أفريقيا حاضرة على أجندة القاهرة: كيف مدت مصر يدها للقارة السمراء؟
يشهد دور مصر تجاه إفريقيا تحولاً جذريًا منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي سُدّة الحكم في 2014، لتصبح القارة السمراء حاضرة على أجندة أم الدنيا بعد أعوام من الفتور.
تم ترجمة هذا الاهتمام عبر 8 زيارات قام بها الرئيس السيسي للقارة الأفريقية خلال عامه الأول شملت: 3 زيارات للسودان، إثيوبيا زيارتين، وزيارة لكل من غينيا الاستوائية والجزائر وجنوب السودان، وهو ما ساعد على إعادة مصر لدورها الريادي في القارة الأفريقية.
كما توالت الزيارات في الأعوام التالية ومعها توالى اهتمام مصر بدورها تجاه إفريقيا وحرصها على تقديم رؤية استراتيجية جديدة للقارة السمراء قائمة على التعاون والمساعدات في آن واحد، ولعل أخر المساعدات التي قدمتها القاهرة إرسالها شحنة المساعدات الطبية والإنسانية، اليوم إلى غينيا.
حرص مصر على دبلوماسيتها مع إفريقيا
حرصت مصر على تحقيق الانفتاح على دول إفريقيا، وتدشين مسارات متوازية من العلاقات الثنائية والتعاون المشترك مع دولها المختلفة، لتصبح حاضرة بقوة في عشرات الدول والمجتمعات، مستعيدة جانبًا كبيرًا من ميراثها العميق مع الدول الأفريقية ومواطنيها.
المشروعات المصرية في أفريقيا
شهدت المشاريع المصرية في القارة الأفريقية خلال رئاسة السيسي حالة ممنهجة تتفق مع توجهات الدولة، وليست جهودا فردية كما كان في السابق، وفي بعض الأحيان كانت الحكومة تتدخل مع القطاع الخاص للفوز بمشاريع معينه في القارة لدعم القطاع الخاص المصري ودعم التنمية في دول القارة الأفريقية.
سد ومحطة نيريري في تنزانيا
مشروع تشييد سد ومحطة "نيريري" للكهرباء بمنطقة "ستيجلر جورج" في تنزانيا، بالتعاون بين شركة المقاولون العرب وشركة السويدي للكابلات والهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
استكمالا لمشروعات الطاقة تم افتتاح المرحلة الأولى من محطة توليد الطاقة الشمسية بالمزرعة المصرية التنزانية المشتركة، وتدشين المبادرة الأفريقية للطاقة المتجددة 2015، والتي تهدف إلى زيادة قدرات الطاقة المتجددة لتصل إلى 300 جيجاوات بحلول عام 2030.
مشاريع الطاقة الشمسية في إرتريا
كما قامت الوكالة الأفريقية للتنمية بالإشراف على تمويل وتنفيذ ثلاثة مشروعات لإنشاء محطات توليد الطاقة الكهربائية باستخدام الطاقة الشمسية في إريتريا، وإنشاء 8 من أصل 22 مزرعة نموذجية في العديد من الدول الأفريقية.
التعاون في ملف الصحة الأفريقية
أولت القيادة المصرية اهتماما خاصًا بملف الصحة في أفريقيا، نظرًا للإمكانات التي تتمتع بها مصر في هذا القطاع، عبر إطلاق العديد من المبادرات لتعزيز الصحة العامة في القارة، مثل مبادرة الرئيس السيسي لعلاج مليون أفريقي من "فيروس سي" في 18 دولة أفريقية.
• إنشاء العديد من المراكز الطبية في الدول الأفريقية سواء الثابتة كما في جنوب السودان أو المتنقلة كما في كينيا.
• نقل الخبرات المصرية في علاج الملايا للدول الأفريقية، وتقديم وحدات للغسيل الكلوى لأديس أبابا.
• الإعلان عن المركز الإقليمي ومقره القاهرة لتفعيل مبادرات الصحة العامة في الدول الأفريقية للتخلص من الأمراض والأوبئة.
• إنشاء أقسام طبية مصرية بكل من جنوب السودان وإريتريا وبوروندي، وإرسال وفود طبية مصرية لتركيب المعدات وتدريب الطواقم الطبية لتشغيلها، وقدمت أيضًا وحدات للغسيل الكلوي بأديس أبابا في إثيوبيا
جهود مصر لمساعدة إفريقيا في أزمة كورونا
دعت مصر لإنشاء صندوق لدعم جهود مكافحة فيروس "كورونا" في القارة وتبعاته السلبية على الاقتصاديات الأفريقية، والحصول على الدعم الدولي لذلك.
في وقت سابق، أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء مواصلة دعم الأطقم الطبية والمنظومة الصحية في القارة، والسعي لتوفير الاحتياجات من المستلزمات والمعدات الطبية، ودعم الدور المهم لمركز الاتحاد الإفريقي لمكافحة فيروس كورونا.
أشار في هذا السياق إلى تقديم مصر لمساعدات طبية عينية بشكل مباشر لعشر دول إفريقية شقيقة بقيمة تقارب 1,6 مليون دولار، كما أنه جارٍ تجهيز الشريحتين الثانية والثالثة من المساعدات التي تستهدف 23 دولة إفريقية، بقيمة تتجاوز قيمتها 2,2 مليون دولار، وجار الانتهاء من عملية شحنها لتلك الدول.
وأكد رئيس الوزراء أن مواجهة أزمة تفشي كورونا في القارة الإفريقية وكذلك الحد من التداعيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الناجمة عنها، يتطلب استمرار التعاون والتنسيق بين دول القارة فيما بينها ومع شركائها حول العالم، والبناء على ما طرحته الدول الأفريقية وتوافقت عليه من مبادرات وسياسات.
في سبتمبر الماضي، أكد بيان صحفي لوزارة الخارجية توجيهًا الرئيس عبد الفتاح السيسي بسرعة إرسال مساعدات عينية طبية بقيمة ٤ مليون دولار إلى ٣٠ دولة أفريقية لمساعدتهم في جهودهم لاحتواء التحديات الناجمة عن تفشي الجائحة.