صحيفة سويسرية: مصر أعادت دورها كقوة إقليمية رائدة في المنطقة
قالت صحيفة "دير بوند" السويسرية الناطقة بالألمانية، إن موقف مصر من الوضع في غزة والعدوان الإسرائيلي عليها خلال أحداث التصعيد الأخيرة "أعاد دورها كقوة إقليمية رائدة في المنطقة"، مشيدة بنجاح الجهود المصرية في التوسط لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في القطاع.
ولفتت الصحيفة إلى زيارة الوفد مصري برئاسة اللواء عباس كامل، رئيس جهاز المخابرات قطاع غزة الإثنين الماضي، ولقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله، بالأضافة إلى وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس، مشيرا إلى أن الزيارة تعد الأولى لرئيس المخابرات المصرية إلى القطاع منذ أوائل القرن الحالي.
وأضافت الصحيفة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني أمس الثلاثاء: "لم تكتف القاهرة بالتوسط في وقف إطلاق النار بين اسرائيل و الفصائل الفلسطينية ، كما فعلت في الأعوام 2008 و 2009 و 2014 أو 2019، ولكنها عادت مرة أخرى لممارسة دورها كقوة إقليمية رائدة، والذي تضاءل في أعقاب أحداث الربيع العربي قبل عشر سنوات.
وذكرت الصحيفة السويسرية أن الحكومة المصرية، ممثلة في رئيس جهاز المخابرات عباس كامل ووزير الخارجية سامح شكري، تعمل "بلا كلل" لتعزيز وقف إطلاق النار في غزة، مضيفة أنه لأول مرة منذ 13 عام، التقى وزير الخارجية المصري بنظيره الإسرائيلي جابي أشكينازي في القاهرة الأحد الماضي، للتباحث بشأن الأوضاع في القطاع بعد الهدنة، فى زيارة هى الأولى لوزير خارجية إسرائيلى إلى مصر منذ عام 2008.
وأوضحت أنه فى إطار مساعى البلاد المتواصلة لإحياء مسار السلام والبناء على وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، دعت مصر الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية للاجتماع، الأسبوع المقبل، بالقاهرة برعاية الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، للاتفاق على الخطوات اللازمة لإنهاء الانقسام، ووضع خارطة الطريق الفترة المقبلة، وللاتفاق على رؤية موحدة للتحرك الوطني الفلسطيني.
واعتبرت الصحيفة أن دعوة مصر استضافة مؤتمر للمانحين لاعادة اعمار قطاع غزة "رمزًا آخر لعودة القاهرة كقوة اقلييمية كبري واثبات انها قوة لا غنى عنها في المنطقة".
وتابعت قائلة: "هدف مصر هو تحقيق اتفاق وقف إطلاق نار دائم وشامل، و في الوقت نفسه ، تحاول إحياء عملية السلام على أساس حل الدولتين"، مشيرا إلى استقبال وزير الخارجية العاهل الأردني الملك عبد الله الذي سبق له التشاور مع الرئيس السيسي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وأوضحت أن الأزمة الأخيرة بين إسرائيل وقطاع غزة كانت فرصة للقاهرة لتظهر نفسها كلاعب إقليمي، خاصة لدى الولايات المتحدة، مشيرة إلى ان الرئيس الأمريكي جو بايدن شدد، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس السيسي في مايو على دعم بلاده للوساطة المصرية لتحقيق الهدنة ودعم إعادة إعمار غزة، كما أشار إلى رغبته في مواصلة المشاورات والتنسيق مع السيسي بشأن القضية الفلسطينية.
وتابعت ان رغبة واشنطن في تعزيز تواصلها وتعاونها مع القاهرة انعكست في زيارة وزير الخارجية الأمريكي توني بلينكين القاهرة الأسبوع الماضي واشادته بدور مصر ونجاحها في الوساطة في أحداث غزة، ما يعد دليل على مدى التعاون والتنسيق المشترك بين البلدين في القضايا الإقليمية.
كما أشادت "دير بوند" السويسرية باعلان الرئيس السيسي عن تخصيص 500 مليون دولار، من خلال شركات مصرية متخصصة، لإعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان إسرائيلي الذي استمر لمدة 11 يوما، ومطالبة وزير الخارجية إسرائيل بالامتناع عن "الخطوات الاستفزازية" –من قبيل مداهمات الشرطة الإسرائيلية في محيط مجمع المسجد الأقصى في القدس، وخطط لطرد الفلسطينيين من حي الشيخ جراح بالمدينة لصالح مستوطنين إسرائيليين.