الكنيسة المارونية تحتفل بالثلاثاء الثاني من «زمن العنصرة»
تنظم الكنيسة المارونية، اليوم، احتفالاتها بالثلاثاء الثاني من زمن العنصرة، والذي هو الثلاثاء الثاني من زمن حلول الروح القدس.
ويقرأ المسيحيون الموارنة في هذه المناسبة عدة قراءات روحية على مدار اليوم، وخلال القداس الإلهي.
ويأتي التعليق الكتابي على قراءات اليوم
عن عظات وأقوال وحياة القدّيس فرنسيس الأسّيزي المعروفة بـ"مجهول من بيروز" والذي عاش في القرن الثالث عشر، العدد 97، تحت شعار:«قُلتُ لَكم هذهِ الأشياءَ لِيَكونَ بِكُم فَرَحي فيَكونَ فَرحُكم تامًّا»
ويقول التعليق الكتابي إنه ومنذ اهتدائه وحتّى وفاته، كان القدّيس فرنسيس قاسيًا جدًّا مع جسده. ذلك أنّ همّه الأوّل والأخير كان دائمًا امتلاك الفرح الرُّوحيّ والمحافظة عليه داخليًّا وخارجيًّا. كان يؤكّد أنّ خادم الله لو حاول جاهدًا أن يمتلك الفرح الرُّوحيّ الخارجيّ والداخليّ الناتج من طهارة القلب وأن يحافظ عليه، يستحيل على قوى الشرّ أن تؤذيه بأيّ طريقة كانت، مجبرًا إيّاها على الاعتراف بالهزيمة قائِلةً: "بما أنّ خادم الله هذا يحافظ على فرحه في المحنة تمامًا كما في الازدهار، فليس لدينا إذًا من طريقة لبلوغ نفسه وإيذائها".
وذات يوم، تحدّث مع أحد رفاقه لأنّه كان يبدو حزينًا ومهمومًا قائلاً: لماذا تظهر حزنك وألمك اللذين تعانيهما من جراء خطاياك؟ إنه أمرٌ بينك وبين الله. صَلِّ طالبًا إليه قائلاً: " أردُدْ لي سُرورَ خَلاصِكَ فيُؤَيِّدَني روحٌ كَريم" (مز50: 14). حاول أن تظهر سعيدًا أمامي وأمام الآخرين، لأنّه لا ينبغي أن يكون خادم الله حزينًا أو متجهّمًا لا أمام إخوته ولا أمام الآخرين.
وعن تاريخ الكنيسة المارونية بمصر
قال الأنبا جورج شيحان، مطران الكنيسة، في تصريح خاص لـ"الدستور": "الموارنة موجودون في مصر الحبيبة منذ أكثر من 600 عام، وقد كشفت ذلك الوثائق وكتب التاريخ، وكان الموارنة أقلية متميزة في مصر أوكلت إليهم بعض الأعمال والمهام المتميزة، ويوجد مخطوط في المتحف البريطاني يحمل اسم الابتهالات، وقد جاء فيه أن قسًا مارونيًا قد نسخه عام 1498، وتضمن السجل أسماء الولادات والزواج، إلا أن أول كنيسة مارونية قد تأسست في ربوع مصر الحبيبة كانت كنيسة البارجة في دمياط وأسسها الأب موسى هيلانة الراهب الماروني الحلبي عام 1745، بعد ازدياد أعداد الموارنة في دمياط وبقية أنحاء مصر".
وأضاف: «شعور عظيم أن أخدم الرعية في بلد عظيم كمصر أكبر البلدان العربية، ولا سيما أن هذا البلد المبارك قد احتضن أجدادنا الموارنة وفتح ذراعيه لهم، فأسسوا نهضة ثقافية وفنية وحضارية كبيرة، أمر بجانب أوبرا الإسكندرية أتذكر مؤسسيها عائلة قرداحي، أمر بجوار نقابة المحامين أتذكر أنطون مارون».
وتابع: "أقرأ صحيفة الأهرام أتذكر داود بركات وأنطون الجميل وعزيز ميرزا رؤساء التحرير الرواد، وأرى لوجو الأهرام الحالي الذي صممه أندراوس ضرغام، أشاهد بعض الأفلام التاريخية العظيمة أتذكر المنتجة آسيا داغر، أمر في شوارع مدينة نصر أجد شوارع تحمل اسم أمين الريحاني وحبيب جاماتي، إنه شعور عظيم أن أجد روح وأسماء وأعمال الأجداد الموارنة تطوف في كل ربوع مصر العظيمة".