طلبت شيئًا مهينًا لوحيد حامد.. سبب استبعاد محسنة توفيق من مسلسل «العائلة»
كانت أجواء مسلسل "العائلة" ضاغطة على الجميع، مسلسل يواجه جماعات إرهابية تهدد أبطاله بالقتل، فانتشر عن أسراره وكواليسه القليل وسط اهتمام بنجاتهم من التهديدات، وما لا يعرفه كثيرون أن محسنة توفيق كانت من أبطال العمل وستقدم دورًا مهمًا، هو دور فاطمة.
وحسب كتاب "أساطير الدراما" للكاتب محمد مسعود، قال السناريست وحيد حامد إن "محسنة" كانت من المفترض أن تشارك فى بطولة المسلسل بعد ترشيحها لدور «فاطمة»، لكنها اعتذرت قبل التصوير مباشرة لأسباب هو نفسه لا يعلمها.
وترتب على ذلك قيام المخرج إسماعيل عبدالحافظ باتخاذ قرار فردى بترشيح الفنانة خيرية أحمد بدلا منها، وهنا غضب وحيد حامد، لأن خيرية تميل إلى التمثيل الكوميدى، وكانت شخصية «فاطمة» كما كتبها وحيد حامد خالية من الكوميديا تماما، لكن المخرج إسماعيل عبدالحافظ، أصر على ترشيحها، وفى إحدى المرات ذهب الكاتب الكبير وحيد حامد للبلاتوه وشاهد خيرية أحمد تؤدى أحد المشاهد فأعجبه أداءها جدا، لدرجة أنه اعتذر لها أمام الجميع.
الكاتب الكبير الراحل صدق بالفعل فى أنه لم يكن يعلم سبب اعتذار الفنانة الكبيرة محسنة توفيق عن العمل، وهو ما فسرته المخرجة أمل أسعد بأن المخرج الراحل إسماعيل عبدالحافظ رفض إخبار وحيد حامد بحقيقة ما حدث، فمحسنة اتصلت بالمخرج وطلبت منه أن يبلغ الكاتب بأنها لن تدخل البلاتوه للتصوير إلا إن أزاد عدد مشاهدها، لكن المخرج رفض الطريقة رغم الصداقة التى تجمعه بها، خاصة أنها كانت تعمل معه فى مسلسل "ليالى الحلمية" بداية من الجزء الثانى بعد اعتذار الفنانة الكبيرة فردوس عبدالحميد لخلافها مع الكاتب أسامة أنور عكاشة، وعلى الفور اتصل إسماعيل عبدالحافظ بخيرية أحمد وأرسل لها الحلقات، فقالت إنها تعلم من الصحف أن الدور أسند بالفعل لمحسنة توفيق، فقال لها عم إسماعيل «محسنة اعتذرت».
وربما توفى وحيد حامد وهو لا يعرف هذا الموقف، فأخلاق إسماعيل الرفيعة، حالت دون أن يعكر صفوه بطلب محسنة توفيق.
وكان مسلسل "العائلة" شائكًا بالنسبة إلى الجميع، فكان المخرج الكبير الراحل إسماعيل عبدالحافظ، يقضى معظم اليوم فى تصوير المسلسل، وعند العودة لمنزله ليرتاح عدة ساعات قبل بداية تصوير اليوم التالى، كان يتفقد رسائل المتصلين على جهاز الأنسر ماشين، فوجد عدة رسائل تطالبه بوقف تصوير المسلسل فورا أو الاعتذار عنه وإلا عرض حياته وحياة أسرته للخطر، وهى نفس التهديدات التى تلقاها الكاتب الكبير وحيد حامد، فوفرت له وزارة الداخلية حراسة أمام منزله، وأخرى تصاحبه أينما ذهب.
وصلت أخبار تهديد المؤلف والمخرج إلى الممثلين، لكن وكما قالت المخرجة المنفذة للعمل أمل أسعد، لم يفصح أى منهم عن مخاوفه، بينما أبدى الجميع شجاعة، وتعاملوا مع الكارثة المحتملة بنوع من السخرية، خاصة فى ديكور صحراء سقارة الذى تم فيه تصوير مشاهد معقل الجماعة الإرهابية.