«كنت أعرف أغاني أم كلثوم قبل الجمهور وتعرضت لمحاولة اغتيال».. اعترافات مدحت شلبي
توفى والد الإعلامي مدحت شلبي، الذي كان يعمل مديرا للإدارة التعليمة بدمنهور، وقت طفولته، ورفضت والدته أن تتزوج، لتتكفل برعايته هو وشقيقه "هاني"، وشقيقته "ناريمان"، وانتقلوا إلى القاهرة.
تقدم مدحت شلبي لاختبارات الكلية الحربية، واجتاز الاختبار الطبي والرياضي، لكنه خاف من قفزة الثقة، مسافتها عشرة متر، يقول :"مقدرتش أقفز، وعدت إلى منزلنا، وواستني أمي وقتها". فقرر التقدم لاختبارات كلية الشرطة، وتم قبوله، بعد أن اجتاز خوفه من قفزة الثقة، يقول:"كان جايلي تنسيق كلية العلوم، كنت أشطر طالب في شارعنا، كان مجموعي في الثانوية العامة 68 بالمائة".
انتهى "شلبي" من دراسة كلية الشرطة، وجاء في مقدمة الطلبة المتفوقين، وهو ما منحه فرصة اختيار المكان الذي يفضله للعمل به، فاختار منطقة النزهة، لكنه يعترف "كنت أفشل ضابط عرفته الداخلية، فقد كنت لاعبا لكرة القدم بنادي الداخلية، لذا لم يتمكن من الاهتمام بعمله، وطلب مأمور القسم نقله إلى مكان آخر".
كان يتقاضى ضابط الداخلية مدحت شلبي، ثلاثين جنيها، وسبعين قرشًا، يتقاسمها مع والدته للإنفاق على أسرته.
منزل أسرة مدحت شلبي، كان بجوار الفنان كارم محمود، وكان يتبادل معه الأغاني، وتجاورهم في نفس المنزل، الفنانة يسرا، والفنانة عايدة والدة الفنانة شويكار، يقول "كنت ديما أشوف الفنان فؤاد المهندس مع شويكار".
تعرف "شلبي" على أحمد السنباطي، عازف الكمجنة، ابن الفنان رياض السنباطي، وعمل "أحمد" مع فرقة أم كلثوم، وكان يبلغ "شلبي" بالأغاني قبل أن تقدمها أم كلثوم، يقول "شلبي": "أعطانا سبق لحن أغنية هذه ليلتي، عشنا في البدايات على الموسيقى"
كيف بدأ التعليق؟
لم يكن مشهورًا، لا يعرفه أحد، يوم مباراة الأهلي والزمالك، توجه بالصدفة إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون لتسلّم مستحقاته عن تعليق إحدى المباريات، 52 جنيها لكن فوجئ بأنه معلق المباراة، ولم يبلغه أحد، صرخت وفاء فاضل في وجهه، بضرورة التوجه إلى ملعب المباراة التي ستنطلق في الثالثة مساًء.
أسرع "شلبي" إلى ملعب المباراة، وإذ به يردد "بيبو و بشير، بيبو والجول"، وانتهت المباراة، وبدأت الجملة تتردد، في أفلام السينما، وعلى ألسنة الجماهير، إلى اليوم، وبدأت شهرته من لحظتها.
في رحلة للتعليق على إحدى المباريات في لبنان، التقى "شلبي" بالفنانة صباح على متن الطائرة المتجهة إلى هناك، فقالت له:"يا كابتن مدحت، أنت معندكش غير ماجدة الرومي"، فقد كان "شلبي" يستخدم كوبليهات أغاني المطربين في تعليقاته على المباريات.
وعد "شلبي" الفنانة صباح أن يستخدم إحدى كلمات أغنياتها في المباراة، وهاتفته بعدها لتشكره وتعبر له عن امتنانها بذلك.
وأصبح مدحت شلبي، ذا شهرة كبيرة في لبنان، يعلق على المباريات ويقدم رؤية تحليلية للمباريات.
بدأت موهبة التعليق مع مدحت شلبي، أثناء دراسته في كلية الشرطة، فقد كان يشتري هدية لمدرسيه بالكلية، ليقلل لهم المحتوى الدراسي الكبير للمواد المقررة، وفي إحدى المرات، سلّم على أحد المدرسين، وردد عليه كلمات وأبيات شعرية، قال، أثناء وجوده في برنامج "صاحبة السعادة":" حضني وبكي، وخفض عدد كبير من المادة".
وتقدم "شلبي" لامتحان التعليق الصوتي على المباريات في التلفزيون المصري، ودخل الاستديو لأول مرة في حياته، وطُلب منه أداء تعليق مع شخص آخر، وتبادلا الأسئلة، وسمع "شلبي" صوت ضحكات سامية صادق، من لجنة الاختبارات وقتها، ونجح "شلبي" بعدها، لتبدأ مسيرته مع التعليق والشهرة.
أصعب المواقف
تعرف مدحت شلبي على إسماعيل عبد الفتاح، مدير البرامج الرياضية بالتلفزيون المصري، وتوطدت علاقتهما سويًا، وأشار "إسماعيل" على "شلبي" أن يتعلم ويركز اهتمامه على تعليق الكبار، وذات مرة توجها لحضور مباراة كرة يد، وفجأة، تغيب المعلق الصوتي للمباراة، وإذ "إسماعيل" ينهر "شلبي":"قوم يابني علّق على المباراة، مش عاوز تبقي مذيع"، وارتبك "شلبي" فلم يكن على دراية بأي قواعد لكرة اليد، أو يعرف أسماء اللاعبين للفريقين، وبعد عشر دقائق حضر معلق المباراة الأصلي، وأنقذ مدحت شلبي.
أما الموقف الثاني، حكاه "شلبي"، فأثناء تعليقه على مباراة بين فريقي الأهلي والمصري، وكان حارس مرمى فريق المصري، يدعى "عوض"، واستقبل أربعة أهدف، ففي الأول، صاح "شلبي":"منك دي يا عوض"، وفي الثاني :لأ، ملكش حق ياعوض"، وفي الثالث:"دي تتمسك ياعوض"، وفي الرابع "عليه العوض يا عوض"، وتسبب ذلك في تكسير أتوبيس فريق المصري، واعتزل حارس المرمى عوض، وبعد مرور ثلاث سنوات، دُعى "شلبي" للتعليق على مباراة الأهلي والمصري، وإذ بالجمهور البورسعيدي يصل إليه أن "شلبي" هو معلق المباراة، وإذ بالشتائم والسباب توجه إليه من المدرجات، قال "شلبي":"سمعت سيرة ماما من المدرجات"، وبلغت صعوبة المباراة، أنه لم يتسنى له أن يدخل كابينة التعليق، واحتال بالدخول جانب المدير الفني لنادي المصري، واستعان بأحد ضباط الأمن في ملعب المباراة، وليتهرب أكثر من مصير صعب، بالغ في تقديره للاعبي المصري طوال المباراة.
وقبل المباراة بثلاث دقائق، استشعر مدحت شلبي، بتحركات من الجماهير، وإذ به يكتب على ورقة جملة لأحد أفراد الشرطة "أنا هموت انهاردة"، وإذ بـ120 مجند أمن، لحماية "شلبي"، لكن الجماهير انتظرته على مداخل ملعب المباراة، فقرر الاختفاء في سيارة، وتغطى، قال:"استخبيت في العربية، وتغطيت بغطاء العربية، وكان من أسوأ المواقف التي مررت بها في حياتي".