بعد ابتلاع ضحية جديدة.. ثغرات دخول المتسللين إلى شاطئ الموت بالإسكندرية
أصبح الحديث عن شاطئ النخيل وذكر اسمه مرتبطًا بحالات الغرق، والتي أصبحت أمرًا معتادًا مع استقبال فصل الصيف من كل عام، ورغم إطلاق اسم «شاطئ الموت» عليه لكثرة ضحاياه، وعلى الرغم من استمرار إغلاق الشواطئ إلا أنه ما يزال يكشر عن أنيابه بابتلاع ضحية جديدة.
في صباح أمس الثلاثاء، استقبل شاطئ النخيل بالإسكندرية، بين أمواجه بعض الشباب الذين تسللوا فجرًا لمياه الشاطئ، ضاربين بقرارات الإغلاق وتحذيرات نزول المياه عرض الحائط، ليأبى «شاطئ الموت» أن يخرجهم جميعًا سالمين، وبعض صراع مع الدوامات والأمواج وهبوط الرمال، يلفظ أحدهم أنفاسه الأخيرة على رمال الشاطئ والذي ما زال ذكرى ضحاياه لم تُمحي آثارها من عليها.
لم يزل الحادث المأسوي لغرق 12 شخصًا في شاطئ النخيل العام الماضي عالقة في الأذهان، بعد أن التهم هذا العدد دفعة واحدة، ويأبي أن يخرج آخر ضحاياه إلى بعد 13 يومًا، لتعود ذكرى الحادث مرة أخرى مع حادث جديد بشاطئ النخيل لنتسائل هل تتكرر مأساة شاطئ الموت بالإسكندرية مرة أخرى؟.
أخطر شواطئ الإسكندرية
قال الكابتن إيهاب المالحي قائد غواصين الخير المتطوعين، إن شاطئ النخيل من أخطر شواطئ الإسكندرية، والذي يحصد كل عام عدد كبير من الضحايا، بسبب طبيعة الشاطئ، والحواجز الصخرية، وطبيعة مياه شواطئ غرب الإسكندرية والتي ترتفع فيها الأمواج والتيارات البحرية.
وأضاف لـ« الدستور» أن شاطئ النخيل مغلق بقرار من مجلس الوزراء وقبل إجراءات كورونا بسبب تكرار حوادث الغرق، ورغم ذلك لا يوجد وعى بين المواطنين، حيث يتسلل الشباب إلى الشاطئ فجرًا أو ليلًا مما يسفر عن حالات غرق بسبب عدم إدراك طبيعة المياه والتيارات في ذلك المكان.
وأوضح أن وجود منقذين على الشواطئ وخاصة شاطئ النخيل أمر مهم، حيث إن غريق أمس خرج من المياه وهو مازال على قيد الحياة ولكن ابتلع كمية كبيرة من المياه، كانت تتطلب إجراء إسعافات أولية لإنقاذه، لذلك لفظ أنفاسه الأخيرة أثناء نقله إلى المستشفى.
ولفت «المالحي» إلى أن حالات الغرق يمكن أن تتكرر خلال فصل الصيف، بسبب تعطش المواطنين وخاصة الشباب إلى نزول البحر، وهو ما ينذر بخطر كبير خلال فصل الصيف، مما يجعلنا لابد أن نتكاتف للحد من حالات الغرق التي يمكن أن تحدث وخاصة في شواطئ العجمي وشاطئ النخيل وذلك من خلال توفير منفذين بالشواطئ، وزبادة التوعية من خلال وسائل الإعلام.
وأشار إلى أنه خلال اجتماعه بغواصين الخير المتطوعين، سوف يتم التنسيق بين الغواصين أن يتواجد يوميًا عدد من الغواصين المتطوعين على شاطئ النخيل في محاولة لإنقاذ اي غريق خلال فصل الصيف، فضلًا عن تواجد غواصين آخرين بشواطئ العجمي لمنع تكرار تلك الكوارث التي شاهدناه العام الماضي.
التسلل للشاطئ
يقول صلاح ابراهيم أحد قاطني مدينة 6 أكتوبر غرب الإسكندرية، أن شاطئ النخيل يمتد بطول كيلو و600 متر، ويتصل مباشرة بشوارع المدينة والتي تصل إلى 37 شارعًا تؤدي جميعها إلى الشاطي، ما يجعل التسلل إلى مياه الشاطئ ليلًا أو فجرًا أمرًا سهلا خاصة أن الشاطئ بدون أسوار.
وأضاف لـ«الدستور» أن أكثر حالات الغرق تكون من مدن مجاورة، حيث يأتي الشباب في رحلات لقضاء يوم أو يومين في الإسكندرية، ليتوجهوا لشاطئ النخيل بهدف الاستمتاع بالمياه غير ميقنين بطبيعة الشاطئ والحواجز الصخرية المتواجدة به والتي تسفر عن دوامات بالفواصل وتسفر عن حالات غرق متكررة.
وأشار إلى أنه مع استقبال فصل الصيف تبدا تلك الأزمة من عدم الوعي بالنزول في أوقات متأخرة، مشيرًا إلى أنه عند نزول اي مواطن في وضح النهار يسهل علينا إنقاذه بتواجد منقذين أو متطوعين أو مواطنين لديهم دراية بطبيعة الشاطئ، ولكن اكثر حالات الغرق تكون قرابة الفجر.
وكان قد لقى شاب مصرعه بشاطئ النخيل غرب الإسكندرية، امس الثلاثاء، وذلك عقب تسأله فجرًا لمياه البحر، وعلى الرغم من إغلاق الشاطئ، ضمن قرارات مجلس الوزراء في ظل جائحة كورونا.
وتلقي قسم شرطة العامرية، بلاغًا يفيد بتعرض شاب للغرق بشاطئ النخيل، وانتقل ضباط القسم وقوات الإنقاذ النهري رفقة سيارة الإسعاف إلى الشاطئ، حيث تبين وفاة شاب يدعى
«محمد حمادة» 17 عامًا، مقيم مركز بسيون محافظة الغربية، غرقًا بشاطئ النخيل، وذلك بعد انتشاله حيًا ونقله لأحد المستشفيات الخاصة بالكيلو 21 ليلفظ أنفاسه الأخيرة خلال طريقه للمشفى.
اعتماد بروتوكول خاص بشاطئ النخيل
في يناير الماضي اعتمد اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية البروتوكول المبرم بين محافظة الإسكندرية وإحدى الجمعيات التعاونية للبناء والإسكان بشأن استغلال المساحة الشاطئية لشاطيء النخيل لمدة خمس سنوات.
وأكد الشريف أن الجمعية ستكون مسئولة مسئولية كاملة عن إدارة الشاطيء فضلا عن أنها ستكون المسئولة عن إنشاء وتمويل حواجز الأمواج بالشاطيء، كما أنها مسئولة عن تعيين شركة الإنقاذ بالشاطئ.
وشدد محافظ الإسكندرية، على أن ما حدث في شاطيء النخيل من حالات غرق في الفترة السابقة أمر مرفوض تماما، ولن نسمح بتكراره مرة أخري، وراعينا ذلك في البروتوكول المبرم.