حكايات جابر عصفور مع أساتذته
روى الأكاديمي الكبير، ووزير الثقافة الأسبق الدكتور جابر عصفور، بعض من ذكرياته مع أساتذته فى قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة منذ أن كان فى عامه الدراسي الثالث، ومنهم الدكتور يوسف خليف، والدكتور عبد المحسن بدر، والدكتور شوقي ضيف، والدكتورة سهير القلماوي، والدكتور حسين نصار، والدكتور عبد العزيز الأهوانين والدكتور، وزياراته المتكررة لمنازلهم، وكيف رفض عدد كبير منهم إدخاله الى مكاتبهم بمنازلهم حتى لا يستعير منهم الكتب، وذلك فى مقاله المنشور في عدد شهر فبراير 2021 من مجلة "العربي" الكويتية؛ تحت عنوان" بيوت أساتذتي".
_ يوسف خليف
البداية كانت مع أستاذه الدكتور يوسف خليف؛ الذى عامله معاملة الأب للابن، حيث روى واقعة زيارة منزله لأول مرة عندما كان طالباً فى عامه الدراسي الثالث بالكلية، قائلاً: "ذهبت إلى بيته القديم بالجيزة لأعرض عليه بحث كنت أعددته فى مادة "أعمال السنة"، حيث أجلسني فى غرفة الصالون لا بغرفة المكتب أو المكتبة؛ ربما كان حريصًا على ألا يريني كتبه، حتى لا أطلب منه استعارة الكتب".
_ عبد المحسن بدر
أما عن أستاذه الدكتور عبد المحسن بدر، الذي كان أكثر شبابًا من أساتذته بالكلية؛ روى "عصفور" ذكرياته معه عندما زاره في منزله القاطن بالمعادي الجديدة بالناحية القريبة من نهر النيل؛ قائلاً: "ذهبت إلى مسكنه بالطابق الثاني أو الثالث. وهناك استقبلني بترحاب شديد ومودة بالغة تختلف عن مودة بقية أساتذتي ولحسن الحظ كانت حجرة الاستقبال هي مكتبه ومكتبته على السواء؛ فجلست فى الحجرة، وأخذت أتطلع إلى ما فيها من كتب، لكنه فأجاني بحسم أن الاستعارة ممنوعة في مكتبته، فابتسمت ولم أعلق فقد كنت أدرك صرامته وحديته، وقد عانيت تلك الحدية والصرامة على نحو خفيف وطريف في تعرفي إليه للمرة الأولى في محاضرات "الرواية" بالسنة الرابعة".
_ سهير القلماوي
الوحيدة في اساتذته ممن كانت تمنحه الصحف الأجنبية المتخصصة في الأدب العالمي كانت أستاذته الدكتورة سهير القلماوي، وعن ذلك يقول "عصفور": "مع الأسف لم أر مكتبتها الخاصة؛ لأنها كانت تسكن في فيلا أنيقة، وكان محل المكتبة في البدروم لا قي الأماكن الأعلى من الفيلا، ولذلك عندما كنت أذهب للقائها في بيتها كانت تستقبلني دائمًا في غرف الصالون المتجاورة والفخمة بحكم الوضع الطبقي لأستاذتي.
ويتابع "عصفور": "وللحق رغم أنني لم أشاهد مكتبة د.القلماوي فإنها كانت تنعم علي بين الحين والأخر بما ترى أنه ليست في حاجه إليه من أعداد المجلات الأجنبية المتخصصة في النقد الأدبي، والتي كانت باللغة الإنجليزية غالباً. وكان ذلك أمراً يحدث مرتين في العام على وجه التقريب، وأعتقد أنه تكونت لدي من ذلك مكتبة صغيرة من المجلات المتخصصة في النقد الأدبي وعلم الجمال على السواء".