الكنيسة اللاتينية تحتفل بالأربعاء التاسع من «زمن السنة»
تنظم الكنيسة اللاتينية، برئاسة الأنبا كلاوديو لوراتي الكومبونياني القداسات الإلهية، اليوم، احتفالاتها بالأربعاء التاسع من زمن السنة، ويقرأ المسيحيون اللاتين في مصر عدة قراءات روحية على مدار اليوم وخلال القداس الإلهي.
عظة الكنائس اللاتينية
وتأتي عظة الكنائس اللاتينية مستوحاة من عظات وأقوال وتأملات، القدّيس يُسطينُس الذي عاش في الفترة (حوالى 100 - 160)، وهو فيلسوف وشهيد، وتحديدا من دراسة حول القيامة، تحت شعار :"أؤمن بقيامة الجسد"
وقال: "يقول كلّ مَن هو في الخطيئة أنّه لا قيامة للجسد، وأنّه يستحيل أن يستعيد الجسد نزاهته الكاملة بعد أن يتحلّل ويتحوّل إلى غبار. وبنظر هؤلاء أيضًا، فإنّ خلاص الجسد ليس مستحيلاً فحسب بل مضرًّا: هم يلومون الجسد ويدينون عيوبه ويحمّلونه مسؤوليّة الخطايا؛ لذا، يقولون إنّه لو قام هذا الجسد، ستقوم عيوبه معه... إضافة إلى ذلك، فقد قال المخلّص: "فَعِندَما يَقومُ ٱلنّاسُ مِن بَينِ ٱلأَموات، فَلا ٱلرِّجالُ يَتَزَوَّجونَ وَلا ٱلنِّساءُ يُزَوَّجنَ، وَإِنَّما هُم كَٱلمَلائِكَةِ في ٱلسَّماوات". لكنّهم يدّعون أنّ الملائكة ليس لهم أجساد ولا يأكلون ولا يتزوّجون. وبالتالي، يستنتجون أنّه لا قيامة للجسد".
وأضاف:"كم هو أعمى كلّ مَن اعتمد على عقله وحده! فهو لم يرَ أن "العُمْيَانُ يُبْصِرُونَ والعُرْجُ يَمْشُونَ" (مت 11: 5) بفضل كلمة المخلّص...، وذلك لِجَعْلِنا نؤمن أنّ الجسد يقوم كاملاً عند القيامة. فإن شفى على الأرض إعاقات الجسد وأعاد للجسد نزاهته، فكم بالحري عند القيامة، كي يقوم الجسد بلا عيب، سليمًا وكاملاً... يبدو لي أنّ هؤلاء الأشخاص يجهلون العمل الإلهي بكليّته، في أصل عمليّة الخلق، في صنع الإنسان؛ هم يجهلون سبب خلق الأمور الأرضيّة.
واختتم "لِنَصْنَعْ الإنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَمِثَالِنَا" (تك 1: 26). من البديهي أنّ الإنسان المخلوق على صورة الله كان جسدًا. فيا لها من سخافة أن يُحتَقر الجسد الذي خلقه الله على صورته! أن يكون الجسد ثمينًا بنظر الله، هذا أمر بديهي لأنّه خلقه بنفسه. ولأنّ مبدأ مشروعه لباقي الخليقة يكمن هنا، فهذا هو الأمر الأثمن بنظر الخالق.
مرشلينُس وبطرس
كما تحتفل الكنيسة اليوم بتذكار إختياريّ للقدّيسَين مرشلينُس وبطرس، الشهيدَين، و يقول البابا دَامَزُس أنهما استشهدا في زمن الامبراطور ديوقلسيانس، وقد سمع الرواية من الجلاد نفسه. قُطِعَ رأساهما في غابة، ثم نُقِلَ جسداهما ودُفنا في مقبرة "شجرَتَي الغار"، على طريق "لابيكانا". شُيِّدت بازيلكا على قبرهما بعد ان حصلت الكنيسة على السلام.
والكنيسة اللاتينية
التي تسمى أحياناً الكنيسة الغربية، هي أكبر كنيسة خاصة في شراكة كاملة مع البابا فرنسيس الاول بابا الفاتيكان وبقية الكنيسة الكاثوليكية، يعود تاريخها إلى أول أيام المسيحية.
تتميز باستخدام الطقوس الليتورجية اللاتينية، مع 1.197 مليار معتنق بحسب احصائيات (2011)، والكنيسة اللاتينية هي الجزء الأصلي وما زال جزءاً كبيراً من المسيحية الغربية. ويقع مقرها الرئيسي في مدينة الفاتيكان، المحصورة في روما، إيطاليا.