وكيل «خارجية الشيوخ» تعدد إنجازات الرئيس السيسي في السياسة الخارجية
قالت الدكتورة سماء سليمان وكيل لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشيوخ، وأمينة الشئون السياسية بحزب حماة الوطن، إنه حتى نستطيع تقييم السياسة الخارجية المصرية خلال السبع سنوات السابقة منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم في عام 2014 لابد وأن نعرف شكل السياسة الخارجية المصرية في الفترة السابقة لها، والتي كان من أهم ملامحها تراجع الدور الإقليمي المصري في المنطقة العربية وتجاه الدول الإفريقية، كما كان هناك تركيزا على العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية دون غيرها من القوى التي صعدت في النظام الدولي وعلى رأسها الصين وروسيا الاتحادية، كما كان الاقتصاد المصري ضعيفا وأيضا كانت مصر تعتمد في تسليح جيشها على مصدر واحد وهو أمريكا.
مصر 2030
وأضافت وكيل لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ، أن بداية فترة حكم الرئيس السيسي شهدت إطلاق استراتيجية مصر 2030 والتي ركزت على العديد من المحاور مثل المحور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والأمني على المستوى الداخلي وتنمية السياسة الخارجية على أساس من الندية والاحترام المتبادل، وبالفعل أنجزت مصر خلال السبع سنوات برنامجا اقتصاديا ناجحا وبناء بنية تحتية لدولة تهدف للقيام بدور في التجارة الدولية مما ساعد الدولة في تحقيق الأمن والاستقرار وخاصة على مستوى مكافحة الإرهاب وحصره في منطقة الشمال الشرقي من سيناء، كما سعى الجيش المصري إلى تنويع مصادر تسليحه وذلك لردع أي تهديدات من شأنها التأثير على الثروات المكتشفة في شرق المتوسط.
ولفتت إلى أن الوضع الاقتصادي والأمني ساعد على انتهاج مصر لسياسة خارجية متوازنة مع الدول الكبرى مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا والصين وروسيا الاتحادية بالإضافة إلى أمريكا، وبالتالي سعت مصر لاستعادة مصر مكانتها الإقليمية والدولية من خلال وجود رؤية لدى القيادة السياسية تستند على سياسة داخلية ناجحة.
وبحسب أمينة الشئون السياسية بحزب حماة الوطن، فإن الرئيس أعلن أن سياسة مصر الخارجية سوف توظف لتحقيق استراتيجية مصر 2030 أي لتحقيق التنمية المستدامة، وأنها ستعتمد على الندية والالتزام والاحترام المتبادل والمحافظة على مبادئ السياسة الخارجية المصرية القائمة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية ودعم السلام والاستقرار في المحيط الإقليمي والدولي، ودعم مبدأ الاحترام المتبادل بين الدول والتمسك بمباديء القانون الدولي واحترام العهود والمواثيق ودعم دور المنظمات الدولية وتعزيز التضامن بين الدول والاهتمام بالبعد الاقتصادي للعلاقات الدولية.
حل القضايا العربية
وحول الدور المصري في حل القضايا العربية، قالت الدكتورة سماء سليمان أن الرئيس السيسي تولى منصب الرئاسة في وقت كانت تعج المنطقة العربية بالأزمات، ولذا حازت على اهتمام الرئيس تمثلت في زيارات متعددة قام بها الرئيس.
كما حرص الرئيس على حضور القمم والمحافل الإقليمية والدولية بخلاف زياراته الثنائية لدول العالم لتصب في مصلحة محيطها الجغرافي.
وقد برز في المواقف الثابتة التي تتبناها الدبلوماسية المصرية، من خلال تبني رؤية ثابتة تتمثل في الحفاظ على وحدة واستقلال وسيادة الدول العربية وضمان أمن وسلامة الشعوب العربية واستقرار وتماسك الدولة الوطنية، خاصة تجاه القضايا الاقليمية في الشرق الأوسط وعلى رأسها القضية الفلسطينية والليبية والسورية واليمنية.
