرها.
وأكد أن قوة مصر من قوة إثيوبيا والسودان، والأمر نفسه ينطبق على جميع دول الحوض هناك، و يجب أن تكون هناك حلول تراعي حقوق الشعوب ومصالحها المشتركة، فالنيل تاريخ عاشت منه الحضارات، فلا يمكن أن يتحول إلى ورقة ضغط أو وسيلة للعقاب في يد دولة أو أخرى، النيل للجميع والنيل للبشرية جمعاء.
وتابع: «يتغذى العالم من حولنا على مشاكل إفريقيا، وأصبحت الدول من أعظم دول العالم بسبب عدم نضج إفريقيا، وأي انحراف عن العقل والمنطق لحل مشكلة سد النهضة سوف يديم ضعف إفريقيا، وإثبات أن القادة الأفارقة لا يتصرفون لصالح شعوب قارتهم».
وأكد أن احترام حقوق الشعوب مسألة أساسية يجب طرحها عندما تنشأ مثل هذه الخلافات، ويجب على الدول الأطراف أن تتذكر أنه لا يجب معاقبة شعوبها بشكل جماعي، لأن عدم وجود اتفاق يؤدي إلى عدم الاستقرار الذي لا تستطيع هذه الدول تحمله، ولا حتى إفريقيا مجتمعة.
وتابع: «لا مفر من الإجماع واحترام حقوق الشعوب الإفريقية في الازدهار والسلام، لذلك ندعو الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة إلى تكثيف جهودهما والضغط من أجل تحقيق أهداف مثالية لسوء التفاهم بين هذه الدول التي ينبغي أن تكون قصص نجاح وقيادة في إفريقيا، بدلاً من مثال الأنانية وانتهاك حقوق الإنسان».