صحف الإمارات: استمرار هجمات الحوثيين تحدي للمجتمع الدولي
تناولت الصحف الإماراتية اليوم الثلاثاء، استمرار الحوثيون في تحدي المجتمع الدولي وتهديدها خطوط الملاحة والتجارة العالمية في البحر الأحمر بالزوارق المفخخة، كما استعرضت العقبة التي تواجه الحكومة الليبية الانتقالية والمتمثلة في عدم انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة وحل الميلشيات المحلية، والتي اعتبرتها الصحف أنها تهديد ليس لليبيا فحسب ولكن للمنطقة الأفريقية بأسرها.
ففي صحيفة (الاتحاد)، وتحت عنوان (لابد من الحزم) أن الإمارات أكدت - في إدانتها للاعتداء الإرهابي الحوثي الجديد - أن استمرار هذه الهجمات يعكس تحدياً سافراً واستخفافاً بجميع القوانين والأعراف الدولية، مشددة على ضرورة وجود تحرك دولي حازم يوقف عبث هذه الميليشيات ويردعها ويجبرها على الانصياع لمبادرات الحل السياسي، موضحة أن "الحوثيين" يصرون على المضي في طريق الإرهاب، والضرب بعرض الحائط كل الجهود التي تبذل عربياً، وأممياً للدفع باتجاه إنهاء النزاع في اليمن.
وأضافت أن الحوثيين تتمادى في تحدي المجتمع الدولي، عبر تهديدها بالزوارق المفخخة خطوط الملاحة والتجارة العالمية في البحر الأحمر، موكدة أنه لا بد من تحرك دولي حازم يوقف عبث الميليشيات الإرهابية واستغلالها اتفاق ستوكهولم مظلة لإطلاق الهجمات العدائية من الحديدة، ولا بد من ضغوط استثنائية فاعلة تردع الجماعة الانقلابية عن تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة، وتجبرها على الانصياع لمبادرات الحل السياسي.
وأكدت (الاتحاد) أنه يجب إعادة النظر في أسلوب التعاطي الدولي مع "الحوثيين"، والعمل - بالإجماع - على تصنيفهم منظمة إرهابية كخطوة مهمة لتجفيف منابعهم المالية والحد من قدرتهم على تنفيذ أنشطتهم الإجرامية، ودفعهم نحو الانخراط بجدية في جهود التهدئة وإحلال السلام، وبالتالي إنهاء مأساة اليمنيين.
وفي الشأن الليبي، رأت صحيفة (الخليج) أن إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة وحلَّ الميلشيات هو المدخل الذي لا بد منه لاستعادة ليبيا سيادتها على أرضها، وتوحيد مؤسساتها، خصوصاً العسكرية والأمنية، وتحقيق المصالحة الوطنية، وصولاً إلى الانتخابات.
وأوضحت الصحيفة - تحت عنوان (المفتاح موجود والقفل معطل) - أن مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا يان كوبيتش، حذر مجلس الأمن من أن استمرار وجود المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية، يشكل تهديداً ليس لليبيا فحسب، ولكن للمنطقة الإفريقية بأسرها.
واعتبرت الصحيفة أن هذا الوضع يشكل أزمة فعلية للحكومة الانتقالية التي تشكلت قبل أربعة أشهر، ولم تتمكن بعد من الوفاء بما تعهدت به من إجراءات تمهد للانتخابات المقررة في 24 من شهر ديسمبر المقبل، وإذا لم تتمكن من تحقيق انسحاب كل القوات الأجنبية والمرتزقة وحلّ الميلشيات المحلية التي تستقوي بالقوات الأجنبية، فهذا يعني فشلها المحتم والعودة إلى نقطة الصفر، بما يعنيه ذلك من احتمال استئناف دورة العنف والدم.
وقالت إن اللافت أن كل هذه القضايا كان تم بحثها في مؤتمر برلين يوم 19 يناير 2020، وتم التوافق على خارطة طريق بشأن انسحاب القوات الأجنبية و الميليشيات والمرتزقة ووقف توريد السلاح وتوحيد القوات المسلحة والمباشرة في العملية السلمية، وعلى هذا الأساس تشكلت الحكومة الانتقالية؛ كي تبدأ تنفيذ مخرجات مؤتمر برلين، مشيرة إلى أنه بعد مؤتمر برلين، سعى وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إلى إضفاء أجواء من التفاؤل حول ما تحقق بقوله إن المشاركين نجحوا في الوصول إلى (المفتاح)، الذي يمكن به حل الأزمة الليبية، والآن يتعلق الأمر فقط بوضع المفتاح في القفل وفتح باب الحل.
وأشارت أن هذا ما أدركته برلين - مؤخراً - من خلال الدعوة إلى "برلين 2" في منتصف يونيو المقبل، لإصلاح القفل كي تبدأ مسيرة الحكومة الانتقالية جدياً من خلال إلزام الدول المعنية بتعهداتها ووضع آلية للتنفيذ وتحديد موعد زمني لذلك، وتقديم كل الدعم الضروري للحكومة الانتقالية على أمل أن تكون القرارات متسقة مع قرار مجلس الأمن رقم 2570، الذي نص في أحد بنوده على ضرورة إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب، وفرض عقوبات على الدول والكيانات التي تعيق تنفيذ القرار.