الثوران البركاني في أيسلندا يتحول إلى ينابيع حمم بوتيرة متقطعة
لا يزال الثوران البركاني مستمرا منذ أكثر من 50 يوماً بالقرب من ريكيافيك لكنّ المشهد الذي تُمكن رؤيته حتى من العاصمة الأيسلندية تبدّل، وجديده تَناوبٌ بين فترات من الهدوء تقطعها فجأة ينابيع كبيرة تقذف الحمم البركانية إلى ارتفاع قد يصل إلى مئات الأمتار.
ومع أن طوقاُ أمنياً ضرب في محيط جلدينجدالير، عند تخوم جبل فاجرادالسفياك، على بعد نحو أربعين كيلومتراً من ريكيافيك، لحماية الفضوليين من الصخور الساخنة المتساقطة على الأرض، يقصد كثر المكان مشياً لرؤية المشهد من كثب.
إلا أن الثوران الذي كان حتى الآن متواصلاً وهادئاً إلى حد ما شهد تغييراً في وتيرته قبل نحو أسبوع، إذ باتت تتخلله فترات توقّف لدقائق لا يلبث أن يبدأ بعدها مجدداً قذف الحمم في هذه المنطقة غير المأهولة من شبه جزيرة ريكيانيس، في الطرف الجنوبي الغربي من أيسلندا.
ويسبق انفجار البركان في كل مرة هدير شديد ينذر بأنه أصبح وشيكاً . وقالت شابة كانت بين أكثر من 2500 شخص حضروا إلى المكان السبت إنه "يشبه هدير طائرة في الجو".
وفي الإمكان رؤية ينابيع اللهب البرتقالية هذه من على بعد عشرات الكيلومترات وهي تضيء السماء فتجعل ليالي مايو أقصر من أي وقت مضى.
ولاحظت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية أن علو الحمم تجاوز 460 متراً في وقت مبكر من صباح الأربعاء.
ويتشابه قذف الحمم على هذا النحو الدوري مع الطريقة التي يقذف بها ينبوع ستروكور الماء، وهو الينبوع الأكثر نشاطاً في إيسلندا ويقع على بعد 100 كيلومتر شرق ريكيافيك.
وأوضح عالم البراكين ماجنوس تومي جودموندسون لوكالة فرانس برس ان "الصهارة تتدفق في الواقع طوال الوقت، إلا أن السطح فقط شهد تعديلاً".
وتتسبب انفجارات الحمم القوية في تساقط التيفرا، وهي شظايا صخرية بعضها يكون شديد السخونة وبالتالي قاتلاً، على بعد مئات الأمتار من فوهة البركان.
وأقيمت دائرة حظر دائمة يمنع دخولها على مسافة 400 متر حول فوهة البركان النشطة في الطقس الهادئ، يمكن تمديدها حتى 650 مترأً بحسب سرعة الرياح.
وبدأ الثوران مساء 19 مارس، وكان العلماء يتوقعون بداية أن يكون قصيراً، وألا يدوم سوى بضعة أيام.
لكنّ تَواصُل تدفق الحمم البركانية، وما أظهره تحليل من الصهارة، رجّحا فرضية استمرار الظاهرة وقتاً أطول. ولا يستبعد علماء البراكين أي فرضية بشأن مدتها، بين بضعة أشهر إضافية أو حتى عقود عدة.
ومع أن إيسلندا هي المنطقة البركانية الأكبر والأكثر نشاطاً في أوروبا، لم تتدفق الحمم البركانية في شبه جزيرة ريكيانس منذ القرن الثالث عشر.
وسبق للخبراء أن حذروا من أن صحوة بركانية في المنطقة بعد ثمانية قرون من الركود قد تعني فترة جديدة من النشاط تستمر عقوداً أو أكثر.