«الهجرة»: تحرير سيناء من ذكريات وطن لا يعرف الهزيمة
استعرضت وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج في تقريرا لها خلال العدد الثامن والعشرين من مجلة "مصر معاك"، والتي تصدرها الوزارة شهريا لخدمة المصريين بالخارج، أبرز المعلومات الخاصة بالاحتفال بعيد تحرير سيناء وذلك للمصريين بالخارج.
وأكدت الوزارة أنه في الـ25 من أبريل من كل عام، تحتفل مصر بعيد تحرير سيناء، والتي نحتفل بذكراها الـ 39؛ حيث تكلل العبور العظيم للجيش المصري في 1973 وانتصاره على جيش الاحتلال الإسرائيلي، بخروج دولة الاحتلال تماما ورفع العلم المصري فوق شبه جزيرة سيناء بعد استعادتها كاملة من المحتل الإسرائيلي، وكان هذا هو المشهد الأخير في سلسة طويلة من الصراع المصري الإسرائيلي انتهى باستعادة الأراضي المصرية كاملة بعد انتصار كاسح للسياسة والعسكرية المصرية في 25 أبريل 1982.
الهزيمة لا تعني الاستسلام
وأشارت إلى أنه بعد أيام معدودة من هزيمة 1967 شهدت جبهة القتال معارك شرسة كانت نتائجها بمثابة صدمة للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، حيث بدأت المواجهة على جبهة القتال ابتداءً من سبتمبر 1968 وحتى السادس من أكتوبر 1973م حيث انطلق أبطال الجيش المصري ليعلنوا بدء حرب الكرامة، والتي خاضتها مصر في مواجهة إسرائيل واقتحمت قناة السويس وخط بارليف كان من أهم نتائجها استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس، واسترداد جزء من الأراضي في شبه جزيرة سيناء وعودة الملاحة في قناة السويس في يونيو 1975.
وأكدت أنه لقد غير الجيش المصري نظريات عسكرية كانت سائدة وقتها، لتتغير الاستراتيجيات العسكرية في العالم، والتأثير على مستقبل كثير من الأسلحة والمعدات، وتعود الثقة للمقاتل المصري والعربي بنفسه وقيادته وعدالة قضيته.
الوحدة العربية في أروع صورها
وأكدت الوزارة خلال التقرير أنه تعاونت الدول العربية خلال حرب السادس من أكتوبر 1973م، لتشهد أوروبا أقسى شتاء عرفته في تاريخها، بعد الاتفاق على قطع إمدادات البترول، ما أكد على أن العرب قوة دولية لا يستهان بها، لتسقط الأسطورة الإسرائيلية، وتصبح درسًا للتاريخ أن القوة في تعاوننا ووحدتنا.
انتصار المفاوضات السياسية
وأوضحت أنه بعد اليوم السادس عشر من بدء حرب أكتوبر بدأت المرحلة الثانية لاستكمال تحرير الأرض عن طريق المفاوضات السياسية، حيث تم إصدار القرار رقم 338 والذي يقضي بوقف جميع الأعمال العسكرية بدءً من 22 أكتوبر 1973م ، وذلك بعد تدخل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأعضاء في مجلس الأمن، والذي قبلته مصر ونفذته مساء يوم صدور القرار، إلا أن خرق القوات الإسرائيلية للقرار أدى إلى إصدار مجلس الأمن قراراً آخر يوم 23 أكتوبر يلزم جميع الأطراف بوقف إطلاق النار والذي التزمت به إسرائيل ووافقت عليه، ودخولها في مباحثات عسكرية للفصل بين القوات الأمر الذي أدى إلى توقف المعارك في 28 أكتوبر 1973 بوصول قوات الطوارئ الدولية إلى جبهة القتال على أرض سيناء .
