ناشدت الدولة للتدخل
«إنتاج المشمش».. قرية العمار تواجه موسم مخيب للآمال في 2021
تعد قرية العمار الكبرى، التابعة لمركز طوخ بمحافظة القليوبية قلعة إنتاج فاكهة المشمش في مصر حيث تتربع على عرشه في المركز الأول على مستوى الجمهورية، وينتظر أهلها موسم الحصاد الذي يعد بمثابة موسم الفرج ونزول الرزق لهم فيتم الاعتماد عليه بشكل كبير حيث يرتبط تزويج الأبناء وسداد الديون وشراء المستلزمات وبناء المنازل به فمن هنا وجدت العبارة الشهيرة "في المشمش" عندما يريد أحد شيئ فيتم وعده بوفائه بعد موسم حصاده.
العام الحالي كان الموسم مخيبًا للآمال محطما للأماني حيث لم تغدق أشجارها بنفحاتها وثمارها تتلألأ على أغصانها كل عام التي تأتي بالفرج في واقعة لم تحدث منذ سنوات طويلة ما انعكس بشكل سلبي على أهل القرية وجعلهم يتشبثون بأي إنتاج من هذا العام الأعجف.
يقول محمود عبدالنبي، أحد أقدم المزارعين، مالك حقل أشجار المشمش بالعمار 75 عامًا:"أنه نشأ على هذه الزراعة التي توارثتها الأجيال عن أبائهم وأجدادهم منذ أكثر من قرن من الزمان حيث يختلف إنتاج الثمار بجودته ومذاقه بهذه القرية عن غيرها والسر يكمن في الهبة التي وهبها الله إياها لأرض هذه القرية فعلى بعد أمتار بسيطة تقع قرى أخرى من هذا المكان وحاولوا أن يزرعون أشجار المشمش لكن لم يكن بجودته مشمش العمار لذلك يحج التجار والزبائن إلينا كل عام من كل حدب وصوب لكي يحصلوا عليه في موسمه ويتم بيعه بالمزاد كما يتم تصديره لبلاد عديدة.
وعن مراعاة أشجار المشمش فله طريقة خاصة ودقيقة للحفاظ على حياة الشجرة وإنتاجها منها أن الشجرة يتم ريها طوال العام وتصوم من شهر أكتوبر حتى شهر فبراير ويتم تسميدها قبل طرحها وبعد انتهاء الموسم.
أضاف الحاج محمود:"منذ ولادتي لم أرَ مثل هذا الموسم حيث حل به جائحة غريبة هذا العام فلم تثمر الأشجار بشكل طبيعي حتى الانتاج القليل كان معظمه مصاب وغير مكتمل النمو أو به حشرات فسدته ومنذ اللحظة الأولى استعنا بمهندسين زراعيين لإنقاذ ما يمكن انقاذه وطلب منا شراء أنواع من السماد والمبيدات لكن دون جدوى فالأزمة حلت على جميع حقول المزارعين من قام بتنفيذ كلام المهندسين ومن لم يأخذ به.
ولم يكن هناك أمر جازم يصف هذه العلة فهو أمر رباني حيث يرجح حدوث هذه المشكلة التي هي بمثابة مأساة للمزارعين لسوء الأحوال الجوية حيث أمتد فصل الشتاء طويلا هذا العام ما أثر على زهور الأشجار التي يخرج من رحمها الثمرة وأدى على جفافها وسقوطها.
من جانبه، أشارت إكرام عبد الرحمن من أهالي القرية إلى أن الموسم هذا العام لم يكمل أيامه رغم قلتها حيث تسمى فاكهة المشمش فاكهة عزيزة فهي لا يتعدى موسمها شهر واحد يبدأ من منتصف شهر مايو حتى منتصف يونيو وبهذا الشكل لا يتوقع أن يكمل الشهر، وقد يكون سبب فشل الأشجار في الانتاج يرجع إلى مشاكل متراكمة حيث أنه من الممكن وجود بعض المشاكل في شبكة صرف مياه الري الزائدة المدفونة بالأراضي فمنذ السنوات الماضية كان يحدث لأحد الأشجار عجز في الثمار فيكشف ان أنابيب الصرف اسفلها لا تقوم بعملها وعلى العكس فالأشجار التي تعمل انابيب الصرف بشكل جيد تضر انتاج جيد مشيرة إلى أن الدولة قامت بتجديد أجزاء من شبكة الصرف في الفترة الماضية وهناك أجزاء أخرى تحتاج للتجديد.
وطالب أهل القرية بتدخل الدولة للوقوف على اسباب المشكلة وإنقاذ القرية العريقة من كبوتها لعدم تكرار المشكلة في الأعوام القادمة حيث يعتمد أبناء القرية والقرى المحيطة عليه بشكل كبير فمن لا يمك حقل يعمل بالشهر ويحصل على مبلغ جيد يصرف به أموره المعيشية كما يعمل مصانع الكراتين والسائقين اعتمادا على هذا الموسم.