الثلاثية المسرح «كاليجولا» و«سوء تفاهم» و«العادلون» فى نسختها العربية
تصدر قريبًا عن دار خطوط وظلال للنشر٬ النسخة العربية للثلاثية المسرحية٬ والتي تنتمي إلي مسرح العبث٬ للكاتب الفرنسي ألبير كامو٬ وهي: مسرحية "كاليجولا"، ومسرحية "سوء تفاهم"٬ ومسرحية "العادلون"، والمسرحيات الثلاث من ترجمة تأليف محمود عبدالغني.
كانت مسرحية "كاليجولا" نُشرت أول مرة سنة 1944 عن دار النشر الفرنسية جاليمار٬ وتعود مخطوطتها الأولى إلى سنة 1939 وبعد ذلك خضعت لعدة تغييرات. وهي تنتمي، مع رواية "الغريب"، المنشورة سنة 1942، وأسطورة سيزيف، الدراسة المنشورة سنة 1942 أيضاً، ومسرحية "سوء تفاهم"، سنة 1944، ما أسماه ألبير كامي "دائرة العبث".اعتبر النقاد مسرحية "سوء تفاهم" مسرحية تنتمي إلى الوجودية، التيار الفلسفي الذي ظل كامي دوماً متشبثاً بالانتماء إليه والدفاع والتعبير عنه.
تدور مسرحية "كاليجولا" حول الإمبراطور كاليجولا وهو ثالث أباطرة الروم، تتناول المسرحية حياته منذ توليه الحكم سنة 37 ميلادية وحتى اغتياله سنة 41. فبعد تاريخ دموي، يلقى كاليجولا حتفه بثلاثين طعنة، نفذها حُراسه والمقربون منه. لكن قبره الأبدي كان بئراً ألقي في أعماقه.
أما مسرحية "سوء تفاهم"٬ فهي مسرحية شهيرة لألبير كامو، تتكون من ثلاثة مشاهد، وهي جزء من ما أطلق عليه النقد الفرنسي "دائرة العبث"، أخرجها وقُدمها مارسيل هيران، لأول مرة، يوم 24 يونيو من سنة 1944، على خشبة مسرح "ماثيرانس".
الحب وغياب الحب، تلك هي الموضوعة المركزية للمسرحية. سواء تعلق بحب الأبناء، الذي تفتقد إليه الأم، أو الحب الذي يربط بين رجل وحبيبته، والذي لم تشعر "مارثا" برعشته أبداً. هذا هو الشعور الحاضر باستمرار في خطاب المسرحية.
غياب حب الأمومة وجد ترجمته في انتحار الأم حين أدركت أنها قتلت ابنها، وتركت ابنتها وحيدة. هذه العزلة، المصحوبة بشعور الإهمال، هي ما يشكل أساس سوء التفاهم هذا ، الذي يتردد مع الأحداث المأساوية.
إن مقولتي سوء التفاهم وسوء الفهم، هما محاولة واحدة للتعبير عن صعوبة أو استحالة القيام بالفعل أمام ما يصعب وصفه وتسميته. وإذا أردنا ربط "سوء تفاهم" بسياق وأسلوب مسرح العبث، الذي تنتمي إليه بقوة وجدارة، فهي التعبير الدرامي القوي عن مخلفات زوبعة مخيفة أطلق عليها المؤرخون " الحرب العالمية الثانية"، التي دفعت التعبير المسرحي إلى الانفصال عن ما كان عليه في الأنواع الكلاسيكية: الملهاة، المأساة أو المأساة الكوميدية.
أما مسرحية "العادلون" فقد أستوحاها ألبير كامو التي كتبها سنة 1949، من أحداث تاريخية واقعية حدثت سنة 1905، وهي مكونة من خمسة مشاهد. وموضوعتها الأساسية، هي نفس موضوعة مسرحية "الأيادي القذرة" لجان بول سارتر؛ استعمال العنف في المعارك الثورية.
تقدم المسرحية حدثاً واقعياً يتجلى في محاولة اغتيال قامت بها مجموعة إرهابية كان ضحيتها الدوق الروسي الأكبر "سيرج"، عم القيصر. وقد كتب كامو "العادلون" من أجل الرجال والنساء الذين عاشوا لحظات ألم قصوى أثناء هذه المحاولة، مما جعلها تدخل عن جدارة في تيار العبث، وإلى حد ما تكتسي طابع الوجودية الأدبية.
أول عنوان أطلقه كامو على المسرحية كان هو "الحبل"، انطلاقاً من جواب "دورا": "ليلة باردة، ونفس الحبل! كل شيء أصبح سهلاً الآن." بعد ذلك تم تغيير العنوان، فالحبل فأل سيء في المسرح، إلى "الأبرياء"، قبل أن يصبح نهائياً: العادلون.