«أبو الغيط»: تصريحات وزير الخارجية اللبناني بعيدة عن اللياقة الدبلوماسية
أعرب أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، عن أسفه البالغ إزاء ما صدر عن وزير خارجية لبنان خلال مقابلة تليفزيونية أمس الأول، وحمل تجاوزًا في حق دول الخليج عموما والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص، واصفًا تلك التصريحات بالبعيدة عن اللياقة الدبلوماسية.
ونقل مصدر مسئول بالأمانة العامة للجامعة عن الأمين العام اعتباره أن لغة الحوار المستخدمة من جانب كبار مسئولي الدول العربية يتعين أن تعكس دائما مشاعر الأخوة والاحترام المتبادل بين الشعوب العربية، وأن تتجنب ما يهيج الخواطر أو يُثير البغضاء ويُزكي الفتن.
وأعرب المصدر عن الأسف الشديد، لأن تأتي هذه التصريحات في توقيت دقيق للغاية يمر به لبنان وفي وقت يحتاج فيه إلى كل الدعم من أصدقائه وأشقائه، وأسهمت في توتر العلاقة اللبنانية الخليجية بدلا من تصحيح مسارها بالشكل المطلوب.
وأشعل وزير الخارجية اللبناني شربل وهبة التوتر خلال مقابلة تليفزيونية عندما ألقى بالمسئولية فيما يبدو على دول الخليج في ظهور تنظيم داعش في العراق وسوريا.
وقال “وهبة” في مقابلة مع قناة الحرة التليفزيونية: "الدواعش ياللي جابوا لنا إياهم دول أهل المحبة والصداقة والأخوة.. دول المحبة جابوا لنا داعش، زرعولنا إياها بسهل نينوى وبالأنبار وبتدمر"، وهي مناطق من سوريا والعراق سيطر عليها التنظيم في عام 2014.
وقال “وهبة” إن تصريحاته حُرفت، وقال عون، وهو مسيحي ماروني مثل وهبة حليف لحزب الله، إن تصريحات الوزير تمثل "رأيه الشخصي" وأشاد بالعلاقات "الأخوية" مع دول الخليج.
واستدعت السعودية والإمارات والكويت والبحرين سفراء لبنان لديها بشأن التصريحات. وسلمت الرياض السفير مذكرة بشأن ما وصفتها بإساءات وهبة، ووصفت وزارة الخارجية الإماراتية تصريحاته بأنها "مشينة وعنصرية".
ونددت الكويت بتصريحات وهبة واصفة إياها "بالإساءات البالغة"، بينما وصفتها البحرين "بالتصريحات المسيئة". وأضاف البلدان أن التصريحات تتنافى مع علاقات الأخوة بين دول الخليج ولبنان.
وطالبت دول مجلس التعاون الخليجي الست “وهبة” بإصدار اعتذار رسمي لدول المجلس.
وقالت عدة مصادر مطلعة إنه كانت هناك مناقشات جارية بشأن استقالة الوزير في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، لكن لم يتأكد شيء بعد وانتقد ساسة لبنانيون “وهبة” أيضا.
وقال سعد الحريري، رئيس الوزراء السني المكلف الذي يحاول الآن تشكيل حكومة، إن الدعم العربي أمر حيوي.
وأضاف: "كما لو أن الأزمات التي تغرق فيها البلاد والمقاطعة التي تعانيها لا تكفي".
وانهار الاقتصاد اللبناني بسبب الديون مما أدى إلى تراجع قيمة عملته بشكل كبير. وأدى انفجار هائل في مرفأ بيروت في أغسطس الي زيادة صعوباته مما دفع الحكومة إلى الاستقالة وهي تتولى الآن تسيير الأمور كحكومة تصريف أعمال.
وبعد أشهر ما زال الساسة في النظام الطائفي المنقسم يتنازعون على التعيينات الجديدة. ويريد المانحون الغربيون بقيادة فرنسا، التي سبق أن أنقذت لبنان،أن تتولى الأمور حكومة تكنوقراط قبل الإفراج عن المساعدات.
ورأس الحريري العديد من الحكومات مثل والده الذي اغتيل. ولم يعلن الحريري بعد تشكيلة حكومته الجديدة في بلد لا بد فيه أن يكون رئيس الوزراء سنيا ورئيس البرلمان شيعيا والرئيس مسيحيا.