وأشارت إلى أنه في يناير 1974 تم توقيع الاتفاق الأول لفض الاشتباك بين مصر وإسرائيل، والذي حدد الخط الذي ستنسحب إليه القوات الإسرائيلية على مساحة 30 كيلومتراً شرق القناة وخطوط منطقة الفصل بين القوات التي سترابط فيها قوات الطوارئ الدولية.. وفي سبتمبر 1975 م تم التوقيع على الاتفاق الثاني الذي بموجبه تقدمت مصر إلى خطوط جديدة مستردة حوالي 4500 كيلو متر من ارض سيناء، ومن أهم ما تضمنه الاتفاق أن النزاع في الشرق الأوسط لن يحسم بالقوة العسكرية ولكن بالوسائل السلمية.
الرئيس السادات في الكنيست
وأكدت أنه في نوفمبر 1977، زار الرئيس الراحل أنور السـادات القدس، بعد إعلانه في بيان أمام مجلس الشعب أنه على استعداد للذهاب إلى إسرائيل، وهناك ألقى كلمة بالكنيست الإسرائيلي طارحاً مبادرته التي أكد فيها أنه لن يكون هناك سلام بين دول المواجهة كلها وإسرائيل بغير حل عادل للقضية الفلسطينية، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية التي احتلت عام 1967، وضمان تحقيق الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير بما في ذلك حقه في إقامة دولته، وكذلك حق كل دول المنطقة في العيش في سلام داخل حدودها الآمنة، على أن تلتزم كل دول المنطقة بإدارة العلاقات فيما بينها طبقاً لأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وبصفة خاصة عدم اللجوء إلى القوة وحل الخلافات بينهم بالوسائل السلمية، وإنهاء حالة الحرب القائمة في المنطقة.
معاهدة السلام في 26 مارس 1979
وأوضحت أنه وقعت مصر وإسرائيل معاهدة السلام لإقامة سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط، والتي نصت على إنهاء الحرب بين الطرفين وإقامة السلام بينهما وسحب إسرائيل كافة قواتها المسلحة وأيضاً المدنيين من سيناء إلى ما وراء الحدود الدولية بين مصر وفلسطين تحت الانتداب وتستأنف مصر ممارسة سيادتها الكاملة على سيناء في يوم 25 أبريل1982، بعد سبع سنوات من الجهد الدبلوماسي المصرى المكثف.
في رباط إلى يوم القيامة
وأكدت أنه يستكمل الجيش جهوده المتصلة من أجل تطهير تلك البقعة الغالية من تراب الوطن سيناء من عناصر الإرهاب التي تحاول استخدامها كبؤرة توتر على الحدود الشرقية لتهديد مصر ونسج المؤامرات والتخطيط للعمليات الإرهابية بالقاهرة والمحافظات. ونجح الجيش في حربه على هذه الجماعات في تحقيق انتصارات هائلة، حيث تقلص قوام التنظيمات الإرهابية، وتمّ تدمير الكثير من مراكزها وبؤرها، لاسيّما عناصر تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابي.
وأوضحت أنه وسط تلك الجهود التي تبذلها القوات المسلحة، فإن أصوات جبانة تزايد على مصر، حيث يحاول البعض من داعمي التنظيم الإخواني التقليل من قدر ما يقوم به الجيش من جهد، فيما يواصل الجيش كتابة فصول جديدة في صفحات التاريخ لتلك الحرب التي يشنها ضد بؤر الإرهاب، وهي فصول تضاف إلى بصماته في حماية الشعب والانتصار له ومواجهة كل المخططات.
ووجهت تحية لأرض سيناء التي سكنت الحكمة بين جبالها ووديانها منذ آلاف السنين، إنها سيناء التي مشي على أرضها أبو الأنبياء إبراهيم ليعلم البشرية كلها معني الإيمان، ولامستها أقدام المسيح عيسى مع أمه البتول مريم لينشر بذور الحب والسلام، وفوق ذات الرمال المقدسة مرت جيوش الصحابة في قلب صحرائها.