رئيس جمعية «رجال الأعمال المصريين الأفارقة» يكشف خريطة الاستثمار الأجنبي عالميا
قال الدكتو يسري الشرقاوي، رئيس جمعية «رجال الأعمال المصريين الأفارقة»، إنّ الاستثمار الأجنبي المباشر شهد هبوطاً عالمياً غير مسبوق في عام 2020 جراء جائحة كورونا، حيث هبط بنحو 42% من 1.5 تريليون دولار فى 2019 إلى 859 مليار دولارفي 2020، وفقاً لتقرير صدر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد)، والذي يتوقع أيضاً استمرار المستويات الضعيفة للاستثمار الأجنبى في 2021 مع استمرار حالة عدم التيقن بسبب وباء كورونا.
وأضاف «الشرقاوي» لـ«الدستور» أن الدول النامية والأسواق الناشئة هي الأكثر تأثراً بتداعيات فيروس كورونا على الاستثمارات الأجنبية المباشرة حتى وإن عكست الأرقام الفعلية عكس ذلك فإننا نؤكد أنه على الرغم من انخفاض تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى الاقتصادات النامية بنسبة 12% لتصل إلى ما يقدر بنحو 616 مليار دولار، فإنها تمثل 72% من حجم الاستثمار الأجنبي المباشر العالمي - وهي أعلى حصة مسجلة.
وأوضح أن الاستثمارات الأجنبية القادمة إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تأثرت سلباً بفعل وباء كورونا حيث تعد المنطقة هي الأكثر من حيث التأثر السلبي، لكن هناك جانب إيجابي يتمثل فى قدرة هذه المنطقة على الاستفادة من إعادة تشكيل سلاسل القيمة العالمية والإقليمية وإعادة هيكلتها في حال إذا أحسن تدارك واستغلال الموقف بشكل علمي وممنهج.
تدفق الاصطلاحات المالية
وأكد «الشرقاوي» أن ما أجرته مصر من إصلاحات مالية وما حدث من استقرار وقضاء على الإرهاب وإصلاحات تشريعية وما تم تنفيذه في البنية التحتية جعل مصر على رأس قائمة الاختيارات امام الاستثمار الأجنبي المباشر شريطة استكمال الإصلاحات الهيكلية والإدارية بشكل فاعل ومحاولة إيجاد حلول لمشاكل طول مدد التقاضي والفض في النزاعات الاقتصادية وكذلك مستويات الفساد الإداري وتسريع عملية الرقمنة والتأكيد على تطبيق الحوكمة وإعادة هيكلة القطاعات الاقتصادية واستحداث نظم ضريبية مرنة بعيداً عن فرض الرسوم بشكل عشوائي في بعض الأمور.
وذكر الشرقاوي أن خريطة الاستثمارات الأجنبية المباشرة باتت تتغير والصين تعتبر الآن أكبر متلقى للاستثمارات الجديدة بينما تعد الولايات المتحدة الأكبر من حيث إجمالي الاستثمارات قديم وجديد.
وأشار إلى أن الصين خلال عام 2020 استطاعت أن تفوق الولايات المتحدة من حيث حجم الاستثمار الأجنبي المباشر وبذلك فقدت الولايات المتحدة مكانتها كأكبر متلقى للاستثمارات الأجنبية الجديدة ويرجع ذلك إلى تراجع الاستثمارات من الشركات الخارجية بنحو النصف وفي المقابل صعدت الاستثمارات الأجنبية إلى الصين بنحو 4%.
ويعد هذا مؤشراً مهماً على تفوق الصين، إذ جذبت الصين نحو 163 مليار دولار بينما جذبت الولايات المتحدة نحو 134 مليار دولار في 2020 في مقابل 251 مليار دولار للولايات المتحدة في 2019 في حين جذبت الصين نحو 140 مليار دولار في 2019.
وأوضح أن العديد من أسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تكافح للتنافس مع الاقتصادات الناشئة والنامية النظيرة لها، وإلى الآن لم يتعاف الاستثمار الأجنبي المباشر في المنطقة بشكل كامل من الأزمة المالية العالمية لعام 2008 وثورات الربيع العربي في 2010-2011.