«صدمة يوسف إدريس»... قدم استقالته فوجد نفسه مرفودًا بعد التعيين بيوم واحد
كانت العلاقة بين يوسف إدريس ومحمد حسين هيكل، صداقة قبل أن تكون علاقة عمل، على الرغم من الموقف الذي حدث بين إدريس وسكرتيرة هيكل، نوال المحلاوي، بسبب الحديث الذي أجراه إدريس مع الرئيس الراحل أنور السادات - ونُشر في مقدمة لمحمد حسنين هيكل، تم تعيين إدريس في «الأهرام» لكي يجري سلسلة من الأحاديث المماثلة مع شخصيات سياسية حول فكرة الاتحاد القومي.
كان حديث السادات بمثابة الحديث الأول، وكان من المفترض أن يكون الحوار الثاني مع السياسي السوري أكرم الحوراني. كانت الوحدة ما زالت قائمة بين مصر وسوريا، وقبل أن يجري إدريس الحوار ذهب إلى مكتب هيكل في مبنى «الأهرام» القديم وطلب مقابلته لكي يتفق معه على نقاط الحوار، فقالت له السيدة نوال المحلاوي: «الأستاذ هيكل مش فاضي». فردَّ عليها إدريس: «يعني إيه رئيس تحرير مش فاضي! أنا محرر ولازم أقابل الأستاذ هيكل»، لكنه فوجئ بالسيدة نوال تقول له: «لا... مش هتدخل... والأستاذ هيكل مش فاضي ومش هيقابلك»!
جُن يوسف إدريس من هذا الأسلوب غير المتوقع فقال لها: «انتي بتتكلمي إزاي... يعني إيه مش هيقابلني؟!»، فردت قائلةً بهدوء: «زي ما قلتلك بالضبط»! فأخذت إدريس الشهامة -على حد تعبيره- وقال لنوال المحلاوي: «أنا صحيح لسه متعين إمبارح بس في (الأهرام) إنما دي استقالتي أهيه»! ووضع على مكتبها خطاب استقالة، لكنه اندهش عندما وجدها تبتسم ابتسامة متشفية قائلة: «استقالة إيه؟ أنت مرفود!»، لم تَدَعْ له نوال المحلاوي لحظة للاستغراب فواصلت كلامها: «على العموم... انت ليك عندنا مرتب شهر... موجود في الخزينة... يمكنك أن تقبضه الآن»!، وكان الفصل بسبب الحوار الذي أجراه إدريس مع السادات!