القضية الفلسطينية
وتطرقت سماء سليمان أيضا إلى الدور المحوري الذي قامت به مصر مؤخرًا بشأن القضية الفلسطينية، فقالت: أثبتت الأحداث الأخيرة في فلسطين المحتلة أن مصر هي القوة الإقليمية الوحيدة التي لم توظف القضية الفلسطينية لصالح تحقيق شعبية لقيادتها السياسية أو للحصول على نفوذ في المنطقة، في حين أن هناك توظيفا سياسيا من قبل القوى الاقليمية الاخرى والتي كان دورها معطلا لتحقيق وحدة الصف الفلسطيني لقيامها بتمويل بعض الجماعات المؤثرة في قرار وحدة الصف لمنع حدوثها.
وبحسب أمينة الشؤون السياسية بحزب حماة الوطن، فإن مصر بذلت جهودا واتصالات مكثفة لوقف معاناة الشعب الفلسطيني تكللت بوقف إطلاق النار كما قامت بفتح معبر رفح لنقل المصابين من أبناء الشعب الفلسطيني لتلقي العلاج وضمان وصول المساعدات الانسانية كما اعلن الرئيس السيسي عن تخصيص 500 مليون دولار لإعادة إعمار قطاع غزة، كما طرحت مصر رؤية للخروج من الأزمة تأسست على أربعة محاور تتضمن: تثبيت وقف إطلاق النار، ودفع آفاق التسوية السياسية بإطلاق مفاوضات جادة تهدف إلى الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية على أساس المرجعات الدولية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتقديم الدعم الإنساني اللازم في هذه الأزمة، وأخيرا ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤوليته كاملة.
القضية الليبية
وتابعت حديثها بالتطرق إلى القضية الليبية، بالقول: وضعت مصر الأزمة الليبية في مقدمة أولوياتها، لأنها تؤثر على الأمن القومي المباشر لها، حيث هدفت من البداية إلى تحقيق الأمن والاستقرار والمحافظة على وحدة ليبيا وسلامة أراضيها وخروج المرتزقة والقوات الأجنبية منها، ولذا ركزت على دعم دور المؤسسات الشرعية للدولة خاصة مجلس النواب والشرطة والجيش والذي ساعدته على استعادة تشكيله وتدريبه حتى حقق الاستقرار والأمن في البلاد، فضلا عن تقديم المساعدة للحكومة الليبية لتأمين وضبط الحدود مع دول الجوار وفق برنامج متكامل، وطالبت مصر بالدعم الدولي فيما يتعلق بالمساعدة في محاربة الإرهاب وخروج المرتزقة والقوات الأجنبية وتأهيل مؤسسات الدولة بالتعاون مع دول الجوار.
وتابعت: كما ارتكز إعلان القاهرة على ثلاثة مبادئ تكمن في احترام وحدة وسيادة ليبيا وسلامة أراضيها وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لليبيا والحفاظ على استقلالها السياسي علاوة على الالتزام بالحوار الشامل ونبذ العنف، وهو ما أكد عليه الرئيس خلال خطابه في قاعدة سيدي براني العسكرية يوم 20/6/2020 الذي تضمن تحديد الخط الأحمر المصري (سرت/الجفرة) داخل ليبيا، الأمر الذي دفع الأطراف الليبية لحثهم على العودة للمسار التفاوضي من أجل التوصل لتسوية شاملة للأزمة الليبية والتصدي لكافة أشكال التدخلات الخارجية الهدامة بها.
كما استضافت مصر العديد من الاجتماعات مع مختلف الأطراف الليبية وخاصة البرلمانيين والقبائل الليبية، وكذا القوى الاقليمية والدولية والمشاركة في المؤتمرات الدولية وآخرها مؤتمر برلين الذي عكس وجهة النظر المصرية في حل القضية الليبية، ونجحت مصر في أحداث التهدئة في ليبيا وتولى حكومة مؤقتة الحكم لحين إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في 24 ديسمبر 2021.
