صلاح عبد الصبور.. 90 عاما على ميلاد صاحب «ليلى والمجنون»
90 عاما مرت على ميلاد الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور، الذي يعد أحد رواد الحركة الشعرية الواسعة في الوطن العربي كله، فهو ابن إحدى قرى الشرقية لأسرة من صغار الموظفين والمزارعين، وتعلم في المدارس الحكومية وتخرج من قسم اللغة العربية بكلية الىداب بجامعة فؤاد الأول "القاهرة الآن" عام 1851، حيث تتلمذ على يد الرائد المفكر والناقد الشيخ أمين الخولي، وكان من أوائل جماعة الأمناء التي كونها الشيخ ثم الجمعية الأدبية، التي كان لها تأثير كبير على حركة الإبداع الأدبي والنقدي في مصر.
عمل صلاح عبد الصبور بالتدريس قبل أن ينتقل إلى الصحافة، فعمل في مجلة روز اليوسف، إلى أن انضمم إلى الأهرام محررا أدبيا بها، وانتدب إلى الهيئة المصرية العامة للكتاب، مديرا للنشر بها ثم مستشارا ثقافيا لسفارة مصر بالهند قبل أن يعود إلى هيئة الكتاب رئيسا لها حتى وفاته المفاجئة.
"الناس في بلادي" هو أول مجموعة شعرية لصلاح عبد الصبور صدر عام 1957، كما يصنف أول ديوان للشعر الحديث، الذي استطاع أن يهز الحياة الأدبية المصرية حينها، بصوره ومفرداته شديدة الواقعية، وأيضا بسبب استخدامه للقصة الشعرية المليئة بالصور أو حتى الكاريكاتير، المتنقلة بين المأساة والسخرية المريرة، وكذلك بسبب امتزاج الحس السياسي والفلسفي بموقف اجتماعي انتقادي واضح، وفي ديوانه التالي "أقول لكم" كان عبد الصبور أكثر ميلا إلى الصرامة الموسيقية والتجريد الفكري، وطرح الأسئلة.
ولصلاح عبد الصبور عدة كتب نقدية مهمة ومنها: "قراءة جديدة لشعرنا القديم"، "ماذا يبقى منهم للتاريخ"، ومن أهم كتبه النظرية "حياتي في الشعر"، وغيرها التي تركت آثارا شعرية ومسرحية أثرت في أجيال متعددة من الشعراء في مصر والبلدان العربية، خاصة ما يسمى بجيلي السبعينيات والثمانينيات في مصر، كما حازت أعماله الشعرية والمسرحية قدرا كبيرا من اهتمام الباحثين والدارسين، وحمل شعره سمات الحزن والألم وقراءة الذكرى واستلهمام الموروث الصوفي، واستخدام بعض الشخصيات التاريخية في إنتاج القصيدة، كما في "مذكرات بشر الحافي"، "مأساة الحلاج"، و"ليلى والمجنون".
حصل صلاح عبد الصبور على جائزة الدولة التشجيعية عام 1965 بعد أن نشر "مأساة الحلاج"، وفي نفس العام نال وسام العلوم والفنون، ثم منحه الرئيس الراحل أنور السادات جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1981، ومعها وسام الاستحقاق قبل وفاته بشهور قليلة.