صُنع بأيدي مصرية.. كيف ساهمت الدولة في تعميق التصنيع المحلى؟
اهتمت الدولة المصرية بالمنتج المحلي منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الجمهورية ، والذي أطلق العديد من المبادرات لتشجيع الصناع المحليين على الإنتاج كما وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى، بمواصلة تعزيز جهود تعميق التصنيع المحلى وتوطين التكنولوجيا بهدف توفير منتجات عالية الجودة تلبى احتياجات السوق المحلى بالمقام الأول، ولسد الفجوة بين الصادرات والواردات، وتحقق الاكتفاء الذاتى من العديد من مدخلات الصناعة.
وتستعرض “الدستور”، نماذج ناجحة لصناع محليين استطاعوا توفير منتج مصري بمواصفات وجودة عالمية، كما عرضت القصة الكاملة لدعم الرئيس للصناعة المحلية.
ـ ورشة صغيرة تصل للعالمية
جميل بشير نموذج ناجح للصناع المصريين الذين استطاعوا الوصول للعالمية بعد نجاحه خلال سنوات قليلة من افتتاح ورشته التي تنتج منحوتات خشبية من خشب السرسوع إلى تصدير منتجاته لدول أجنبية وعربية، فتحولت ورشته من ورشة صغيرة يعمل بها ٥٠ حرفيًا في قرية الحجازية بقنا إلى أسواق بريطانيا وهولندا وبلجيكا.
وقال بشير: محافظة قنا هي المدينة المصرية الوحيدة التى يوجد بها خشب السرسوع، فنحصل عليه منها ونقوم بنحته وتصديره للخارج أو المشاركة به فى المعارض الدولية، وسبق أن عرضنا منتجاتنا فى الكويت وفرنسا وبلجيكا وتونس والأردن وتركيا.
وأضاف وفرت لى تلك الحرفة مهنة جيدة ودخلًا ثابتًا، وتحوّلت ورشته على يد الحرفيين الموجودين فيها إلى مركز لتصدير منحوتات خشب السرسوع إلى الكثير من دول العالم، وتم تكريمه من العديد من الدول الأجنبية كان آخرها فرنسا، كما حصل على الجائزة العربية في المهرجان الدولي بأوزباكستان، مختتمًا نرفع شعار «صنع فى مصر»، ومنتجاتنا موجودة في كل أسواق العالم.
ويسعى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتحقيق طفرة صناعية شاملة في مصر بهدف الاعتماد على الإنتاج المحلي وخفض الواردات وتقليل استخدام العملة الأجنبية في الاستيراد.
وتم وضع حوافز لتشجيع الصناعات المحلية وإطلاق مبادرات ومنها مبادرة تم إطلاقها في نهاية يوليو الماضي لتحفيز الاستهلاك وتشجيع المنتج المحلي ولمدة ٣ أشهر؛ وهدفت المبادرة الرئاسية إلى تشجيع المواطنين باختلاف قدراتهم المالية وشرائحهم الاجتماعية على شراء المنتج المحلي خاصة السلع الاستهلاكية المعمرة وغير المعمرة، بما يُحَّفز المصانع على رفع قدراتها الإنتاجية تماشيًا مع الإقبال المتوقع على المحلات والسلاسل التجارية، ومن ثم خلق فرص عمل جديدة؛ على النحو الذي يُسهم في تحريك عجلة الاقتصاد، وزيادة معدلات نمو الإنفاق الاستهلاكي، التي شهدت حالة من التباطؤ في ظل جائحة «كورونا».
ـ من مصر للخليج
أيمن حسن شاب من مدينة المحلة وصاحب مصنع لتصنيع غرف المواليد، استطاع خلال سنوات قليلة إثبات جودة في أسواق الخليج بمنتجات مصرية.
قال أيمن: بدأت المشروع منذ 3 سنوات فقط بعدما حصلت على خبرة كافية في هذه الصناعة من خلال عملي بالسعودية لأكثر من 10 سنوات.
وأوضح" "غرفة المواليد" هو تصنيع كافة احتياجات الطفل في مكان واحد من السرير إلى البطانية والشنطة وجميع الأدوات التي تحتاجها الأم لابنها، وهي فكرة غير منتشرة في مصر عمومًا ولكنها موجود في كل دول الخليج.
وتابع: خلال ثلاث سنوات لاقى المشروع نجاحًا كبيرًا، ويخطط خلال الشهور المقبلة إلى الانتقال لمصنع أكبر لتوسيع الإنتاج وزيادة عدد العمال.
ولاستغلال وتحسين النشاط الصناعي، دعا الرئيس عبد للمراجعة الشاملة والحصر الدقيق لقطع الأراضي التي تم تخصيصها في السابق للأنشطة الصناعية ولم يتم استغلالها على النحو المأمول في تنفيذ الأنشطة المستهدفة منها بالأساس، ودراسة أفضل السبل لتطوير الاستفادة منها في ضوء الاحتياجات الاستثمارية والتنموية الفعلية لكل محافظة، فضلاً عن مواصلة جهود إنشاء المجمعات الصناعية على مستوى الجمهورية لما تمثله الصناعة الوطنية من قاطرة للتنمية الاقتصادية.