القضية السورية
ولفتت إلى أن مصر عملت على دعم جميع السبل الرامية لإنهاء معاناة الشعب السوري الشقيق ووضع نهاية للصراع مع التأكيد على ضرورة الحفاظ على كيان الدولة السورية ومؤسساتها والعمل على استعادة الأمن والاستقرار في ربوعها وبين أطياف الشعب كافة، وحرصت مصر على انجاح مهمة مبعوث الأمم المتحدة تنفيذا لمخرجات مؤتمر جنيف وقرار مجلس الأمن رقم 2254.
كما حرصت مصر على دعم جهود التوصل إلى تسوية سياسية مع التأكيد على أهمية الحفاظ على وحدة واستقلال وسيادة الأراضي السورية وضمان أمن وسلامة الشعب السوري واستقرار وتماسك الدولة السورية بمؤسساتها، كما استضافت مصر السوريين وقدمت لهم الدعم والامتيازات للحصول على الخدمات الأساسية في مختلفة المجالات خاصة الصحة والتعليم.
القضية اليمنية
تعدد سماء سليمان كذلك الموقف المصري بشأن القضية اليمنية، قائلة: أكدت مصر مساندتها للشرعية اليمنية، وتابعت تطورات القضية اليمنية منذ ثورة فبراير 2011، وارتكز الموقف المصري على دعم وحدة الأراضي اليمنية والترحيب بقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن فضلا عن تأييد التسوية السلمية وإجراء حوار وطني من أجل التوصل لحل توافقي على أساس المبادرة الخليجية.
التوغل المصري في إفريقيا
أما فيما يتعلق بالتوغل المصري في إفريقيا، قالت أمينة الشؤون السياسية، إن مصر حرصت على تفعيل العلاقات الإفريقية الإفريقية من خلال وضع استراتيجية للتعامل مع دول حوض النيل من ناحية والحرص على تنفيذ اجندة أفريقيا 2063، حيث كثف الرئيس من زياراته للدول الإفريقية منها دول لم يزرها رئيس مصري من قبل أو دول لم يزرها رؤساء مصريين منذ عقود، كما رأست مصر الاتحاد الإفريقي خلال عام 2019، كما شهدت دخول اتفاقية التجارة الحرة حيز التنفيذ وتم تفعيل العلاقات الاقتصادية معهم، ومن الزيارات الاستراتيجية التي قام بها الرئيس كانت زيارته لدولة جيبوتي والتي تتمتع بموقع استراتيجي مهم لأمن البحر الأحمر والأمن القومي المصرية وقد تعاونت معها على كافة المستويات الصحية والتعليمية والاقتصادية والأمنية والعسكرية.
الأمن في شرق المتوسط
استطاعت مصر من خلال رؤيتها الثاقبة لتطورات الأوضاع في منطقة البحر المتوسط واكتشافها للثروات فيه أن اتجهت لتأمين هذه الثروات من خلال تسليح الجيش لإرسال رسائل ردع للقوى المختلفة وقدرتها على حماية مقدراتها، كما نجحت في تسييل الغاز لكل دول جوارها وأصبحت مركزا اقليميا للطاقة كما انشأت منتدى غاز شرق المتوسط وعينت حدودها مع اليونان، مما قلل من التهديدات القادمة من القوى الإقليمية الطامعة في هذه الثروات.
المنظمات الدولية
على مستوى المنظمات الدولية استطاعت مصر أن تحصل على مقعد غير دائم في مجلس الأمن وترأس لجنة مكافحة الإرهاب بالمجلس، والجمع بين عضوية مجلس السلم والأمن الإفريقي ورئاسة لجنة رؤساء الدول والحكومات الإفريقية المعنية بتغير المناخ واختيارها لرئاسة الاتحاد الافريقي كما توثقت علاقات مصر بدول العالم وقواها الكبرى.
واختتمت حديثها: يمكن القول أن النجاحات التي حققها مصر على صعيد سياستها الخارجية نابعا من استراتيجية مصر 2030، المتكاملة من خلال تحقيق تنمية مستدامة على المستويين الداخلي والخارجي، وأن نجاح مصر في برنامجها الاقتصادي واستيرادها للسلاح وإنتاجه ساعدا مصر على انتهاج سياسة خارجية قائمة على الندية والاحترام المتبادل .