«من الحراك الشعبي للشعارات المعلبة».. «الضمراني» يكشف تراجع اليسار في كتابه الجديد
ينتظر الكاتب الصحفي حسام الضمراني نشر كتابه الثاني "الصحافة اليسارية في مصر خلال ربع قرن – 1978-2011"، خلال الفترة المقبلة، استكمال لمشروعه الخاص بدراسة تاريخ الإعلام والتأصيل لظواهره من منظور تاريخي إجتماعي، والذي بدأه بكتاب "الإعلام المصري وقضايا المجتمع"، المنشور عن دار "جزيرة الورد" 2020.
تناول الكتاب تطور اليسار المصري منذ عام 1921 حتى 2011 تحليل الخطاب اليساري المنشور في صحافة تيار اليسار فى مصر، سواء الصحف الصادرة عن الأحزاب المعبرة عن ايديولوجياته، أو بتحليل المنشورات اليسارية السرية و التي حصل عليها من خلال بعض المؤرخين.
- دراسة تيار اليسار عبر 3 مراحل زمنية
الكاتب الصحفي حسام الضمراني انشغل في الكتاب بدراسة الفترة الزمنية عبر ثلاث مراحل؛ أولها (1978 -1981) منذ تحول المنابر اليسارية إلى أحزاب، ثم من عام (1981- 2005) وهي المرحلة التى شهدت العديد من التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية اختتمت بإعلان اول انتخابات رئاسية، ثم من عام (2005 وحتى ثورة 2011).
وأشار حسام الضمراني لـ "الدستور"، إلى أن 2011 والأحداث التي شهدتها كانت الدافع لتتبع هذه الظاهرة، تزامنا مع ظهور حركات اليسار والحزب الشيوعي المصري عام 1921 قبل ثورة 1952، واكتشاف كيف تبلورت هذه الظاهرة في مصر ومن الأطراف الفاعلة في اختمار هذه الظاهرة والتطور التاريخي الذي حدث والمتعلق بتناول اليسار وأحزابهم وجمعياتهم السرية وحركاتهم السرية للقضايا المجتمعية، مضيفا "صحافة اليسار، تحديدا بعد 1978، تحولت منابرهم عام 1981، بعد اغتيال السادات، ولم تعد متشابكة مع قضايا المجتمع المصري، وأصبح بينها والقضايا المجتمعية جدار، ولم تعد مهتمة بها، بل مهمومة بالدفاع عن القادة في الأحزاب".
- تيار الإسلام السياسي وعلاقته بإضعاف اليسار
الكاتب يرفض التعويل على صعود تيار الإسلام السياسي واتهامه بإضعاف تواجد اليسار في الشارع المصري:"حدث ذلك التحول من داخل اليسار نفسه، عكس ما يشاع أنه بسبب توغل الإسلاميين بدعم الدولة في تلك الفترة، وهو ما عبر عنه خطاب اليسار نفسه، الذي قدمته صحافتهم، وأوضح كيف اهتم اليسار بصراعات القادة بالتقوقع داخل احزاب تيار اليسار ذاته، وتنحية الاهتمام بالقضايا الاجتماعية إلى مرتبة ثانية أو ثالثة، والاهتمام بمتابعة التصعيد داخل الاحزاب والصراعات الإدارية، أو هيكلة الصحف، والحصول على المزايا والمكتسبات داخل الصحف".
وتابع:"لكن في مرحلة لاحقة، تحديدا بعد عام 2005، ظهرت صحيفة البديل، التي عبرت عن القضايا المجتمعية، وتعتبر البديل الأبرز بين الصحف التي اهتمت بتلك النوعية من القضايا ووضعها في المقام الأول من السياسة التحريرية للجريدة، لكن للأسف التجربة لم تستمر"، وعمل الكتاب لأكثر من أربع سنوات، بحثا بين أرشيف دار الكتب، ومكتبة دكتور خالد محي الدين، ومقابلات مع رفعت السعيد، والاستاذ حسين عبد الرازق ، والأستاذة فريدة النقاش، ورئيس الحزب الحالي".
- تحليل جريدة الأهالي
وأوضح "الضمراني" أن هدف الكتاب في البداية كان تحليل جريدة الأهالي؛ على اعتبار أنها تعبر عن حزب التجمع، بالإضافة إلى نشرة الانتصار، والتي صدرت عن الحزب الشيوعي المصري. لكن في أثناء البحث، اكتشفت وجود 17 جريدة صدروا عن أمانات حزب التجمع فى الأقاليم، مثل "أهالي أسوان"، و"العرضحالجي"، و"أهالي بورسعيد"، و"التجمع في الاسكندرية"، وهى صحف وجميعها تجارب للأسف تم وأدها بسبب الأوضاع الاقتصادية من مدخل الإعلانات، وبسبب مركزية الحزب".
واستكمل:"حصلت على ذلك الأرشيف من بعض أعضاء الحزب، وبعض رؤساء التحرير المسؤولين عن تلك الصحف لفترات، ومنها "نشرة التقدم"، وكانت تطبع بشكل سري في الفترات التي صودرت فيها جريدة "الأهالي"، خصوصا قبل أحداث 1981. وكانت تصدر تلك النشرة مع اختفاء أو مصادرة الأهالي، وكانت توزع داخليا على أعضاء الحزب فقط".