«طلت من الشباك فكتب الأغاني».. حكاية «فطاطري» فجرت موهبته قصة حب
كتب الكثير من الأغاني والتمثيليات الإذاعية، ومن لحنوا له شهدوا بعذوبة أغانيه ورقتها، هو علي حسن السراج، فما هي حكايته؟
في تقرير نشرته مجلة الكواكب ذكرت فيه أن أول أغنية كتبها السراج كان وقتها في الخمسين من عمره، كانت هوايته الفن، ودرس العزف على العود، وكان ينفرد بنفسه ساعات طوال يغني ويعزف بعض الأغنيات المشهورة، وتزوج وهو صغير السن وصرفته مسئوليات الزواج عن الاهتمام بهوايته.
والذي فجر موهبة السراج هو أنه رأى ذات يوم فتاة صارخة الجمال، كانت تطل من شباكها ووقف مذهولا وقتا طويلا يحدق فيها، ولاحظت هي تحديقه فأسرعت بغلق الشباك، ولكن ما رآه السراج لم يقدر على نسيانه، فراحت تقوده قدماه كل وقت باتجاه الشباك على أمل أن يراها، وراح ينتظر بالساعات إلى أن تفتح وتطل، وفي مرة رآها تطل في ثوب حريري يظهر مفاتنها، فبهت علي حسن السراج، وحين أغلقت شباكها رجع إلى بيته ومدفوعا بحسرته أمسك قلمه وراح يكتب..
يا لابسة الروب عنابي*** يا ساكنة القلب من جوه
وحياة عيونك ده شبابي*** على البعد صابر بالقوة
ومن لحظتها راح السراج يكتب مدفوعا بشوق لمحبوبته وراح يبث الأغاني أحاسيسه ولوعته، وكتب في وقت قليل مائة أغنية كلها تدور حول محبوبته، وحين كان يقرأ ما يكتب كان يغني ورأى أن هذه الكلمات تصلح للغناء، فتوجه للإذاعة لكنها أغلقت بابها في وجهه، وكان صدفة أن التقى صديق قدمه إلى أحد الملحنين والذي أعجبته الأغاني، فأخذها منه ومنحها لمطربين ومطربات في الأركان الإذاعية، ورأت أغانيه النور.
وبعد أن أثنى الجميع على موهبته راح يرى حبيبته ويكتب
نجمة بعيني شفتها*** في الحسن مالها مثيل
أسرت فؤادي بحسنها*** من نظرة صبحت عليل
وفي أحد أيام الربيع توجه إلى إحدى الحدائق العامة ليقضي وقته فرأى منظر الورود فكتب يصف المنظر
يا ورد يا فرحان *** قاعد على أغصان
أصلك من الجنة*** القلب لك غنى
مين كدا فهمني*** ويا النسيم بتغني
سرقوك صبايا الحور*** حسنك يزيد النور
وتوجه السراج بما كتب للإذاعة ولكنها أهملت إنتاجه فجمع ما كتب ووضعه في دولاب وكتب عليه "الكنز المدفون"، ويحتوي دولاب الكنز المدفون على أكثر من مائتي أغنية وأكثر من مائة مونولوج فكاهي، وأكثر من 50 تمثيلية إذاعية.