أحمد مظهر.. أسرار دخوله الفن وانضمامه لشلة «حرافيش نجيب محفوظ»
كان ضابطا في سلاح الفرسان عندما استعان به المخرج عز الدين ذو الفقار في ليسند إليه دور "علاء" في فيلم "رد قلبي" بعد أن رشحه لهذا الدور الكاتب يوسف السباعي، وعندما أدار له الفن ظهره تفرغ لورشة الميكانيكا التي ألحقها بمنزله في الهرم.
إنه فارس السينما المصرية وواحد من الضباط الأحرار الفنان أحمد مظهر الذي حلّت أمس السبت، 8 مايو، الذكرى 19 لرحيله.
قدم أحمد مظهر خلال مسيرته الفنية مئات الأدوار والشخصيات في الأعمال السينمائية التليفزيونية وحتى في المسرح، الذي بدأ عليه رحلته الفنية من خلال العرش المسرحي "الوطن"، والذي رشحه له الفنان العملاق زكي طليمات في عام 1948.
ويعد من أبرز أدوار أحمد مظهر السينمائية دوره في فيلم "الناصر صلاح الدين" حتى أن اسم صلاح الدين صار مقترناً به، بل وتجسدت صورة صلاح الدين الذهنية لدى المشاهدين بصورة أحمد مظهر، خاصة وأن براعته في أداء الدور فاقت التوقعات، وكان انتمائه لمدرسة الفروسية في الجيش المصري الفضل الأول لحصوله على دور "صلاح الدين".
كما أن دوره في فيلم "دعاء الكروان" والذي جسد من خلاله دور المهندس الوغد المستهتر بكل القيم والمبادئ من أدواره التي لا تنسى، وقد صنف فيلم "دعاء الكروان" عن قصة عميد الأدب العربي دكتور طه حسين كواحد من أفضل مائة فيلم مصري في القرن العشرين.
وشاركته البطولة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، حيث قدما ثنائيا من أروع ثنائيات السينما المصرية.
وفي حياة فارس السينما المصرية أحمد مظهر مئات الأدوار التي لا تنسى وخلدت اسمه ضمن قائمة الشرف في السينما المصرية، نذكر من بينها على سبيل المثال لا الحصر، أدواره في أفلام: الأيدي الناعمة، كلمة شرف، الطريق المسدود، لصوص لكن ظرفاء، الزوجة العذراء، لوعة الحب، عمالقة البحار، غصن الزيتون، مع الذكريات، لقاء الغرباء، أيام الحب، نور الليل وغيرها.
كان فارس السينما المصرية أحمد مظهر واحداً من شلة "الحرافيش" المصاحبة والملازمة لأديب نوبل نجيب محفوظ، بل وكان لــ أحمد مظهر السيق في تسمية الشلة بهذا الاسم "الحرافيش".
وفي هذا الصدد يقول نجيب محفوظ في أحد لقاءاته الإعلامية: "شلة الحرافيش" بدأت بلقاءات في بيت الأديب المحامي عادل كامل، الـذي شاركه في اقتسام جائزة أدبية وظلت الشلة تتنامى بانضمام أحمد مظهر وتـوفـيـق صـالـح ومصطفى محمود وصـلاح جاهين، وغيرهم، وأكد أن أحمد مظهر هو صاحب تسمية "الحرافيش".
الكاتب محمد الشاذلي كتب في مقال له عن نجيب محفوظ: قال لي الفنان أحمد مظهر في تحقيق منشور في مجلة "المصور": إنه من سماهم "الحرافيش"، فقد كانوا يقرأون في كتاب رفاعة الطهطاوي "تخليص الإبريز في تلخيص باريز" أن بعض المقاهي في باريس يؤمها علية القوم، وبعضها الآخر يؤمه الحرافيش، وسكت الجميع ثم انطلقت ضحكاتهم مجلجلة ونطق مظهر: أنتم الحرافيش. أما محفوظ فقد قال لرجاء النقاش في مذكراته: إن التسمية هي لمظهر بالفعل، ولكنه استخلص الاسم من كتاب الجبرتي كتعبير مناسب عن الشلة، لأنه يعني "الصعاليك".
وفي مقال له كتب نجيب محفوظ يرثي رفيق عمره وصديقه فارس السينما المصرية أحمد مظهر: من الفنانين الذين عرفتهم واقتربت منهم والتقيت بهم كثيرا باعتباره من رواد شلة الحرافيش.. الفنان أحمد مظهر الفارس النبيل. وهو من الضباط الأحـرار الأوائـل على الرغم من أنه حين قامت الـثـورة كـان خــارج مصر وأحمد مظهر مـن نفس دفـعـة جـمـال عبد الناصر فى الكلية الحربية.
ويتابع نجيب محفوظ في رثاء عضو شلة "الحرافيش" فارس السينما المصرية أحمد مظهر: وكان له دور فى التمهيد لقيام الثورة، اختاره تنظيم الضباط الأحرار للاتصال بالدكتور محمد صلاح الدين باشا وزير الخارجية فى آخر حكومة للوفد، وكان فى ذلك الوقت والد زوجة أحمد مظهر وذلك لينقل للنحاس باشا رئيس حزب الوفد ورئيس الوزراء رسالة خطيرة.. كان مضمون الرسالة أن تنظيم الـضـبـاط الأحرار يـرتـب لخلع الملك فاروق، وأن التنظيم مستعد للتعاون مع النحاس باشا إذا ما أعلن موافقته، إلا أن النحاس رفض على أساس أن الجيش لا يصح له التدخل فى السياسة، وقال الدكتور محمد صلاح الدين لمظهر ما نقل على لسان النحاس رفضه.