«ممدوح مات يا لويس».. حين يبكي الروائي على شخصيته التي قتلها بيده
أن يكتب الروائي رواية صادقة فهذا يعني أنه يتوحد مع أبطالها، أن يكون مديرا لحركاتهم لكنه داخلهم، يضحك لضحكهم ويبكي لبكائهم، ومع انه هو الذي يجرهم غلى مصيرهم المنشود مسبقا، لكنه يتفاعل معهم بروحه، وإن رأيتروائي يكتب فقد تتوهم أنه مجنون، ستراه يضحك حينا، ويبكي حينا، ويتأثر جينا، وربما ترى الدموع تنسال من عينيه بغزارة، حينها يكون بطله قد مات.
ماركيز يبكي ساعتين
الروائي العالمي جابرييل جارثيا ماركيز كان قد أجاب في حوار عن سؤال يتعلق بالكولونيل أورليانو بطل روايته الشهيرة مائة عام من العزلة، فقال:" لم أجرؤ على قتل الكولونيل، وكنت أعلم أنه سيموت يوما ما في الرواية.
يصف ماركيز قتله لبطله بتأثر شديد فيقول:" يوم أن أنهيت حياته صعدت غلى الطابق العلوي، ورحت أرتجف بقوة، وأدركت زوجتي ما حدث من مجرد النظر إلى وجهي وقالت لقد مات الكولونيل".
ويشرح ماركيز أنه بكى على بطله الذي مات ولن يره مرة أخرى على صفحات الرواية بقوله:" أما أنا فقد رقدت في السرير ورحت ابكي ساعتين كاملتين".
ممدوح مات يا لويس
قتل الشخصيات بالتأكيد هو أمر مؤثر جدا، ين يتعايش الرواية بكل خياله مع الرواية والكثير من المشاهير ضبط متلبسا بالبكاء، وفي حوار للدستور مع الكاتب الصحفي الكبير لويس جريس شرح كيف دخل على إحسان عبد القدوس فوجده يبكي بقوة، يقول جريس:" عن «عبدالقدوس»: كان إحسان يوصى السكرتيرة أن لويس جريس حين يأتى لا يستأذن أبدًا في الدخول، وفى مرة خبطت على بابه، وأغلقت الباب، كان إحسان يبكى بقسوة، فجزعت أنا.
بالتأكيد وضع جريس الكثير من السيناريوهات لبكاء عبد القدوس، وذهل حين عرف بحقيقة البكاء:" قلت له ما الأمر فلم ينتبه، وناديت بصوت أعلى فقال لى ممدوح مات، فقلت له من ممدوح، فقال بطل قصتى لا تطفئ الشمس، ممدوح مات، مات يا لويس، كان يبكى على ممدوح الذى قتله فى الرواية.
بكيت على دميان
حين يتوحد إبراهيم عبد المجيد مع رواياته فإنه يعيشها بجوارحه، يمنحها كامله لذلك يضحك بقوة في موقف بين شخصياته، وكأنه يعيش الأحداث تماما مثل أبطاله، يقول عبد المجيد للدستور:" بالتأكيد أنا أتأثر بما تمر به الشخصيات، لذلك أضحك بقوة في بعض المواقف، وأبكي أيضًا في بعض المواقف".
يبكي إبراهيم عبد المجيد حال قتله لشخيته، وكثيرا ما كتب وكثيرا ما قتل وكثيرا ما بكى، ولكن حدد عبد المجيد شخصية كان لها الرصيد الأكبر من البكاء، يقول عبد المجيد:" حين قتلت دميان في روايتي لا أحد ينام في الإسكندرية".
دميان هو شخصية إبراهيم عبد المجيد المسيحية التي وفدت من الصعيد خلال الحرب العالمية الثانية، وكان لموته كل هذا الحزن وكل هذا التأثير على عبد المجيد".