«إفطار سبيل».. مطبخ «باب الخير» بديلًا لموائد الرحمن في الإسكندرية (فيديو)
يأتي رمضان محملًا بالخير والعطاء، ليبادر محبي الخير، لتقديم المساعدة في الشهر الفضيل لكل من يحتاجها، وخاصة نشر فضيلة الإطعام وتجهيز وجبات الصائمين، وفي مطبخ «باب الخير» بالإسكندرية تتضافر جهود من مؤسسي فكرة المطبخ الخيري مع المتطوعين لرسم الإبتسامة على وجوه الفقراء والمحتاجين.
فقي إحدى شوارع منطقة فلمنج شرق الإسكندرية، يقع مطبخ باب الخير ويعمل على تجهيز وتوزيع وجبات للأسر الأكثر احتياجًا طوال العام وتتزايد خلال الشهر الفضيل، ومع قدوم شهر رمضان وغياب موائد الرحمن هذا العام، كان لمطبخ باب الخير مبادرة جديدة وهي مطعم «إفطار السبيل» لتقديم الوجبات للمارة والعابرين الصائمين.
تقول دينا هشام، أحد مؤسسي مطبخ باب الخير بالإسكندرية، إن الفكرة بدأت منذ قرابة 3 سنوات بتنفيذ مطبخ بشكل مطعم بجميع تجهيزاته، لتخرج الوجبة كوجبة المطعم ساخنة وجاهزة، مشيرة إلى الفكرة بدأت بفرع كليوباترا، وتم افتتاح فرع جديد هذا العام بمنطقة فلمنج.
•الفكرة
وأضافت ل« الدستور» أن الفكرة بدأت عندما رأت خلال تقرير تلفزيوني حالة إنسانية لشخص كان لا يستطيع توفير الطعام لأولاده، فعزمت على البدء في فضيلة الإطعام، لتقديم وجبات ساخنة لينضم إليها أصدقائها (حسام محسن، المهندس احمد عبد اللطيف، هند السيد، والدكتور زياد) ليكونوا 5 مؤسسين لمطبخ باب الخير لتوفير الوجبات بالمجان للأسر الأكثر أحتياجًا.
واوضحت أن المطبخ كان في البداية يقدم الوجبات لعابري السبيل من المحتاجين، ولكن كان هدفنا هو إيصال الطعام لأماكن بعيدة وأفراد مستحقة، فبدأنا في العمل على هذا بتكليف مجموعة لعمل ابحاث عن الحالات المستحقة بالإضافة إلى التعاون مع جميع جمعيات الإسكندرية لتغطية جميع الحالات المستحقة بجميع أنحاء الإسكندرية.
وتابعت أن فكرة تجهيز الوجبات وتقديمها للأسر المتعففة في منازلها، كان هو الهدف، رغم أنها تلقت تعليقات من كثير من المقربين بتوزيع شنط بها السلع على الأسر وتوفير مشقة تجهيز الوجبات، لافتة أن هدف مؤسسي المطبخ هو إيصال الوجبات الساخنة حتى المنزل، حيث أنهم يقوموا بتوصيل الطعام لأسر تكون الأم مريضة سرطان ولا تقوي على الحركة، بالإضافة إلى المسنين، وهناك أسر لا يوجد لديهم بوتاجاز في منازلهم، والمجهود الذي يبذل في تجهيز الوجبات، يكون مشقة مستحقة بهدف إدخال السعادة على قلوب تلك الأسر .
وأشارت إلى أن المطبخ يقدم خلال شهر رمضان 3000وجبة يوميًا في الفرعين، وطوال العام نقدم ما بين 1500إلى 2000وجبة، لافتًا إلى أنهم يجتمعون كل اسبوع لتحديد قائمة الطعام اسبةعيًا، ليتم التغيير والتنويع في الوجبات، والتي لا بد أن تحتوي يوميًا على بروتين وخضروات ونشويات، ويزيد عليها في شهر رمضان العصير والحلويات.
