«أصوات موصولة بالسماء».. رحلة كفاح المبتهلات في «ليالي رمضان» ( فيديو)
كلمات ليست كالكلمات، تجد القلوب راحة في سماعها، أصوات تجلجل كأنها جاءت من السماء، يتيه في حضرته السامعين، يهيمون في ملكوت خاص، يخطف العقول، ليست هناك حواجز بين الصوت الصادر والقلب.
فهم "منارة التائهين"، تشعر وكأن أصوات موصولة بالسماء، حيث تعود الذاكرة إلى نصر الدين طوبار في ابتهالات إذاعة القرآن الكريم، وعذوبة صوت النقشبندي حين يغرد بابتهالات رمضان قبل الفطار، وغيرهم من المبتهلين الذين جابوا بحناجرهم مشارق الأرض ومغاربها، وأسسوا مدارس بأسمائهم، فهؤلاء كانوا النبراس والمداد للفتيات لتعلم فن الإنشاد الديني، ليبدعن فيه ويصحبن من أشهر المبتهلات في زمن السوشيال ميديا.
تستعرض "الدستور" حكايات بنات سلكن طريق الابتهالات في الليالي الرمضانية.
أماني محمود: أحلم بإنشاء مدرسة لتعليم الابتهالات للسيدات في مصر
قالت أماني محمود، ذات ال19 عاما، تدرس في كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر بالفرقة الثانية، إنها تحب الابتهالات منذ صغرها، واعتادت على سماع الابتهالات، وترددها في التجمعات الأسرية ومع أصدقائها، ونالت إعجاب من حولها مما دفعها لتطوير ذاتها والالتحاق بمدرسة الإنشاد الديني بالسيدة عائشة لتتعلم من خلالها الابتهالات.
وتابعت أحد المبتهلات، أنها تحلم أن تنشئ مدرسة لتعليم الابتهالات للسيدات في مصر، وتكون فريق للنساء المبتهلات بدون موسيقى، منوها أن الابتهال لم يقتصر على عالم الرجال فقط لتمكنهم من إطالة النفس، وعلو الصوت، بل تمكنت من مواجهة الانتقادات بالاتجاه إلى الابتهال في الحفلات والسهرات الرمضانية.
وأوضحت محمود، أن الابتهال يجعلها تتضرع إلى الله عز وجل، وتأمل أن يتجه المطربات إلى الابتهال والتقرب من الله، واشتهرت في الجامعة بفتاة الابتهال، وأصبح لها جمهور كبير.
وأكدت أحد المبتهلات، أن وجود البنات المبتهلات في مصر قليلا بعكس المطربات، وبعض المواطنين لم يعوا مفهوم الابتهال، وتتمنى أن يرحب المواطنين باستقبال الابتهالات من النساء.
إيمان الصوالحي: المبتهلات بدأن منشدات الابتهال محتاج سفر كتير ومشكلتي إني بنت
أوضحت إيمان الصوالحي، ذات الـ27 عاما، أحد المبتهلات في مصر، أن جميع ما يتعلق بالابتهال موجود في كل إنسان عاشق المديح، وليس مجرد محبي الابتهال نفسه، لكن عُرف وبدأ انتشاره مع عصر مشايخ العرب خصوصا للصعيد وسيناء من بداية1880.
وأضافت إيمان، أن من أول مبتهلة في مصر، كلهن كانوا منشدات في البداية، واتجهوا للطرب، حتى دخلت هي وصديقتها آية، وأُطلق عليهما أول مبتهلات خصوصا لم تتجه للطرب وظلنا في المديح والانشاد، مؤكدا أنها كانت عاشقة ومحبه للابتهال، منذ كان عمرها أربع سنوات، وبداية بعد ختمها للمصحف الشريف، لثمن سنوات من قصور الثقافة إلى أن انتقلت للتلفزيون والإذاعة المصرية حتى نال اسمها شهرة كبيرة.
وأشارت إلى أن العقبات التي واجهتها كونها منشدة امرأة وليست رجل، وأغلب المنشدين رجال والعقبة الثانية السفر والانتقال لأن الانشاد غير الطرب انتقاله كثير جدًا بين المحافظات ومصر وخارجها فنظرة المجتمع للابتهال نظرة رائعة لها قيمتها واحترامها رغم أن جمهوره الكبير كبار السن ولكن مؤخرا مال إليه عدد كبير من الشباب بعد أن دخل فيه مزيج يتناسب مع العصر الحديث يلائم كل الأعمار، فالنظرة مع الوقت لم تختلف لأن فن له قيمته الكبيرة قبل الغناء بكثير.
واستكملت حديثها حول جوانب الابتهال: خصائصه واحدة برغم الاختلاف بين المبتهل والمبتهلة واحلامي أوصل الابتهال للعالم كله وأقدر أثبت أن الملتهبة المرأة قادرة علي النجاح في انتقال صوتها من مكان إلى مكان آخر".
وتابعت:"ويرجع مكانته وأصالته ويزيد جمهوره من الشباب وأطفال مش بس ناس كبيرة نفسي الناس تعشقه أكتر من الغناء، لكن للأسف هو مش واخد حقه مثل الكرب على الشاشة الإعلامية فأفكار التطوير هو مزج ما يحبه الشباب مثل الألحان الجميلة التي تزود الإنشاد جمالا ينجذب إليه الشباب والصغار واختيار الكلمات التي تناسب الأعمار".
