إعلام الداخلية.. وشهداء الواجب.. وأعداء الوطن
أيام قليلة تفصلنا عن ذكرى ثورة 25 يناير التى أحدثت تغيرا جذريا فى الواقع السياسى المصرى، بل والعربى والأفريقي والعالمى، التى تلك الثورة التى هب لها شباب مصر لإسقاط نظام كان يرون أنه نظام فاشل, لكن تصادف أن تكون تلك الثورة فى نفس اليوم الذى يحتفل فيه حماة أمن الوطن الداخلى بعيد الشرطة.
شاء القدر أن ينجح الشباب فى إزاحة نظام مبارك بأكمله بحلوه ومره, وحاول البعض جاهدا إسقاط وزارة الداخلية بعد تلك الثورة, وهيبة الدولة من خلال هدم الجهاز الأمنى بكافة الأساليب والصور, من خلال اللعب على نغمة حقوق الإنسان التى بدأت قبل اندلاع ثورة 25 يناير , والتى تهدف إلى شل حركة الأمن المصرى لمواجهة كل ما خارج على قانون أرض الكنانة, والكل يعلم ان بداية سقوط الدول هو إسقاط نظام الأمن الداخلى.
مخطط هدم وزارة الداخلية كان محسوما , وكل أصحاب الأجندات والممولين والمدفوعين من خصوم البيت الكبير مصر حاولوا بكل ما أوتوا من قوة إسقاط هذا الجهاز, وكانت الحجة تلك المرة , هو القصاص للشهداء, الذين سقطوا فى تلك الثورة, وللإحقاق سقط فعلا شهداء نرفع لهم القبعة, ولكن المأجورين, استغلوها كنغمة , لبداية حقبة جديدة للقضاء على الدولة تماما.
كل ذلك وغيره كان له القدرة أن يهدم أى جهاز أمنى, وقد أثر سلبيا على أداء وزارة الداخلية، بعد أن عمت الفوضى لفترة،وخلقت ثورة يناير جو من الفوضى لم يستفد منه سوى البلطجية والخارجين عن القانون, ولم يرى منها الشعب حتى الأن أى ثمار.
أثقل ذلك الحمل كتف المسئولين فى وزارة الداخلية, خاصة وأن للداخلية شهداء سقطوا خلال تلك الثورة, ولم يذكرهم أحد وزاد الطين بلة ان البوق الإعلامى الموجود ان ذاك تناسى شهداء الواجب تماما, الذين ضحوا بأرواحهم أيضا فداء لحب الوطن ,
ولأن للشعب رجال عاهدوا الله على حمايته من أصحاب الأجندات, فقهبوا إلى استرداد العافية مرة أخرى ,على الرغم من صعوبة الموقف , وكمية التخوين التى كانت تلقى عليهم جذافا بهدف إرباك الموقف وإحداث فجوة عميقة بين رجال الداخلية والشعب من أبناء هذا الوطن .
جاء هنا دور مركز الإعلام الأمنى بوزارة الداخلية, الذى أراد ان يرد اعتبار حماة الشعب من المتربصين به من الداخل, وعملوا فى ظروف صعبة وسيئة لا يتحملها أحد ,وحرصوا أن يقدموا سيمفونية فى حب الوطن مشرفة تليق بهم وبدورهم الذى لا يقل اى أهمية عن الضابط فرد الشرطى والمجند الذي يفتحون صدورهم للرصاص, من خلال إبراز تلك المجهودات.
الإخوان فى فترة حكمهم التى ترأس فيها مصر محمد مرسى استبن الإخوان,وبعد ذلك ثار الشعب عليه ,حرصوا على ان يتوغلوا فى هذا الجهاز من خلال طرق عدة, إلا انهم لم ينجحوا لأن الشرطة أحد أعمدة القصر المهيب الشعب فيه سلطانه, ويعملون لحسابه فقط.
جهاز الإعلام الأمنى بالداخلية يعرف تمام ما هزى به اعداء الوطن من ان الوزارة فتحت السجون وهربت السجناء وما إلى ذلك, على غير الحقيقة, فمن يحمى أهل بلده لايقدر أن يحمل السلاح على الشرفاء منه أو يترك الفوضى تعم ليضيع مجهود سنوات تعب فيه , كل ذلك تحملته الداخلية ,وعلى الرغم من ذلك كانت توضح الحقيقة , لعل ان يفهم الناس بعض ما حدث من مغالطات تجاه هذا الجهاز الامنى, وقد نجحت فى ذلك بعض الشىء على الرغم من صعوبة الظروف, وعملهم فى ظل حكم جماعة مشبوهة, تهدف إلى خلق ميلشيات لهدم الدولة, لمجابهة جهاز الأمن الوطنى, لكنها لم تنجح.
كانت هناك لحظة فاصلة حينما أدان المستشار خالد محجوب رئيس محكمة استئناف الإسماعيلية الرئيس المعزول محمد مرسي وعدد من قيادات حماس باقتحام سجن وادى النطرون, وطلب استدعائه والقبض على من شاركه , وكان وقتها مرسي الضئيل يحكم مصر الكبيرة.