•إفطار السبيل
يستكمل المهندس احمد عبد اللطيف، فكرة مطعم عابري السبيل، والتي تم تدشينها بفرع مطبخ باب الخير بمنطقة فلمنج، قائلًا إن المطبخ يجهز الوجبات لتوزيعها على الأسر المستهدفة في منازلها، ولكن مع حلول شهر رمضان وإلغاء موائد الرحمن بسبب الإجراءات الاحترازية، تم تصميم جزء في مقدمة المطبخ شبيه للمطعم وهذا المكان مفتوح لتقديم وجبة إفطار لعابري السبيل وقت المغرب.
واضاف لـ«الدستور» أن المكان تم تصميمه بشكل المطعم من خلال طاولة مرتفعة من الرخام توضع أمامها مقاعد مرتفعة، يستطيع المار من المكان يدخل ويجلس ويتم تقديم له وجبة إفطار كاملة، فضلًا عن إتاحة الحصول على الوجبة لتناولها خارج المكان، ولكن فكرة إفطار السبيل هي للمغترب أو من يمر وقت الإفطار دون تفريق فكل عابر سبيل هو ضيف مطبخ باب الخير.
وأكد على أن هذا المكان الصغير يتخذ به جميع الإجراءات الاحترازية حيث التهوية الجيدة، وتوافر الكمامات والكحول، وتوفير حوض لغسل الأيدي بالصابون قبل وبعد الطعام، فضلًا على أن النظام الوقائي متبع بين جميع العاملين والمتطوعين بالمطبخ أثناء تجهيز الوجبات وتغليفها ومراعاة جميع إجراءات سلامة اهالينا المستفيدين بوجبات الإطعام.
•وجبات متكاملة
قالت سارة الجرف، أحد المتطوعين بمطبخ باب الخير، أن الوجبات التي يتم تجهيزها، هي وجبات متكاملة ساخنة، تقدم طوال العام وليس شهر رمضان، فقط، حيث انها تخدم جميع مناطق الإسكندرية، وبعض المناطق بمحافظة البحيرة.
وأضافت أن العمل يبدأ منذ الصباح الباكر في تجهيز الطعام، مشيرة إلى أن الوجبات يتم توزيعها من خلال عدد من الجمعيات التي لديها حالات مستحقة، بجانب الأسر الخاصة بالمطبخ والتي تستهدف بعد دراسة حالتها وظروفها المعيشية، موضحة أن الوجبات التي يقدمها المطبخ هي مماثلة للوجبات المنزلية، قائلة« بنقدم وجبة كأنها مطبوخة في البيت، وحلو وعصير عشان شهر رمضان».
واكدت أن التطوع بداخل مطبخ الخير هو د شعور جميل، بأننا قادرين لتوصيل الطعام المستحق والمحتاج، قائلة: «شهر رمضان ليه طعم تاني الأجواء كلها تعاون ومبهجة، بنكون آخر اليوم مش تعبانين علي قد أننا فرحانين اننا وصلنا لأكبر عدد من الناس».
• طاقة إيجابية
«اسعد وقت بالنسبالي بيكون وقت وجودي في المطبخ الخيري، بيكون في طاقة إيجابية، و كلنا فرحانين واحنا بنشتغل» هكذا عبرت الدكتورة سيادة محمد صيدلانية، وأحد المتطوعات في تجهيز وجبات الإفطار للصائمين عن سعادتها بالمشاركة
بمطبخ باب الخير.
وأضافتل الدستور» أن المطبخ يقدم وجبات مجانية طوال العام، ويزداد في رمضان، كما أن الوجبات تكون مجهزة بجميع الأصناف ووتقدم جميع انواع البروتين من فراخ لحوم، بط، اسماك، وكل يوم نوع خضار مختلف للتنوع في الوجبات، وذلك لعدم تكرار انواع الطعام المقدمة.
واوضحت أن المطبخ يعمل عقب صلاة الفجر، وعلى الظهيرة يبدأ عملنا كمتطوعين من تجهيز الوجبات وتغليفها ليستلمها متطوعين آخرين للتوزيع على الجمعيات الخيرية والمناطق المستهدفة والمسجلة.