«كيف كان سن القلم أقوى من نصل السونكي».. أخطر أزمة في حياة يوسف إدريس
عاد سامح يوسف إدريس نجل الكاتب الكبير يوسف إدريس من الكويت بعد رحلة معاناة لم يشأ خلالها أن يعلن انه ابن الكاتب الكبير، وحتى لا يستغل ذلك أحد كأداة للضغط السياسي على ابيه، رحلة تاه خلالها الابن في الصحراء وتعرض للموت عطشًا بعد أن فقد الطريق مع زملائه، لكنهم استطاعوا العودة ثانية للكويت حيث تعرض خلالها لموت محقق.
كان سامح يحمل رسالة دون أن يعلم فحواها من أحد أصدقائه لأسرته في القاهرة تدين الاحتلال العراقي، ووقعت الرسالة في يد الضابط العراقي الذي استشاط غضبًا وهو يقرأها، وكاد أن يضغط على زناد بندقيته لولا أنه توقف أمام الاسم الثلاثي في جواز السفر، وقال له:" انت ابن الكاتب الكبير يوسف إدريس؟، فأومأ سامح برأسه إيجابًا فقال له الضابط:" إنني من قراءه"، ومزق الرسالة التي معه وتركه لحال سبيله، وكان سن قلم يوسف إدريس أقوى من السونكي الذي يحمله الضابط العراقي.
وعن هذا الأمر قال يوسف إدريس في جزء من حوار أجراه مع الكاتب الصحفي محمود فوزي:" لقد مررت بأخطرأزمة في حياتي، ولم يسبق أن مررت بها من قبل، فلم يسبق أن كان أحد أولادي في خطر لا سيطرة عليه لأحد، فلو كان يحارب لكنت أعرف من يحاربه، ولو كان معتقلا لعرفت من اعتقله، ولكن هذا الموقف بالذات لا أعرف حتى أين هو وماذا حدث له، 25 يوما لا أعرف مصير ابني.
هل يمكن أن أمسك القلم لأكتب في ظل هذه الظروف، هذا مستحيل، الإخوة الذين يطالبونني الآن بموقف فهل قام أي كاتب صحفي في مصر بالسؤال عني وعن ابني؟، أنا كاتب مصري وأعيش في مصر، وفي حالة نفسية لا يعلمها إلا الله، ومع ذلك لم يفكر أحد في السؤال عني وعن ابني، ولكن كان هناك على الجانب الآخر اتصالات بأولياء الأمور من زملاء سامح في الكويت، وحين كان يعود زملاء سامح من الكويت كنا نشعر باللهفة لأن الباقين لم ياتوا بعد، بل وجدت نفسي أجمع كل أولياء الأمور في رابطة واحدة لكي نعرف ما الأخبار، أعصابي ضاعت خلال 25 يوما كانت من أصعب الفترات التي مررت بها في حياتي، ولو لم أكن في صحة جيدة لضاعت حياتي هباء.