«لم يلتفت أحد إلى موته وظلت الصحف تنعى السادات».. مأساة منير مراد
انتقل "منير مراد" من التقليد إلى التمثيل إلى التلحين إلى الغناء إلى الرقص إلى كتابة السيناريو إلى العمل كمساعد مخرج، وكأنه لم يترك عملًا في الفن إلا وأبدع فيه، لدرجة أنه ومنذ بداياته الأولى كان يلحن عناوين الصحف.
من هذا الخليط العجيب والإبداعات، صدر كتاب "التياترجي" لوسام الدويك، الصادر عن المجلس الأعلي للثقافة 2013، ليؤرخ لسيرة الفنان "منير مراد"، وجاء في مقدمة الكتاب حوارًا دار بين الكاتب الراحل محفوظ عبد الرحمن و"التياترجي" روى فيه حكاية لقاء عابر دار بينهما.
روى "عبد الرحمن" في مقدمة كتاب "التياترجي"، انه لم يكن يتوقع أن يرى "منير مراد" نظرًا لاختلاف المجال الفني لكل منهما، فضلًا عن ندرة النشاط الفني وقلة الأخبار عن "مراد"، فلم يعد يذكره أحد إلا عند الحديث عن الماضي كممثل سينمائي ومغن وملحن، بالإضافة لكونه من أسرة عريقة، على رأسها الفنان "زكي مراد" الذي كان مطربًا قبل زيوع نجم "محمد عبد الوهاب"، من بين أفردها الفنانة "ليلى مراد".
مع السادات
عانى الفنان منير مراد من البيروقراطية والتعامل الحكومي الروتيني، ففي وقت عمله في التلفزيون المصري، حكى أنه كان عندما يطلب "طفاية سجائر" من التلفزيون أثناء العمل يجيبونه قائلين: "اكتب طلب عشان نجيبها من المخازن"، وعندما أراد أن يقدم فيلما يجمع فيه كل فناني مصر بداية من الفنان محمد عبد الوهاب إلى الثلاثي المرح، فشل بسبب هذه المعاملة الروتينية.
ففي كتابه "التياترجي" يحكي وسام الدويك، ويقول إنه في الوقت الذي كان يعامل منير مراد بهذه الطريقة كان التلفزيون المكسيكي يمنحه ساعة أسبوعية يقدم خلالها إبداعاته المختلفة، وكان اسم البرنامج "ساعة مع منير مراد".
وعانى مراد من الظلم في وفاته، فقد توفى يوم 17 أكتوبر 1981، بعد وفاة الرئيس محمد أنور السادات بأيام قليلة، فلم يلتفت أحد إلى موته وظلت الصحف تنعى "السادات"، ولم ينل "مراد" حظه سوى بخبر يتيم في جريدة "الأهرام"، فقد نشر خبر بتاريخ 18 أكتوبر 1981 بكلمات قليلة، بأن منير مراد توفى أمس إثر سكتة قلبية وذكر في الخبر معلومات قليلة عنه وعن أعماله.
وكانت الشائعات قد انتشرت عن وفاته شريدًا خارج مصر، وهو أمر ينافي الحقيقة، كما انتشر أنه أسلم في الخمسينات ليتزوج من الفنانة سهير البابلي، لكن الحقيقة التي أكدها "الدويك" في كتابه، أن منير مراد أشهر إسلامه عام 1948، فقد كانت يكتب اسمه "موريس مراد" كمساعد مخرج في فيلم "ليلى بنت الأغنياء" الذي عرض لأول مرة في 28 أكتوبر 1946، ثم كتب اسمه "منير مراد" في فيلم "عنبر" الذي عرض في 1 نوفمبر لعام 1948، فقد غيّر اسمه بعد إسلامه مباشرة.