هنا كشف الله الحق , وخرج علينا اللواء هانى عبداللطيف المتحدث الإعلامى باسم وزارة الداخلية, متحديا الإخوان ومرسى, دون ان يشغل باله بتحقيق معه أو حتى إحالته للتقاعد, فى بيان جاء به :
"علّق اللواء هاني عبداللطيف، المتحدث الرسمي باسم الداخلية، على حكم محكمة جنح مستأنف الإسماعيلية في قضية فتح سجون وادي النطرون، قائلًا أنه جاء منصفًا لرجال الشرطة بعد اتهامهم بمساعدة المسجونين على الهرب أثناء ثورة 25 يناير.
وأضاف اللواء ''عبداللطيف'' ، أن جميع القضايا التي اتُهم فيها رجال الشرطة، بقتلهم المواطنين أو تسهيل تهريب المسجونين أثناء اقتحام المنشآت الشرطية، قضت فيها المحاكم بالبراءة مما يؤكد أن الشرطة يدها بيضاء مما حدث عقب ثورة 25 يناير.
وتابع ''عبداللطيف''، أن تلك الأحكام جائت مُحفزة لرجال الشرطة، لمواصلة جهودهم في إرساء الاستقرار في الشارع المصري، ودافع لهم للعمل بشكل أكبر على حفظ مقدرات الوطن من المساس بها من الخارجين عن القانون"
أراد الله ان يعيد لحماة الوطن كرامتهم أمام الجميع لأن الحكم صدر فى عهد مرسى وإن دل فإنما يدل على ان هناك رجال لا يخافون إلا الله وهمهم حماية هذا الوطن ,ولم يخشى المتحدث باسم وزراة الداخلية ما قد يحدث له من نظام فاشى مأجور على مصر وشعبها, الكل صفق له وكانت هذه بداية انطلاقة جديدة لجهاز الداخلية , ليلعب مركز الإعلام الأمن دورا محوريا فى إلتئام الجراح التى سببها أصحاب الأجندات بالوكالة وبالتمويل الأمريكي القطرى التركى.
جاءت ثورة 30 يونيو بعد ان فاق الشعب من غفوته ,وأدرك أن انتخاب الإخوان لحكم مصر سبة وعار على جبين هذا الوطن, وعزف رجال الشرطة مقطوعة أمنية رائعة ونجحوا فى حماية أكثر من 35 مليون مواطن مصرى شريف يبغى حب وطنه فقط نزلوا إلى الشارع طالبين إقصاء "استبن" الإخوان وجماعته من حكم مصر, وعرف الشعب أن الشرطة فى خدمته بدون شعارات, الشرطة التى ضحى رجالها فى المحسمة ونفيشة والإسماعيلية ضد احتلال الإنجليز, وحاول بعض المرتزقة هدمها.
بعد أن باءت كل المحولات بالفشل أعلن ميليشيات الإخوان حربهم على مصر, فراحوا يستهدفون المجندين والضباط وأفراد الشرطة فى كل مكان, لعلهم يخيفون المصريون , لكن حماة الوطن أبوا ذلك وفتحوا صدورهم للنيران, مصممين على ألا يعكر صفوة شعب مصر كائن من كان.
سقط رجال الشرطة الواحد تلو الأخر وبكت قلوب المصريين جميعا مما يحدث لأخواتهم وأشقائهم من رجال الأمن, كل ذلك اظهر المعدن الأصيل لرجال الشرطة, وكان على المركز الإعلامى لوزارة الداخلية إيضاح الأشياء بكل تفاصيلها, ويعملون وقلوبهم تدمع على زملائهم , ولم يكونوا أبدا منفصلين عنهم بل هم جزء منهم, حتى يتمكنوا من إيصال الصورة كاملة للمواطن البسيط.
شهداء الواجب من رجال الداخلية سيرتاحون فى قبورهم, ولا يسعنا سوى ان نعزى الداخلية فى رجالها الذين سقطوا من بداية ثورة 25 يناير وحتى تلك اللحظة , بعد ان ظهرت الحقيقة وعلموا ان دمائهم لم تذهب هباءا, أما جهاز الإعلام الامنى الذي يقوده اللواء عبدالفتاح عثمان مساعد أول وزير الداخلية ويعاونه اللواء هانى عبداللطيف المتحدث باسم وزراة الداخلية ,والعميد أيمن حلمى وكتيبة جبارة من الضباط الذين لا يألون جهدا فى إصال الحقيقة كاملة فى إطار من الشفافية والموضوعية, وكان لهم دورا هاما فى إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح.
وفى تلك المناسبة نقدم لهم التهانى بمناسبة اقتراب عيد الشرطة المصرية ,وأيضا ثورة 25 يناير ,وعلى اعداء الوطن سواء بالداخل او الخارج ان يذهبوا إلى الجحيم.. فإرهابكم لن يخيف شعب مصر......وليرحم الله شهداء الواجب...