صالون زين العابدين فؤاد الثقافى يحتفى بآخر يهود مصر ألبير أرييه
ضمن فعاليات صالون زين العابدين فؤاد الثقافي٬ يبث في العاشرة من مساء اليوم الخميس٬ عبر تطبيق «زووم»٬ أمسية جديدة من أمسيات الصالون٬ والتي تقام تحت عنوان «ألبير أرييه صفحة من تاريخنا»٬ حول واحد من أبرز وجوه الحركة الشيوعية اليهود في مصر.
ويشارك في الأمسية كل من المؤرخ الدكتور محمد عفيفي رئيس قسم التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب جامعة القاهرة، ودكتور محمد أبو الغار٬ والمؤرخ سامح جميل٬ ويدير اللقاء الشاعر زين عابدين فؤاد.
ويعد ألبير أرييه أقدم معمر يهودي في مصر٬ تلقي تعليم علماني٬ وكان واحدًا من أبرز المشاركين في حركة مقاومة الاحتلال الإنجليزي لمصر، رفض الهجرة إلى إسرائيل واختار البقاء في مصر٬ ليرحل عن عالمنا قبل أيام٬ تحديدًا في منتصف شهر أبريل الجاري٬ عن عمر ماهز الواحد والتسعين عامًا٬ ويدفن في مقابر المسلمين٬ حيث أنه كان قد أشهر إسلامه في عام 1966 ليستطيع الزواج من قرينته فيما بعد السيدة سهير شفيق، انضم ألبير أرييه إلي الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني «حدتو» منذ العام 1953.
وحتي قبل أن يعلن ألبير أرييه إسلامه٬ فقد كان شديد العداء للصهيونية٬ وشديد التمسك بهويته المصرية متشبثًا بتراب وطنه مصر٬ وظل حتي أيامه الأخيرة حريصًا علي الكتابة ومتابعة الشأن العام.
قالوا عن ألبير أرييه:
وعن ألبير أرييه، يقول الكاتب الصحفي سليمان شفيق: «كان ألبير آرييه واحدًا من ثلاثة يهود بارزين من مصر انضموا للحركة الوطنية ضد الاستعمار الإنجليزي، ورفضوا الهجرة إلى إسرائيل، واندمجوا مع عائلاتهم الجديدة في المجتمع المصري، وهم المحامي شحاتة هارون٬ والد رئيسة الطائفة اليهودية ماجدة هارون، والمحامي يوسف درويش٬ وجد الفنانة بسمة الذي شاركت معظم الفصائل الفلسطينية في حفل تأبينه بنقابة الصحفيين لمواقفه المؤيدة للقضية الفلسطينية.
وكان يوسف درويش يزور ألبير أرييه يوميًا في بيته لتوثيق ذكرياته، حيث كان يقيم وحيدًا بعمارة يوسف الجندي بجوار الجامعة الأمريكية بوسط القاهرة، وكان عمره 92 عامًا، ورغم ذلك كان درويش شخصية منظمة جدًا يدون في مذكراته من قام باستعارة الكتب من مكتبته الخاصة بالساعة واليوم والتاريخ، وكان يمتلك أكبر أرشيف صور وثائق تاريخية.
وكان ألبير أرييه متمتعًا بذاكرة حديدية وقادرًا على الكتابة اليومية والتفاعل عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وتدوين ذكرياته عن القاهرة الجميلة حضارةً وشعبًا، وقبل كورونا كان آرييه يحرص على ممارسة طقوسه بالذهاب إلى مكتبه بعمارة مصطفى كامل التاريخية بوسط البلد بالقاهرة.
وكان نجمًا في ندوة عن نماذج التعايش الحضاري على أرض مصر، وندوة أخرى لمناقشة رواية «المولودة» لنادية كامل، التي تدور حول قصة حب والدتها الإيطالية المسيحية «نائلة» أو ماري إيلي روزنتال ووالدها اليهودي المصري المثقف اليساري سعد كامل، وقتها وقف ألبير آرييه بحماس شاب في العشرينات يتحدث عن علاقته بنائلة والحركة الشيوعية في الأربعينيات من القرن العشرين.