«تبادل اتهامات وتراشق لفظي».. أشهر المناظرات بين منافسي الانتخابات الرئاسية في العالم
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقرر إجراؤها في 18 يونيو الجاري، تتجه الأنظار صوب مناظرات مرشحي الرئاسة في إيران، وسط ترقب لافت لمعرفة برامج المرشحين في مختلف الجوانب لاسيما فيما يخص السياسة الخارجية للنظام الإيراني الجديد بعد عهد حسن روحاني، وما شهده من معارك سياسية ضارية وحراكٍ عارم سواء مع الولايات المتحدة الأمريكة من جهة، أو منطقة الخليج العربي من جهة أخرى.
ومع انطلاق المناظرة التليفزيونية الثانية للانتخابات الرئاسية الإيرانية، تستعرض "الدستور" في السطور التالية، أبرز المناظرات الرئاسية التي شهدها العالم خلال السنوات الأخيرة الماضية على الصعيدين العربي والدولي.
المناظرة الأولى لانتخابات إيران
في 5 يونيو الجاري، انطلقت المناظرة الأولى للانتخابات الرئاسية في إيران، حيث تبادل المرشحون الانتقادات الحادة واتهم كل منهم الآخر بالخيانة أو الافتقار إلى الكفاءة العلمية اللازمة لإدارة اقتصاد البلاد.
ويتنافس فى الانتخابات الرئاسية لخلافة حسن روحانى، 7 مرشحين 5 منهم ينتمون للتيار المحافظ والمتشدد، واثنان آخرون إصلاحيين غير بارزين.
وفي أول جولة من 3 مناظرات استعدادًا للانتخابات المزمع عقدها في الـ18 من يونيو الجاري، اتهم رئيس الحرس الثوري السابق محسن رضائي، المرشح المعتدل همتي "بالرضوخ الكامل" للعقوبات الأمريكية، وقال إنه "ينبغي أن يواجه اتهامات بالخيانة".
وشهدت مناظرة انتخابية تبادلًا للانتقادات الحادة بين المرشحين للانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة، وهاجم مرشحون محافظون أداء الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني.
وبينما هاجم المرشحون المحافظون الخمسة أداء الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني بعد 8 سنوات في السلطة، ألقى المرشح المعتدل والرئيس السابق للبنك المركزي عبد الناصر همتي باللائمة على "المحافظين في إذكاء التوتر مع الغرب"، مشيرا أن هذا الأمر "تسبب في تفاقم المصاعب الاقتصادية الإيرانية".
مناظرتي بايدن وترامب
في 29 سبتمر 2020، جرت أول مناظرة تلفزيونية بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والرئيس الحالي جو بايدن، في كليفلاند بولاية أوهايو الأمريكية، والتي شهدت مشادة كلامية بين الجانبين وتراشق لفظي حاد، حتى وصفها بعض الخبراء بأنها "أسوأ مناظرة في التاريخ".
ومنذ بداية المناظرة بدت الأعصاب مشدودة بين المنافسين، وسادت فوضى كبيرة في التصريحات بين الرئيس الأمريكي السابق ومرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب، والمرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن، حيث تبادل الجانبان الاتهامات والإهانات والهجمات الشخصية.
وتضمنت المناظرة العديد من الكلمات الجارحة والإهانات، التي أطلقها كل منهما على الآخر، حيث وصف جو بايدن، الرئيس السابق ترامب، بأنه "كذاب"، وخاطبه قائلًا: "هل لك أن تخرس يا رجل".
من جانبه، هاجم ترامب، المرشح الديمقراطي ووصفه بأنه "لا يمت للذكاء بصلة"، كما عمد الرئيس الأمريكي السابق، إلى وصف منافسه بأنه "دمية في يد اليسار الراديكالي"، وقال: "اليسار الراديكالي يحرّكك بإصبعه كدمية".
ومع استمرار ترامب بمقاطعته مرارًا وتكرارًا، خاطب بايدن، الرئيس السابق قائلًا:"هلّا تخرس يا رجل!".
وأضاف: "من الصعب أن يحظى المرء بفرصة لقول كلمة واحدة بوجود هذا المهرج، عفواً هذا الشخص". وتابع "أنت أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة".
وفي 22 أكتوبر من العام ذاته، جرت المناظرة التلفزيونية الثانية لمرشحي الرئاسة الأمريكية، ولكنها كانت بناءة أكثر من المناظرة الأولى وتميزت باحترام نسبي من الجانبين.
وكانت جائحة كورونا والتأمين الصحي وطاقة الرياح أبرز الموضوعات التي دارت حولها المناظرة واختلف فيها المتنافسان وقدما وجهات نظر متباينة.
وعقب انتهاء المناظرة الرئاسية الأخيرة بين الرئيس دونالد ترامب ومنافسه بانتخابات نوفمبر 2020، أظهر استطلاع فوري لشبكة CNN الأمريكية، أن المنافس قدم أداء أفضل.
