سقط بـ«منطقة تيارة».. تفاصيل رحلة البحث عن جثمان «غريق السلام» (فيديو)
تواصل قوات الإنقاذ النهري، وغواصين الخير المتطوعين، لليوم الثالث، البحث عن جثمان غريق شاطئ السلام بنطاق حي العجمي غرب الإسكندرية، والذي لقى مصرعه غرقًا أثناء السباحة في مياه البحر في السابعة من صباح السبت الماضي في أول أيام فتح الشواطئ.
وأجرت «الدستور» بثًا مباشرًا من شاطئ السلام 2 مع فريق غواصين الخير المتطوعين، أثناء مسح العديد من الأماكن بالشاطئ في محاولات البحث عن جثمان الغريق.
وقال الدكتور رأفت حمزة، أستاذ الرياضيات المائية بكلية التربية الرياضية بنين، وأحد غواصين الخير المتطوعين، أن المنطقة التي وقعت فيها حالة الغرق، هي منطقة يطلق عليها «تيارة» والتي يوجد فيها تيارات مائية عالية، وتتواجد بين منطقتين رمليتين، وقام الغريق هو أحد أصدقائه في تلك المنطقة، وتمكن صديقه من الخروج ولكن سحب التيار الشاب ليلقى مصرعه غرقًا.
وأضاف «حمزة» لـ«الدستور» أن حادث الغرق، وقع أمس الأول مع بداية نزول المواطنين للشواطئ، وتم الإبلاغ عنها على الفور، وتم أمس توجه مجموعة من غواصين الخير للبحث عن الجثمان مع فريق الإنقاذ النهري، وكانت سرعة الرياح تتجاوز 27كم/ساعة، وارتفاع الأمواج تصل إلى 3 أمتار.
وأضاف أن اليوم بعد مرور أكثر من 48 ساعة، قام بالبحث في منطقة «البركة» التي نزل فيها الغريق بناءً على طلب أسرته ، بالإضافة إلى الحاجز الاول والثاني بشاطئ النخيل بعد إبلاغ أحد الصيادين عن وجود رائحة جثمان تنبعث من الحاجز الثاني، مشيرًا إلى أنه تم مسح الحواجز جيدا ولم يتم العثور في الحاجزين على أي شيء.
ولفت «حمزة» أن الجثمان يرقد في مياه منخفضة الحرارة، فلن تظهر له رائحة خلال هذا الوقت القصير، بل لابد من أن تكون درجة حرارة المياه مرتفعة، ومرور أكثر من ثلاثة أيام على بقاء الجثمان في المياه.
وناشد الدكتور رأفت حمزة من الأهالي المصطافين الالتزام بتعليمات أفراد الإنقاذ على الشاطئ، والنزول في الأماكن الآمنة والتي بها حركة أمواج وليس المناطق الساكنة لتجنب عمليات السحب التي تتم في البحر وخاصة غرب الإسكندرية، موجهًا استغاثة لجميع الصيادين على المراكب بالإبلاغ على الفور عند طفو أي جزء من جسم الغريق على المياه، حيث من المرجح أن يكون الجثمان سحبه التيار إلى عرض البحر ، أو إلى الحواجز الغربية المتواجدة بشاطئ النخيل وعددها 7 حواجز.
ولفت أن الجميع يتكاتف في عمليات البحث سواء بإبلاغ الشواطئ المجاورة وفرق افراد الإنقاذ على الشاطئ بالمراقبة باستخدام النظارات المعظمة، بجانب فرق الإنقاذ داخل المياه المتواجدة للبحث واثلاج قلب الأم الملكومة والأسرة المتواجدة على الشاطئ تنتظر جثمان نجلها.
ومن جانبه أكد الكابتن محمد محجوب اخد أعضاء فريق غواصين الخير، لـ«الدستور» أن فريق غواصين الخير، يعمل مجانًا لوجه الله حيث تم التوجه على الفور بعد الإبلاغ عن الحادث من الغواصين إلى شاطئ السلام للبحث عن الغريق، مشيرًا إلى أن الشاطئ يتواجد به قوات إنقاذ، ولافتات تحذيرية، ولكن البعض لم يلتزم ويتوجه للنزول في أماكن بعيدة عن فرد الإنقاذ.
وتابع أن عمليات البحث مستمرة من قوات الإنقاذ النهري مع الغواصين المتطوعين، وعلى مدار يومين تم البحث ومسح المنطقة بالكامل، وما زال البحث جار حتى خروج جثمان الغريق.
وأوضح خميس الصعيدي، المسؤول عن الشاطئ، أن الغريق نزل إلى الشاطئ في السابعة إلا الربع، مع موعد استلامهم العمل على الشواطئ، وتم تحذيره مرتين أن تلك المنطقة غير أمنة وخطرة وتوجد لافتة تحذر من ذلك، لافتًا أنه لم يستجب للتحذير بل قال إنه سوف يتواجد علي الشاطئ ولن يدخل إلى العمق.
وأضاف لـ«الدستور» أنه بعد دقائق قليلة رأيناه هو وصديقه يستغيثون، فتوجهت على الفور إلى المياه مع منقذ الشاطئ ونجحنا في إخراج أحدهما، ولكن التيار كان قد سحب الشاب الثاني ولم يظهر بسبب أن أمواج البحر كانت مرتفعة جدًا، لافتًا إلى أننا لم نفكر في أرواحنا في تلك اللحظة وكان الهدف إنقاذ الغريقين ولكن قدر الله إنقاذ فرد واحد وغرق الأخر.
وأكد أنه لابد من الأهالي ورواد الشاطئ الاهتمام بالتحذيرات سواء من فرد الإنقاذ أو من اللافتات المتواجدة على الشاطئ، لتجنب تلك الحوادث، مشيرًا إلى أن البحر لديه ايام سكون واخرى ارتفاع وسرعة تيار، وعند إلتزام الجميع بالإرشادات نتجنب مثل هذه الحوادث لسلامة المواطنين.
وكان قد لقى شاب يدعى أحمد محمد بدير، 20عامًا، من قرية قطور بمحافظة الغربية، مصرعه غرقًا بشاطئ السلام2بحى العجمي غرب الإسكندرية، بعد أن نزل إلى مياه البحر في السابعة من صباح يوم السبت الماضي،مما عرضه للغرق بسبب التيارات المائية وارتفاع الأمواج، وما زال البحث جاري عن جثمانه.