على جمعة: ربط الله في شريعته معظم العبادات بالوقت
قال الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن الله أنعم على الإنسان بنعم عدة، وأمره أن يسخرها في طاعته تعالى وينفعه في حياته الدنيا وفي الآخرة، ومن هذه النعم نعمة الوقت التي امتن الله سبحانه وتعالى بها على عباده في قوله: (وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ) بل أقسم عز وجل بأجزاء من الوقت في مواطن عدة فقال تعالى: (وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ) ، وقال: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى).
أضاف جمعة في منشور عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي"فيسبوك": "ربط الله سبحانه وتعالى في شريعته غالب العبادات بالوقت، فالصلوات الخمس لها أوقات معينة لا تصح قبلها ويحرم تأخيرها عنها إلا لعذر, وكذلك صوم رمضان وحج البيت والزكاة وغير ذلك من العبادات.
وأشار إلى أن النبي ينبّه بسنته القولية والفعلية على استثمار الوقت بما ينفع, ويحذر من إضاعة الأوقات سدى فيقول: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ» (البخاري).
وتابع جمعة "لقد حققت الأمة الإسلامية أمجادها التي خلدها التاريخ عندما اتبعوا هذا النهج الرباني والهدي النبوي فأعطى المسلمون الوقت قدره ولم يضيعوه، واستحقت أمتنا أن تكون أمة قيادة وريادة حينما اهتمت بأوقاتها وعلمت أنها مسئولة عنها, فإن علماءنا الذين نعتز بهم كالأئمة الأربعة أبي حنيفة ومالك الشافعي وأحمد ومن بعدهم من علماء الإسلام في جميع المجالات ممن خلفوا وراءهم تراثا عظيما ضخما رغم قلة الأدوات المتاحة في عصرهم, إنما بلغ هؤلاء العلماء الغاية في العلم والإنتاج العلمي بما أولوه من اهتمام بالوقت.
وقال عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر: “لذلك يجب أن يحذر مسلمو هذا العصر من إضاعة الوقت, وليحرصوا على العمل بجد, خاصة في أخصب أيام عمرهم وهي الشباب وعلى الإنسان أن يحاذر التسويف وتأجيل عمل اليوم إلى الغد, فإن سوف جند من جنود إبليس, وإن الإنسان لا يضمن أن يعيش إلى غد, وإذا عاش فلا يضمن أن يخلو غده من الصوارف والشواغل”.