فاطمة الصعيدي تناقش «الحفيدة الأولى» بالنيل الثقافية.. غدًا
يستضيف الإعلامي خالد منصور الكاتبة فاطمة الصعيدي أستاذة علم اللغة بكلية الآداب جامعة حلوان حول روايتها "الحفيدة الأولى"، في حلقة جديدة من برنامج كلمات المذاع في حوالي الخامسة مساء الأربعاء 19 مايو 2021 على شاشة النيل الثقافية، وتُعاد الحلقة الثامنة صباح الخميس.
عن دار «هن» للنشر والتوزيع بالقاهرة، صدرت رواية "الحفيدة الأولى" للدكتورة فاطمة الصعيدي، وصدرت لها من قبل المجموعة القصصية "تاء التأنيث الساكنة".
تدور الرواية في فضاء السيرة الذاتية، وترصد الرواية بلغة سردية بسيطة العلاقة الحميمة بين الجدة والحفيدة الأولى، التي تقوم برعايتها بعد سفر الأسرة. وتعالج بلغة بأسلوب شيق الكثير من القضايا الإنسانية، التي يفرزها إيقاع الحياة في الريف، ودورها المؤثر في العلاقات بين الأجيال، وهو ما يتمثل في طبيعة العلاقة بين الجدة وزوجة الابن، وبين الجدة والحفيدة.
وتبرز آلية التذكر كمقوم سردي وفني من خلال ذاكرة موزعة بين مكانين وزمانين، زمن القرية وزمن المدينة، وتتناثر على ألسنة الشخوص، ونجوى الذات الساردة (الكاتبة)، وتنعكس على الحب والمشاعر العاطفية الخاصة، فثمة وجود ناقص، وإحساس داخلي بأنك تركت شيئاً هنا وشيئاً هناك، ما يجعل الكتابة نفسها تبدو وكأنها فعل تذكر.
من أجواء الرواية:
"أعود إلى تلك الأرض البعيدة، المغروسة في روحي، ترتسم في القلب خريطة أرضي الأولى، لا تفارقني الأماكن، كيف تفارقني؟! كل مكان قديم يرسم جغرافيته في عقلي ووجداني، أحمل تضاريس الأرض في ناظري، أينما ذهبت هي معي، قد تكون بعيدة الآن، لكنها كامنة في روحي، فهي أحد ملامح النفس، بل هي النفس نفسها، هي روحي التي إليها أنتمي تاريخاً وعقلاً وفكراً ووجداناً، في ذكرها إمتاع ومؤانسة، والحديث عنها يحملني إليها. أسير في حواريها الضيقة وأزقتها الملتوية، أتحسس دفء الجدران وأرواح الأحبة الذين ذهبوا، لكن آثار خطوتهم لم تزل مرسومة في العين، وقع أقدامهم لم يزل مسموعًا في أذنيّ، ما تزال الشبابيك الخشبية الطويلة المفتوحة على الشارع مفتوحة في فضاءات نفسي، منها أستمد دفء أحاديث جدي وأبي، حكايات جدتي عن جدتنا حسيبة التي كانت تُخفي كنزها الذهبي تحت الشجرة التي لم يُستدل عليها بعد وفاته. ظلت قصة الكنز مسار أحاديث ومسامرات، ضخب أخوتي، أغنيات أمي، مشاجرات جيراننا، ونباح كلبنا.