مناظرة حاسمة بين ماكرون ولوبان
في مايو 2017، خاض المرشحان للانتخابات الرئاسية الفرنسية المستقل إيمانويل ماكرون واليمينية المتطرفة مارين لوبان، مناظرة تلفزيونية حاسمة، وتبادل الطرفان خلالها هجمات كلامية بشأن مواضيع عديدة، لا سيما الاقتصاد والإرهاب والتربية وأوروبا.
وتبادل المرشحان الانتقادات اللاذعة في مناظرة استمرت أكثر من ساعتين، قبل انطلاق الجولة الثانية من الانتخابات.
وقالت لوبان إن "ماكرون هو مرشح العولمة المتوحشة والهشاشة والوحشية الاجتماعية وحرب الجميع ضد الجميع والتخريب الاقتصادي الذي يطاول خصوصا مجموعاتنا الكبرى وتجزئة فرنسا من جانب المصالح الاقتصادية الكبرى".
من جانبه، رد ماكرون على منافسته قائلًا: "إستراتيجيتك هي ترديد أكاذيب"، مضيفًا: "إنك وريثة نظام يزدهر على غضب الفرنسيين منذ عقود".
وتابع: "إن زعيمة حزب الجبهة تردد الأكاذيب بصورة واضحة، ولا تقدم شيئا للفرنسيين، وتبالغ في مخاوف الجماهير".
وأظهرت بعض استطلاعات الرأي الفورية عقب المناظرة، أن ماكرون، كان أكثر إقناعًا في المناظرة الأخيرة، وحصل الرئيس الفرنسي الحالي، على نسبة إقناع أكبر لدى المشاركين في الاستطلاع بنحو 63% من منافسته لوبان.
مناظرة تاريخية في الجزائر
بينما في ديسمبر 2019، أجرى المرشحون الخمسة لمنصب الرئاسة في الجزائر، مناظرة تلفزيونية هي الأولى من نوعها في تاريخ البلاد، وطرح المرشحون برامجهم فيما يخص عدة مسائل اجتماعية واقتصادية وسياسية.
وتتنافس في هذه الانتخابات خمسة مرشحين، هم عز الدين ميهوبي، الأمين العام بالنيابة لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، وعبد القادر بن قرينة، رئيس حزب حركة البناء الوطني، وعلي بن فليس، رئيس حزب طلائع الحريات، وعبد العزيز بلعيد، رئيس حزب جبهة المستقبل، وعبد المجيد تبون، المرشح الحر، (وهو الرئيس الحالي للجزائر بعد فوزه بالانتخابات الأخيرة).
وقدم المرشحون الخمسة إلى الانتخابات الرئاسية الجزائرية، برامجهم خلال مناظرة تلفزيونية غير مسبوقة، ومنح المتنافسون 3 دقائق لكل منهم في ختام المناظرة.
وعلى مدار ساعتين و14 دقيقة، أجاب كل مرشح عما تضمنه برنامجه في مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والتربية والتعليم والصحة والسياسة الخارجية، في مدة لا تتجاوز الدقيقتين لكل ملف، وفق قرعة أيضا لترتيب المرشحين حسب الإجابة عن كل سؤال.
مناظرات تونس
قبل ثمانية أيام من الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، نظمت تونس في سبتمبر 2019، أول مناظرة تلفزيونية لمرشحي الرئاسة في تونس، تعد الأولى من نوعها في البلاد، حيث دعت تونس لانتخابات رئاسية مبكرة بعد وفاة الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي.
وجرت المناظرات بين مرشحي الرئاسة التونسية الـ26، على ثلاث مراحل، حيث تم توزيع المرشحين للتناظر خلال ثلاث حلقات، وذلك لمدة ساعتين ونصف ساعة لكل مناظرة تحت عنوان "الطريق إلى قرطاج. تونس تختار".
ووصف البعض هذه المناظرة بأنها الحدث الأبرز خلال الحملة الانتخابية، وتمثل نقطة تحول في الحياة السياسية في تونس، وهي أول مناظرة انتخابية في تاريخ البلاد.
وشارك في اليوم الأول من المناظرة، الرئيس التونسي السابق محمد المنصف المرزوقي (عن حزب حراك تونس)، محمد عبو (عن حزب التيار الديمقراطي)، عبد الفتاح مورو (عن حركة النهضة)، عبير موسي (عن حزب الدستوري الحر)، عبيد البريكي (عن حركة تونس إلى الأم)، رئيس الوزراء الأسبق مهدي جمعة (عن حزب البديل التونسي)، والمرشحان المستقلان عمر منصور وناجي جلول.
وانقسمت المناظرة التي دامت لنحو ساعتين ونصف إلى 3 محاور رئيسية، تطرقت إلى صلاحيات الرئيس وشؤون الدفاع والأمن القومي والسياسة الخرجية، والحقوق والحريات الفردية.