أماني شريف: حبيت الابتهال من أمي.. وعايزين اهتمام بينا زي الولاد
تقول أماني شريف، تدرس في كلية تربية رياضية، ٢١ سنة، إن الذي حببني في الابتهالات والدتي، لأنها كانت دائما بتخليني اسمعها، أنها تسمع للشيخ النقشبندي ونصر الدين طوبار ، وأن مجال الابتهالات للبنات مش معروف للبنات مثل الأولاد.
وأشارت: إلى أن الشيء الذي تفضله كبنت أن تشتهر أكثر في مجال الابتهالات، ويكون لها اسم ومكان في مجال الابتهال، وعبرت عن راحتها ذهنيًا ونفسيًا على المستوى الشخصي، مضيفة: "أنا برتاح لما بقول ابتهال أو بذُكر ربنا عموما، وبحبه جدا، فعلاقة الابتهال برمضان، علاقة وطيدة، بحيث إن الناس في رمضان بتذكر ربنا كتير، فالابتهال مناجاة الله، يعني بنتكلم عن ربنا بنذكر عظمته وجماله".
وأوضحت شريف، أنها تتمنى أن تنعرف البنات في مجال الابتهال أكثر من هذا، ويبقا ليهم مكان زي الولاد بالضبط في المجال ده، والكل يركز على مجال الابتهال، وذكر ربنا عز وجل، والرسول عليه أفضل الصلاه والسلام، صل الله عليه وسلم، ونركز على ذكر ربنا أكثر من الأغاني والمهرجانات.
وعن الانتقادات التي تواجه المبتهلات كبنات قالت:"لا لحد دلوقتي مفيش انتقادات بالعكس بنلاقي دعم من الكل ومثال أهوه أنتم جايين تدعمونا".
نيرة حسن: أنا مولودة على الابتهال.. والانتقادات إن الناس شايفة صوت المرأة عورة
قالت نيرة حسن، بنها، 23 سنة، طالبة: إن "سر حبي للابتهال إني مولوده عليه منذ صغري وكنت أتذوقه، وكنت بروح مع أبي جميع حفلات الانشاد الديني وكنت بحب اي حفلة كثيرا، وشاركت بالابتهالات في أي فرصة كانت تيجي قدامي، وشاركت في مسابقة ابداع 9، بعد الالتحاق بالجامعة".
وأشارت أحد المبتهلات، إلى أن علاقة رمضان بالابتهال، علاقة قوية، فشهر رمضان اهم ما يميزه اصوات الابتهالات في كل مكان.
وأوضحت حسن: أن "الابتهال يعد أقوى من الإنشاد، لأن الناس بتحب تسمع الابتهالات بطبعها، وأتمنى الناس كلها تسمعني، وصوت البنت يتسمع أكتر وأكتر، لأن ده هيفرق معانا كتير في الدعم والانتشار أكتر وأكتر في جميع أنحاء محافظات مصر".
وأكدت حسن، أنها تواجه انتقادات كثيرة منذ عملها في مجال الابتهال والانشاد، والبعض يعتبر أن صوت المرأة عورة، ويدخل في صدام كبير مع أي امرأة تبتهل او تنشد او تغني، وعلشان بناشد رمضان وبنتكلم مع ربنا، فاأنا شايفه إن مفيهاش أي مشكلة أن اي بنت تبتهل وتنشد.
ريهام عبد العاطي: بفرح لما بلاقي ناس في الشارع بتسمع ابتهالات
ريهام أمير عبد العاطي، ذات ال ٢٠ عاما، طالبة في كلية حقوق جامعه بنها، تقول: "انا في مجال الابتهالات بحب أسمع ابتهالات كتير واللي حببني أكتر ان انا اسمع ابتهالات وان اكون ف اي مكان في الشارع بسمع ناس بتشغل ابتهالات ف حبيت ان انا اسمع وبدأت ان انا اتصفح علي جوجل وان انا اسمع ابتهالات كتير وحبيت عمتا ان انا اقول ابتهالات حبيت مجال الابتهالات عن طريق السمع عمتا وبحب جدا اشوف حد ينشد قدامي او يبتهل قدامي ف بحبه ان انا اقلده واقول ابتهالات زيه".
وأوضحت الفتاة العشرينية، أن رمضان ذو علاقة وطيدة بالابتهالات، رمضان شهر التقرب من الله سبحانه وتعالى والعبادة والقرآن، مشيرا إلى أن مثلها الأعلي في الابتهالات الشيخ النقشبندي ونصر الدين طوبار.
وأردفت عبد العاطي، بشجع البنات تقول ابتهالات وهو مجال حلو، وبشجع كل البنات تقول ابتهالات أحسن وأفضل من مجالات فنية عديدة كالغناء والطرب والاتجاه إلى ظاهرة فن المهرجانات، وأن الابتهالات مجالها حاليا محدود، ولا يجد الدعم الكافي، منوها أنها وجدت أن الأفضل أن توجه رسالة إلى كل البنات التي تغني أن تتجه إلى الابتهال.