«ثقافة ما بعد كورونا.. المنصات الإلكترونية وسياسات التباعد الاجتماعي»: جديد محمد سيد ريان
انتهى الكاتب محمد سيد ريان من كتابة "ثقافة ما بعد كورونا.. المنصات الإلكترونية وسياسات التباعد الاجتماعي"، والذي ياتي في سياق استكماله لمشروعه عن تسويق المنتج الثقافي والسياسات الثقافية.
يقول الكاتب محمد سيد ريان لـ"الدستور"، إن الحديث عن المستقبل شيء في منتهي الخطورة، فهو ينطوي على أبعاد يصنف بعضها على أنها نبوءات، والبعض الآخر يصنف على أنها تكهنات لامعني لها. بينما يلجأ البعض إلى إصدار أحكام قد تؤدي إلى صياغة مشروع متسرع، أو نتائج يتم بها تسيس الاستقرار لحساب جهات أو أفراد معينين.
ويضيف: "أبرز القضايا التي يتناولها الكتاب شكل الثقافة وأدواتها التي تتغير تغيير كلي أو جزئي حاليا، كما أن التمدد كبير في الخدمات الثقافية عن بعد لن يبدو غريباً في الفترة المقبلة، وستصبح هناك أفكار مؤهلة للصعود في الفترة القادمة نتيجة سياسات التباعد الاجتماعي، وسيتم إعادة الدور المفقود للفئات التي تخطط السياسات الثقافية كقيادات يمكن أن تجد مكانـًا مؤثرًا في الفترة الحالية والقادمة في ظل الرغبة في العمل المستمر لمواجهة أي مخاطر محتملة.
ويشير محمد سيد ريان إلى أن "الكتاب يرصد فكرة تأثيرات كورونا بمراحلها المختلفة بدء من ظهور ما يسمى ثقافة الحجر الصحي، ثم موضوع الركود الثقافي نتيجة حالة الإغلاق لشهور ثم حالة المواجهة حالياً عبر وسائل عديدة، وأظهرت معظم التقارير الدولية أن القطاع الثقافي هو القطاع الأكثر تضرراً.
ويتابع "لقد لاحظنا في الشهور الماضية سنجد أن اغلب المؤسسات والشركات بدأت في إنتاج آليات وأدوات تساعد علي ترسيخ فكرة التباعد الاجتماعي، وأصبح من الملائم أن تحضر حفلة فنية أو ندوة ثقافية أو دورة تدريبية على الإنترنت دون أن تغادر مكانك.
ويذكر المؤلف أنه في الفترة الأخيرة انتشر مصطلح المنصة في مقابل مصطلحات أخرى مثل الموقع أو الصفحات علي مواقع التواصل الاجتماعي، وما لبث أن ساعد علي ظهوره الطفرة المعلوماتية نتيجة ظهور فيروس كورونا وتأثيراته على المجال الثقافي، وأصبح استخدام الحل الرقمي حتميا وليس بديلا كما كان في الماضي القريب والبعيد.
ويوضح ريان يرتبط مصطلح منصة Platform في نشأته منذ عدة سنوات علي التعليم والتدريب الإلكتروني بحيث يتحقق ذلك في بيئة معلوماتية تتحقق فيها أدوات النشر الرقمي كافة وبأدوات مختلفة وعبر وسائط متنوعة.
وتكمن الأزمة الآن خاصة ونحن نعبر منحني كبير ومهم في تاريخنا المعاصر نحو مستقبل ثقافي آمن لأولادنا والأجيال الجديدة في ضرورة التخطيط الجيد لنشوء منصات تعتمد على الكوادر الوظيفية المؤهلة بالمؤسسات حتي لا تقع ضحية للكثيرين ممن يستغلون رواج مصطلح جديد في الترويج لمصالحهم الشخصية والتسويق لأنفسهم في ظل الحاجة لوجود تلك الآليات الجديدة.
ويختم محمد سيد ريان: على الرغم من أن كورونا قد أسرعت كثيراً من خطي استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المجال الثقافي وكذلك خطط وبرامج التحول الرقمي في العديد من القطاعات إلا أنه ربما تؤدي إلى تضخم كبير في البيانات المفرطة وقلة المعرفة الحقيقية وفقر ندرة الإبداع الجيد وسط الكم الكبير من الزخم الإلكتروني المتاح حالياً.