«رغم نجاحها في هو وهي».. لماذا أوقفت سعاد حسني مسيرتها في الغناء؟
بعد النجاح الذي حققه مسلسل "هو وهي" للسندريلا سعاد حسني، انهالت طلبات إعادة عرضه على التليفزيون المصري، ولكن رئيسة التليفزيون وقتها سامية صادق رفضت ذلك من باب إعطاء الفرص المتساوية لباقي الأعمال، ولعل نجاح هذا العمل إنما يرجع بالأساس إلى أغنياته المميزة والتي أبدعها صلاح جاهين وكمال الطويل وعمار الشريعي.
ومن أجل تحقيق رغبة المشاهدين تم طبع أغنيات المسلسل على شريط كاسيت أصبح في نهاية عام 1985 الشريط رقم 1 في مصر والدول العربية، وتم تهريب أعداد ضخمة منه إلى السوق السوداء، وهو ما أثار التساؤل حول لماذا لا تتجه الفنانة الموهوبة إلى الغناء.
سعاد طالتها وشقيقتها الفنانة نجاة الصغيرة عدة شائعات عن حقد وغيرة فنية بينهما، ولعل البعض قد يتصور أنها رفضت الاتجاه إلى الغناء من أجل تدارك الخلاف معها، ولكن الحقيقة لم تكن كذلك؛ فنجاة كانت في تلك الفترة مُقلّة في أعمالها الفنية وبالكاد تُسجل حفلة للتليفزيون، لذلك كان هناك سببًا خفيًا وراء ذلك.
أما الدافع الخفي فكان حساسيتها الشديدة تجاه فيروس الأنفلونزا، الذي يتغير كل عام وبالتالي يصبح من الصعب علاجه، وقد أصيبت بالفعل بأنواع مختلفة منه وفي مواعيد مفاجئة بالطبع، ولزمت بسببه الفراش أكثر من 4 أيام متواصلة حتى مرحلة الشفاء.
لذلك كان من الصعب على سعاد حسني أن تلغي مواعيد حفلاتها الغنائية بسبب مرضها، وقد ذكرت في أحد حواراتها الصحفية "لا أنسى مثلًا أثناء سفري ذات مرة إلى مهرجان كان السينمائي أنني أمضيت مهرجانًا آخرًا في الفراش مع الأسبرين والمضادات الحيوية وعصير الليمون لأنني أصبت فجأة بالبرد".
وعلى الرغم من قوة السبب السابق إلا أن سعاد حسني ظلت تؤكد دومًا أنها تريد أن تكون ممثلة تغني وليست مغنية تمثل.
رسائل سعاد حسني إلى الله
"يارب، أرض عني، واعف عني، يارب، في خطواتي، وحقق أمنياتي، وسامحني إن كنت قد أخطأت وإن كنت قد أذنبت، وإن قد أغفلت عنك يومًا أو أحببت نفسي أكثر من غيري، أو أخذتني لذة الحياة وجمال الدنيا ونشوة الفؤاد، وجمال الحياة بعيدًا عنك، وكن معي دائمًا"، هكذا كتبت الفنانة سعاد حسني في رسائلها إلى الله، حسبما مذكراتها المنشورة في جريدة "الميدان" عام 2002.
وكتبت الفنانة سعاد حسني، عدة رسائل تناجي فيه الله، أملًا في أن يلهمها الصواب ويعينها، حيث قالت في إحدى رسائلها: "يارب ألهمني الفعل الإيجابي، والإنجاز البصير، والرؤية الحسنة، والتوفيق والإيجاب، والقبول لدى ما توجد عنده مصالحي، يارب ألهمني الثقة بالنفس والعزيمة والإيجابية والمرح المحبب إلى النفس، وإجعل في وشي القبول للانتهاء من هذه المرحلة الحرجة، المقلقة الطويلة، كي أنهي مرحلة التحضير، وأنتقل إلى مرحلة التنفيذ، اجعل أيامي مبصرة وصائبة وخيرة ومتفائلة ومرحة ومقدامة وواثقة وثابتة، شكرًا لك يارب".
وكانت الفنانة سعاد حسني، في حيرة من أمرها، فتوجهت بدعائها إلى الله تطلب منه أن يجعلها كما يريد، حيث كتبت تقول: "يارب أنت عارف عاوزني أبقى إزاي، في مهنة التمثيل أو زوجة، ساعدني يارب فيما تختار لي، فأنت تعلم أني في حاجة للمساعدة، من بكرة بإذن الله احتاجك بشدة وأترجاك ياربي أن ترسل الملائكة غدًا في الصباح 5-1-1993 حتى استمر من بعد هذا التاريخ المبارك، أن تباركلي فيه، وتظل الملائكة معي إلى ما لا نهاية لكي أفتخر بنفسي وأكون كما شئت، أنت وما رسمته لي يتضح أمامي حتى أسير عليه، وأنا عارفة ما هو دوري في الحياة، أريد أن أرى بوضوح، وأن يكون هناك يقين ومعرفة كاملة لما سوف أسير عليه، وأن يكون إيماني بما أفعله قوي وحاسم وقاطع، وأن لا تزعزعه الخواطر والأفعال الأخرى، وأن تكون أفكاري ثابتة، وشكرًا".
وكان للفنانة سعاد حسني، أغنية تقول فيها "لحظة سجودي" تنعي فيها والدها الروحي الشاعر صلاح جاهين، واعتزلت بعدها الغناء.
وبعد رحيل الشاعر صلاح جاهين، طلبت الفنانة سعاد حسني من الملحن محمود الشريف أغنية دينية لتخرج من كبوتها النفسية القاسية، فكتب لها بهاء جاهين كلمات أغنية لحظة سجودي، من كلماتها: "لحظة سجودي هى دي لحظة لقاك.. وف كل خطوة ماشي جنبي.. وماشي جنبي ملاك.. وفي كل دمعة من العيون بتسيل تلمع في نور شمسك وتحضن سماك".